نص لعامر الطيب
2021-04-03
أحياناً،
علينا أن نبتكر عيوناً عديدة،
أولى للقراءة، وثانية لتأمُّل الغابة المشعّة؛
عيناً للبكاء و أخرى للرّحمة،
وعيناً للتحدُّث
عمّا يُنقذنا.
..
أحياناً،
علينا أن نعيش بعينٍ واحدة
لكنّها عينٌ مليئة بالأيدي،
تلكَ الأيدي البعيدة،
التي تودُّ تجفيفَ الدّموع،
فتلوّح بالمناديل.
■ ■ ■
بعد ممرٍّ طويل
وجدتُ قلباً ميتاً بزاوية معتمة
وضعتُ وردةً على قبره
وأنَرْت ضريحَه.
أكنتُ أتخيّلُ أنّ ذلكَ سيحدث يوماً؟
الوردةُ تتفتّح الآن،
فإذا ما بكيتُ
من يصدّقُ أنّني سأقطعُ
الوردة الصغيرة
فيذبل قلبي؟
■ ■ ■
رافقتني "لا النافية" بمرارةٍ
طيلةَ حياتي،
فدوّنتُ رحلاتِها رحلةً رحلة:
لا آكل طعاماً هانئاً و أمّي غاضبة،
لا يوجد كتابٌ صوتيّ عن حياة الأشجار،
لا أهزُّ رأسي إلّا عندما لا أودُّ أن أصمت،
ولا أحبّ أحداً يُحتضر كما أحب أحداً يموت.
■ ■ ■
قرأتُ صفحةً لهيغل،
وأردتُ أن أكاتب حبيبتي متفلسِفاً،
لكنّني لم أنجح.
لا يجعلُنا الحبُّ
إلّا غرباء
نتصفّحُ كتابَ حياتنا
في الفجر الصافي
فلا تعجبُنا غيرُ
الكلمة التي نخجل منها.
■ ■ ■
بعد أشهر قليلة من المشي
صارَ لي صديقةٌ
واتّفقنا أن نكمل الطريق معاً.
بعد أيّام،
صارت حبيبةً
وها نحن نمشي
إلى أن بدت كعدوّةٍ
في الوداع الحزين
إذ انفلتت أصابعنا.
إنّني الآن
أعيش الحبّ منفرداً
ألبس سروالاً ضيّقاً
وأمشي في البيت.
■ ■ ■
لا جديدَ إذاً،
قالَ المسيحُ:
جئتُ لأخلّصكم من الألم.
..
أقولُ: جئتُ لأتنازلَ عن مكاني
في الطابور.
■ ■ ■
رائحةُ زوّارٍ موتى
في بيتي.
منذُ الحروبِ العراقيّة القديمة
لم أرَ غيرَ الجثث
على العتَبات.
أصابعُ وعيونٌ و وجوهٌ،
كلُّ شيءٍ حولي يتعفّن
لأكتبَ أقصوصة.
..
من أجلِ ذلك أحبُّ ببسالةٍ
وأظافرَ ناعمةٍ،
ليعود البيتُ نظيفاً.
* شاعر من العراق.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |