أمجد ناصر .. انتظرني قليلا
أريد أن أتحدث معكِ
بعيدا عن هذا الليل
بعيدا عن هذا الشارع
بعيدا عن هذا الماء
أريد أن ألمس إشارات أخرى لسمائي
لارتباكي
كأنك مرضعة الكون
كأنك ومضة في قبو ذاكرتي
تجدِّد نظرتي الأولى
لهفتي الأولى
كلما ذهبت أحملك فوق ظهري
أقلب الفراغ رأسا على عقب
لا أنتظر أن يثمر خرافة
أو معجزة
أو يبني بيتا
أعجز أن أمشي إليه
أريد أن أظل محاطا بك
إلى حد الوهم
إلى حد النسيان.
====
لم يكلمني أحدٌ غيركِ في هذا الصباح
لم أنم جيدا
لكن أذكر أن اليوم هو الخميس
ذيله مربوطٌ بأخواته الرُّضع
أمس وغدا وبعد غد
لا أعرف ما دلالةُ أسماء الأيام
هل هي عشٌّ
غصنٌ.. شجرة
فردةُ حذاءٍ سقطت من جندي مجهول ؟
– هل كان المعرض رائقا
السرياليون المصريون استيقظوا مبكرا
فككوا كلَّ شيء
لكن في اللطشة الأخيرة
تركوا الروح نائمة على العتبات.
جميل أن نذهبَ معا
نستيقظ مبكرا
ننسى أعضاءنا في الدُّولاب
نكون سرياليين جدا
نهزأ بقبلة
لم تستطع أن تسبق العاصفةَ في شفتيك.
====
في هذه الليلة تحديدا
الليلة التي أرهقتكِ كثيرا
أبكتكِ كثيرا
الليلة التي لم تستطع أن توصلك إلى متجر البن
كان لابد أن نكون في حضن واحد
في نفس واحد
نفتش في جسدينا عن: كم مرّةٍ زارنا الإله
كم مرةٍ حبلتْ أوردته بفتات القبلات ؟!
===
سيكون من السّخف أن أغار من قطتك المرحة ، لكنني أخشى أن يشتطّ اللعبُ ، تختلطَ الأدوارُ والأقنعة، يقولون: كان لها مخلبُ قطة فقدت ذيلها في السوق .. أنا لا أحب القطط، لكنني أشفق عليها من الكلاب المسعورة تحت لساني ، ظلالها الداكنة الفاتحة المرقطة تمنحني انطباعا شبحيا عن أشياء لم أعشها ، ربما لا تخصّ الحياة ، لكنها تذكِّرني دائما برسائل لم تصل.