اليد التي تبني سماء بعد سماء حتى لا تنهار زرقتها على رؤوس الأشهاد ليست يدي.
واليد التي تدحرج النار في اتجاه المدافئ والمدافن، حيث يفقس النسيان جنوده المدربة، ليست يدي.
واليد التي تسكب الماء على الرمل بدون اكتراث للساقيات العطشى ليست يدي.
واليد التي تخرج من جيب الزمن رصاصة عوض برتقالة ليست يدي.
واليد التي ترسم امرأة طويلة تقف في طابور طويل بعينين حزينتين ليست يدي.
واليد التي تفتح نافذة لليل لتدخل منها أسرار النهار على أطراف أصابعها ليست يدي.
واليد التي تغرس وردة بالقرب من طحالب المقابر ليست يدي.
واليد التي تعصر دم الريح بأصابع الندم ليست يدي.
واليد التي تدق مسمارا أخيرا في نعش السفينة عوض القطار ليست يدي.
واليد التي لا تكتب أسماء الحزن البارد كلها بقلم مكسور ليست يدي.
هذه اليد التي تكتب يست يدي اليد التي تكتب رِجل أو هي سبعة أرجل بمسافات وجوارب طويلة.
أشواق
ما جدوى الطريق وهذه الخطى لا حدود لها، تسافر في الزمن ولا ترجو سواك؟
ما جدوى الارتعاش إذا لم يشتعل الكلام في عينيك، جمرا لا يستكين إلا في مداك؟
ما جدوى العناق إذا لم نسابق الريح نحو لجّ المسافات
أو تناثرت شظايا الخسارات
بين لهج ولهف وبين نور ونار وجفاك؟
ما جدوى الغناء إذا لم أشيد لك الكلام القاني بكل التجهد، بكل السهر، إذا لم أرتل عليك آيات الصبر والزفرات، إذا لم أسافر في اتجاه الغروب مقتفيا ظلي وخطاك؟
ما جدوى خيالي إذا لم آتيك بشمس لا تغيب وبالوارفات أزرعها في سماك؟
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...