شعر / مصاهرة الأشجار
2007-02-20
خاص ألف
مطر نائم في قميصك
قمر يتهجاك
الخريف مر سريعاً بين أصابعك
تاركاً خفقاتي تركع أمام شفتيك
قبلاتي هي أيضاً تركع
لكنها جائعةٌ جداً
بينما ملكوتك حكمةٌ مطلقةٌ
تسيل كراريسي عليها
النوارس إستعارت بياضها من شفافيتك
الطواويس تفرش أجنحتها كي تمري
وخرير أيامي منابعه أنت
لماذا تلتذين بعطشي إذن
وتأمرين غاباتي بالمثول عند عرشك البهي
لكنك لم تطلي
فعبرت أرواحها إليك متضرعةً
حينها بكيت
وكان الدر
إلا دمعة واحدة سقطت في بحارك العميقة
فخبأها المحار في قلبه فرحاً
ليمنحنا اللؤلؤ
نوافذك يحرسها البنفسج والرازقي
ونوافذي يثقبها الأرق
بغبار خطواتك المبارك
ترتدي الصحراء جنان عدن
صدرك وطن من الزمرد والحمام
أناملك بوصلة
نتبعها فلا نصل
كل نهر لا ينبع منك هالك
مقدسة أنت بين النساء
ظلك سماء شاسعة
وحنيني مدن أنهكها التسكع
إنكساراتي جبالٌ تتقن الحماقات
مزاميري إعلانات ذهبية لجنوني
جنوني ذاته يحترق في لسانك
ولسانك ينبوع عسلٍ موشى بالخمرة
(رأيت الآلهة جميعاً
يتجمعون في الغرفة الضيقة التي ضمتنا
خاشعين يلتقطون كلماتك لتدوم عروشهم
رفضوا المصادقة على ما دار بيننا من حديثٍ غير ودي
خشية إنزلاق ظلك على الأرض
وإفتراش خيباتي المتتالية للأرصفة
وكان إبن مريم يقرأ على الدنيا السلام
وسجائره قلق لاينطفي)
حقولك كثيفة الأنوثة
وجداولي مثل أيامي جافة ومقيتة
هكذا إندلاق سنواتي المقبلة - كذلك المنصرمة
بين جلنارك وزيزفونك الراقص
زقزقة صباحاتك خالية من الشحوب
هكذا إنزلاق خطواتي ببابك دائماً
أشجار نبيذ
مخيلتي جامحة في براريك
هكذا رأيت مجدي فوق حلمتك اليسرى
وعرشي محمياً بإبطيك
لم أشأ مصاهرة الأشجار
لكن عينيك مطاعة بلا رحمة
من فرط هذياناتي
إصطفت الملائكة لك ساجدين
هذا الفتى الذي هو أنا
راح يقبل الشوارع والأرصفة
لأن عطرك
منذ عشرين قرنفلة مازال فيها يتخمر
لاتطرقي قلبه - الذي هو قلبي -مرتين
خشية أن ينكسر
مثل ربيعك الدائم
حيّك الأخضر
يقتفي آثار جنوني فيه
كفك لم تطأ مملكتي يوماً
وأنا المتسكع بإنبهار في أقاليمك
رأيت دجلة تهفو في مدنك
قلت يا مدن إبلعي حزنك
وإخلعي من عصمتك الشوارع
إسجني أرصفتك في دهاليز الصحراء
ويا بحار نامي في شواطئك
يا سماء أحرثي كواكبك
ليعبر يمام صدرها
نحو زجاج أيامي
حبيبتي
مروج من الشهوة جسدك
لا تستلقي عليه الريح
ولا تنفذ الى عبقه العاصفة
وجسدي يباب يحتسي عويله
جسدي خارطة الحروب
تلك التي علّق الضحية والجلاد
أخطاءهم عليه ومضوا ...
جسدي هزائم آبائي
وأنت تضحكين ...
تهزئين بالغيوم
وهي تتوسل أن تهامس صيف ساقيك الموشاة بالصفاء
هل قلت أحبك
قلبي فضاء
أنت نجمته الوحيدة
إفتحي فيافي قلبك
فالغربة باردة
ومعتمة دهاليز منفاي
شجر متطاول ضياؤك
شجر خضبة الرب بألوهيته
فإستويت على عرشك مهابة
شتاؤك دافئ
ونهدك اللازوردي
يقشعر أمام صهيل لساني
كذلك سرّتُك حين تتكئ إرتعاشاتي عليها
أيتها المبجلة
في أناملك رؤيا تتقدم
أبراجك المسورة بالسماوات السبع
رحيل دائم أنت بلا ضفاف
وسبيلك
خراب يتدلى من أعمارنا
مساءات وعرة
وطفولة لم تشرق عليها الشمس
بريدنا المرميّ في سلة المهملات
غثيان الوقت قبل إعتناق الكلام
وأنا حملت حبك صلباناً أطوف به
هلا دققت مسمارك
كي أستريح.
08-أيار-2021
26-تشرين الثاني-2010 | |
30-تشرين الأول-2010 | |
12-تشرين الأول-2010 | |
29-أيلول-2010 | |
21-أيلول-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |