الأولاد قرّروا قتل أوّل عابر لم يكن الأمر شخصياً ليته كان. على مقعد في الحديقة العامة المظلمة، يلهون، لم يكن الأمر شخصياً ليته كان. كان قادماً من العمل، من سهرة مع الأصدقاء، من السجن، من بيت أقاربه، من مدينة أُخرى، من بلد آخر، من تعب، من غرفة العشيقة، كان قادماً وذلك كان كافياً. صوب أصغرهم، وضعوا السلاح اليدوي في يده، ضحكوا وقالوا له اضغط يا عبيط وضغط العبيط. انفجر البارود في صدر الرجل القادم وانفجر الأولاد في الضحك وفرّوا هاربين. سقط سقطة بسيطة ولم يتمكّن من شق قميصه كي يرى الجرح الغائر. لم يتعذّب، ليته فعل، لكان مرّ أحد وأنقذه لكنه لم يتألّم حتى. لم يكن الأمر شخصياً وليته كان.
■ ■ ■
الطريق
رجل يمضي مُطرِقاً حذاء الطريق تمرّ بجانبه عربة ليست مسرعة. في العربة سيّدة لا تنظر إلى الرجل، على يمين الرجل منحدر تغطّيه أعشاب ونباتات في نهاية المنحدر بيت من دور واحد، في البيت رجل وسيدة لا ينظران إلى الطريق، وراء البيت أشجار باسقة تعشّش فيها طيور في الأعلى وفي الأسفل دود قزّ يصنع بيتاً من الحرير، أية لمسة تشعل حركة الديدان. الرجل المطرق يسقط فجأة على جانب الطريق، العربة الوحيدة كانت قد تجاوزته بمسافة. بوقوعه يسقط في المنحدر حتى يصل إلى بيت الرجل والسيدة. الرجل والسيدة لا ينظران إلى الطريق المطر يسقط بغزارة يتدحرج الرجل إلى خلف البيت الريح تُسقط فرعاً من الأشجار في فرع الأشجار بيت الحرير الديدان تغطّي الرجل الممدَّد. أغربة تنعق وحشرات تئز ديدان أخرى تخرج من الرجل. تعبر سيارة بسرعة بطيئة في السيارة رجل مطرق. على حذاء الطريق تمر سيدة تنظر فقط أمامها لا بيوت على يمينها ولا فروع أشجار ولا دود قز على يمينها منحدر شاسع وأمطار ورياح وليل طويل.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...