أمشي في شوارع باريس وأنتِ هناك في كل زقاق
اليوم مثلاً:
لم أحب الذهاب إلى جسر ميرابو
خشية ألا تتطاير القبل فوق الجسر
ولا يجري الحب من تحته،
أعانقكِ كلما مررت في مكان تحدثنا عنه
أو مرت عاصفتنا به،
كلما نطقتُ كلمةً
تقافز اسمكِ كما لو أن المسيح نطق للتو،
في كنيسة القلب الأقدس
قبّلتكِ أمام الصليب وفرح الراهبات
أشعلت شمعة كي يبارككِ الله
وألتقيك ضاحكة تماما.
في النهر أتذكر الفيضان
وأعرف جيدا:
أنك سبب جيد للتوازن
هكذا يتطلب وجودك لتثبيت برج إيفل
ولصموده ضد الريح وصدأ الحديد.
في الشانزلزيه وأمام مسرح الليدو
أخذت صورة وأتخيل الرعد يصافح كفيك
وأهتف باسمك للأصدقاء
لم أتوان عن دخول "سيفورا" واستنشاق عطرك المفضل
حتى أني كدت أشتريه لأحتفظ بك إلى ما بعد الشوق
لكني فكرت أن رائحتك
هي أجمل عطر اخترعته الآلهة.
مساءً أذهب إلى شارع "سترازبوغ سان دوني"
لا أتفحص الآسيويات هناك بالطبع
كل ما أفعله أقطف من خد الشارع ضحكتك
وأدلف إلى المطعم الهندي
لأبتسم عند أول تذوق للفلفل.
الليلة: العرض في مولان روج
لم أفكر بطريقة تطريز الفساتين
أو الرقصات القديمة
ما فكرت به حقا
هو كيف تنسابين كعزف تخلل تلك الموسيقى وأثار دمعي
لم لستِ معي الآن؟
أكتفي بقبلتك أمام "نوتردام"
وبباب متحف اللوفر
كي تبقى تلك القبلة لوحة شهيرة في جدران التاريخ
ها أنا العاشق الذي خذلته الريح
وأبعدته سفن العناق
أهمس للصيادين بأن البحر يخبئ الفجيعة
وأني لا أدفن الحب.
* شاعر يمني يقيم في المغرب.