إبداعٌ بلغةِ من يلومُهُ الفِراقُ
مازن أكثم سليمان
2020-01-04
مَنْ يغرفُ من أمزجةِ الجَمالِ
يجدُ وقتَهُ ضيِّقاً في كُلِّ حين.
…
مَن يمتهِنُ العطرَ المُتلاعِبَ
بينَ المرئيِّ وغيرِ المرئيِّ
يمتلِكُ جميعَ الإحداثيّاتِ
ولا يمتلِكُ نفسَهُ!
…
يُجذِّفُ السَّبّاحُ
في اتّجاهٍ مُحدَّدٍ
ويُفضِّلُ الغوّاصُ
مُجاوَرةَ أعمَقِ نقطةٍ مُظلِمة.
…
في عالَم القصيدة
لا داخل ولا خارج
كالله.
…
لا طريق معهودة للّوحة
وليسَ للأغنيةِ كُوّة أو بوّابة.
…
بعثرَةُ المُصافحاتِ إبداعٌ بلغةِ من يلومُهُ الفِراقُ تحتَ مطَرٍ يَبرُدُ مخالِبَهُ في مبراةِ الأرصفة..
…
أنانيٌّ كُلُّ سحرٍ رمزيّ
سارقٌ للإيحاءِ والتَّلويحاتِ والمَعارِف
ولا يعترِفُ بخيانات الخيالِ الحاسِمة.
…
المجازُ يخطبُ ودَّ الاختلاف
والأغطيةُ المُلوَّنةُ تُغادرُ الأسرَّةَ
بهيئة أجنحة طُيور عملاقة على جبلٍ دحرَجَ الميتافيزيقا نحْوَ وادٍ لا قرارَ له.
…
لنْ أهوى الجدَلَ على سطحٍ مائلٍ كالضَّوء
ليسَ الأبيضُ نقيض الأسوَد
ولا الرَّماديُّ في منتصفِ المسافة في ثنائيّة.
…
التَّجربةُ مفتاحُ الحَدْسِ عند كُلِّ تجريب.
…
قفوا..
هذهِ ليست إشارةُ مرورٍ
إنَّها يدُ مُقامرٍ مأفون
انغرستْ هُنا قربَ المُنحدر
كي تدلَّ الأغرابَ
على طريق الفنّ.
٭ شاعر وناقد سوري