شعر / ثلاث قصائد إلى أندريا
2007-03-31
خاص ألف
فندق في سويسرا
صوتكِ
أتعذب وأنا أتخيل الفندق
الزجاج المصقول
وقع الأسرار على البلاط
النوم محمولاً على عربات لا تصدر صوتاً
الموظفون يرتبون حياة طارئة
لنزلاء ينعسون في ذكرياتهم اللينة
السكون بديناً بخفيه الصوفيين يعبر بين الممرات
كل شيء مصقول
الثلج على القمم
الزمن على أجنحة الطيور
الله مفتتاً مثل القطن فوق الأشجار
أتعذّب
أتعذّب أكثر
وأنا أتخيلكِ بيدين متعبتين
تلّمين صوتك
البخار الذي أطلقه فمك
على زجاج الشباك
صوتك الذي اختفى
حياتي التي تبخّرت في أسبوع
رجل يطير
لم تعد الأشياء سوى همهمة
سوى كلمات مثل عجائز
يتحركون ببطء
لم يعد العالم سوى احتمال لا يُفسّر
وحده جسدكِ رائحة زمن
أشمّها
وأبكي.
الرعب أن أصف
أقبض على الغروب في مطبخكِ
لا أفهم البيضة الخشبية بفمها المفتوح
على حافة الشبّاك
لا أفهم دمعي على كتفكِ
لا أفهم طبائع الغياب على نهدكِ الأيسر
لا أفهم الخرائط التي رسمها جدّكِ لمدينة لم تعد موجودة
لا أفهم بروكلين في الصباح.
ليست صورة تحتاجها القصيدة
قدماكِ قشرة سماء.
جسداً حقيقياً
أطير.
رفّة واحدة
وتخلّدني
رائحة الأحصنة والعشب الجاف
والآلهة اليرتعشون
الرائحة التي تنبعث من غرفة نومكِ
رفّة واحدة
وألمس العمق الطافي على سريركِ
دون حزن
وبكثير من الدموع.
فمكِ هائل
في الزمن
عصابة من أطفال الغجر
بقمصان مزهرة
يهجمون على أيامي
التي فرغت للتو.
فمكِ
شرق مفاجئ
ضياع.
الرعب أن أصف
أقبّل طعامكِ
لا آكله
أقبّل جسدكِ
لا أنام معه
أرى حياتي في بيتكِ
لا أعرف من أنا!
تقاسيم
أنتِ تبكين حياتك التي تضجّ بكِ
أنا أبكي أمام عشرين عاماً من الموت
كثير من المطارق من التاريخ على السرير
لماذا الحب دائماً من هواء
لماذا الندم دائماً من معدن؟؟
ترين الياطر الأحمر
فأساً في صدر غروب مخيف
أقول إنها مجرد قطعة معدن
على جدار مستودع
تقولين انظر إلى كل هذا الدم
أصدّقكِ
أرتبك
و أغار مني وأنا أعانقك
ياطرَ زمنٍ متروكاً على شاطئ ما
الذئب الذي سأكونه
لن يحلّ المناهة
في الزاوية نعدّ قبلاتنا
سوداء أرقام الفقد
في الارتجاف
نتكوّن
داخل كلمات مثل ظلال ممزقة
يحدث مسقبلنا
تعودين إليه
وأذهب إليه
الغموض
الذهب الذي يذوب
تحت شمس المسافة
الغموض الذي يركن صغيراً وثقيلاً
بين اليدين
تمثال الخسارة
الطفل الذي تشتهين
الطفل الذي يقلّب ألعابه .. هواجسكِ
أنا أداعب شعرك في الطريق إلى الغياب
هذا الحجر الذي وجدناه
على سفح جبل
ذاكرةُ غراب
ضعيهِ على الطاولة قرب علبة الميك آب
ستحتاجين إلى قطعة من جلد الريح
مقطع من أنفاس الرعاة في برية باردة
كلما عضضتُ على ذاكرتكِ
أرى نفسي رجلاً آخر ينزف
كلما قلتُ أحبك
أربح حياة لن أعيشها
يدك على قلبي
لها صرير زمن لا يُفتح و لا يُغلق
يدي في المسافة إلى شعرك
منفضة شمس
منفضة نظرات خائفة
لماذا ماضيك
رسالة استلمها كل يوم ؟
في ليل ما
في طبيعة ما
وعلى سرير من عشب
حيث الجسدان والأشجار جدل ناعم
تحدث حياة
لن يرويها أحد
عن جريدة النهار
فراس سليمان
نيويورك
08-أيار-2021
20-حزيران-2020 | |
14-آذار-2020 | |
20-تشرين الأول-2018 | |
06-تشرين الأول-2018 | |
24-تموز-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |