جاك دريدا... كتاب ومقابلات إلى العربية
ألف
2020-05-30
امتلك الفيلسوف الفرنسي الجزائري جاك دريدا (1930 - 2004) حضوراً واسعاً في الثقافة العربية منذ سبعينيات القرن مع نقل بعض أعماله الأساسية، بعضها عن الإنكليزية، واهتماماً بتنظيره النقدي الذي يتداخل مع حقول معرفية متعدّدة. غير أنّ الاطلاع بشكل كافٍ عليه عربياً تأخّر بتأخر ترجمة كتب عديدة له، لا تزال تصدر نسخها العربية حتى اليوم.
بترجمة الباحث إبراهيم محمود، صدرت حديثاً عن "دار الحوار" النسخة العربية من كتابه "الأرشيف، الأثر، الفن" الذي يضمّ مقالات وأبحاثاً لدريدا، و"أصوات" الذي يتضمّن عشرين مقابلة حوارية أُجريت معه خلال فترات مختلفة.
يشتمل الكتاب الأول الفصول التالية: أيجوز التقديم هنا؟ وكارلوس لولو: الظواهر الصغيرة للأرشيف، وجاك دريدا: الدفاع عن الدكتوراه، وأرشيف: جاك دريدا، "أين الصيادون الساحرون؟"، في النقاش الفكري وظروف النقد، وماري آن شابين "عن الأرشيف".
وتشكّل هذه المواضيع محور اهتمام صاحب "الكتابة والاختلاف" والتي تناولها في أكثر من مؤلَّف له، حيث يقول إن "كلّ أرشيف هو في الوقت ذاته مثقّف ومحافظ، ثوري وتقليدي"، داعياً إلى إعادة التفكير في الأرشيف في ضوء التغييرات التي أحدثتها الاتصالات الرقمية والحفظ ووسائل الإعلام، وهو الذي قارب كثيراً أثر التقنيات الحديثة في أعماله، راصداً تلك المساحة التي تفصلها عن الواقع.
واهتمّ دريدا بمقاربة الأرشيف من منطلقات تفكيكية، محاولاً الربط بين الدور الذي يلعبه النسخ والأرشفة في مجال التصوير الفوتوغرافي والفنون عامة، وانعكاسه على النظرية الجمالية والدراسات الإعلامية، وحضوره في الفكر النقدي المعاصر.
ومن أبرز كتبه في هذا السياق، وسبق ترجمته للعربية، "حمى الأرشيف الفرويدي"، الذي يرى فيه أن ما من سلطة سياسية دون سيطرة على الأرشيف إن لم يكن على الذاكرة فالدمقرطة الحقيقية يمكن قياسها دائماً في حرية الوصول إلى الأرشيف، وفي تكوينه وتفسيره. وبالمقابل فثغرات الديمقراطية يمكن قياسها بطرق عديدة عنوانها الأرشيفات المحظورة.
أما الكتاب الثاني، فيتكون من "حوارات من الداخل، وحوار يتشابك مع حوار آخر، في سلسلة حلزونية، أو دواماتية، نهرية المقام، كما لو أن لدريدا أكثر من وجه، أكثر من لغة، أكثر من توقيع، وأكثر من كتابة"، بحسب الناشر.
يضيف: "في هذا الكتاب، ثمة حاجة ماسة إلى إتقان لغة تعلو اللغة، لغة من أساسياتها كيفية الارتقاء إلى مستواها، حيث يصعب الاستمرار في قراءة حوار ما، دون التوقف، دون التقاط الأنفاس، دون السؤال عما يتضمن الحوار، في مواقع مختلفة من وعورات، أو ثغرات، وجرّاء اعتماد مفردات تنطق بلغات أخرى، وقد صهِرت داخل متن القول".