أيها الشاعر...
خاص ألف
2020-10-03
الشِعرُ جثةٌ هامدةً
إن لم يكُنْ
مصيَّدةً
لعصافيرِ اللغة
***
الشعر جائعٌ
إن لم يملأ
معدةَ الشمسِ
ويفتحَ شرايينَ النهرِ
***
الشِعرُ جافٌ
إن لم يكُنْ بنادقاً
تُطلقُ الماء
***
الشِعرُ باردٌ
إن لم يقتحم
مَضارب النارٍ
ويخلع ثيابها الداخلية
***
الشعر نتِنٌ
إن لم يَقتل
رائحةَ الجثث المكدسةَ
في الأفواه
***
الشِعرُ عاهرٌ
إن ارتضى
النومَ
بين أفخاذ السُلطة
***
الشعرُ عاقرٌ
إن لم يَقذف
ما يكفي من الحيواناتِ المنوية
***
الشعرُ قصيرُ العُمرِ
إن لم يكنْ
طويلَ اللسانِ
***
الشعر هشٌّ
إن لم يَعصُر
قلبَ البرتقالةِ بغمزةِ عينٍ
***
الشعرُ نذلٌ
إن اختبأ
في ظلِّ الكعب العالي
***
الشعرُ أعمى
إن لم يُحَوِّل
العصاة
إلى لامِ السؤال
***
الشِعرُ كلبٌ كبيرٌ
إن لم يَعُضَّ
يَدَ أبي لهب
ويهزَّ بذيلهِ طويلا
***
الشعر أبكم
إن لم يتلصص
على ما يدور خلف الأسوار،
ويفتح شهيَّة الكلام
***
الشعر جبان
إن لم يَقلِب
الطاولة
على عسكرة القافية
***
الشعر مُقعَدٌ
إن لم يقفز
فوق سياج القبيلة،
ويتحرر من جاذبية الأرض
***
الشعر مريض
إن لم يكن
مصاباً بالمعنى،
ويتداوى بأعشاب هموم العامة
***
الشعرُ كافرٌ
إن لم يرفع
آذان الحرية،
ويُنهي عن تَصَحُرّ العيش
***
الشعرُ دجاجةٌ
إن لم يكن
ديكاً يوقظ العبارة
***
الشعرُ أرضُ بورٍ
إن لم يُزوّدَ
الحقلَ
بشبكةِ أنابيب للرّي
***
الشعرُ غيرُ ناضجٍ
إن سقطَ بعيداً
عن شجرةِ المعرفةِ
***
الشِعرُ مثقوبٌ
إن لم يسدَّ
الطريقَ
على فيضان الاحتلال
***
الشعر سامٌ
إن لم يُحوِّل
ثاني أكسيدَ الكربونِ إلى أكسجين
والضوءَ إلى طاقةٍ
***
الشعر مُعتمٌ
إن لم يجمع
حشراتَ الضوءِ
في كفِّ القصيدةِ
***
الشعر عكِرٌ
إن لم يُوَّزع
الصورَ على وجهِ الماءِ
***
الشِعرُ قارب صيد خشبي
إن لم يكسح
جليد القُطب الحاكم
***
الشِعرُ مُفلسٌ
إن لم يَقرِضَ الروحَ
أجنحةً
***
الشِعرُ حمارٌ
إن لم يَجُرَّ
عربةَ اللغة
إلى ساحةِ المعركةِ
***
الشِعرُ بيضةٌ فاسدةٌ
إن لم يُفَقِّس
زغاليل الدهشة
***
الشعر مستنقع
إن لم يُطرطش
الماء حَولِهِ
ويُبللُ الحواس الخمسة
***
الشِعرُ مُشرَّد
إن لم يأوِ
الأجسادَ
الملطخةَ بالفقرِ
***
الشِعرُ نباتيٌ
إن لم يأكلَ
لحمَ الظُلّمِ -بدونِ ملحٍ-
***
الشِعرُ جدولٌ -يلفُظ أنفاسَه الأخيرة-
إن لم يَصنعَ شلالاً،
هديرهُ يستوقِفُ الغيومَ
***
الشِعرُ بيتٌ بلا سَقفٍ
إن لم تَسكُنهُ
أنثى حارةٌ
***
الشِعرُ لا يريدُ قطيعاً من الكلام فاقداً حاسةَ الشمِّ
الشِعرُ يريدُ قصائداً
تمشي في نومِها
تقفزُ فوقَ جدرانِ الحاكمِ المُخَلَّل بالدم
تمارسُ ركوبَ الموجِ
تُكحِّلُ حجارةَ البيتِ
تُطَوِّلُ رموشَ الكلمةِ
تجعلُ الأبيضَ ظلَّ الأسودِ
تُحوِّل الخِنجرَ إلى ريشةٍ في جناحِ طائرٍ
تُثبِّتُ الجمال من أكتافه على حلبة الاستعارة
قصائداً
تطير من فكرة إلى فكرة
مدججة بغبارِ الطَلّعِ
تُعيدُ تأهيلَ الصحراءِ
قصائداً
مُلطخةً بأحمرِ الشفاهِ،
تَقتلُ، ولا تَتركُ خلفَها
الجُثثَ
الشِعرُ
حاسةُ اللغةِ السادسةِ
والشعراءُ قطّاعُ طرقٍ
يتربصون قوافل اللغة المحملةَ بالعطورِ والتوابلِ
أيها الشاعر
خذ من اللغة
أجنحتها
وأهبط فوق المنحدرات، حيث
لا يجرؤ القطيع...
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |