روبرت هاس.. الويلُ لمن كان الخرابُ في داخله
2021-04-25
حين يتحدث نقاد الشعر الأميركيون عن روبرت هاس يذكرون المؤثرات الشعرية الأوروبية الإيطالية والبولونية، وخاصة أوجينيو مونتالي، وتشيسواف ميلوش، ويربطونه بالمشهد الأميركي، شعرًا وطبيعةً، ويشيرون إلى حضور العالم المرئي في شعره، وكيف يتوحد النظر مع الإصغاء في كتابة القصيدة. فأنت، كشاعر، لا تتأمل الوجود فحسب، بل تصغي إلى أصوات أشيائه. يذكرون، أيضًا، أنه يستمد صوره من الواقع الأميركي المنفتح على مشهدية استثنائية، وعلى ثقافة تعود في جذورها إلى الثقافة الأوروبية، وإلى النظرة الأوروبية إلى العالم. غير أن روبرت هاس يخترق هذه المرجعية الأوروبية، عائدًا إلى الشرق، مكررًا بطريقة أخرى صرخة غوته في الديوان الشرقي للشاعر الغربي: "توجّهْ إلى الشرق الصافي، وتنشّقْ هواء الآباء"، إلا أن شرق هاس هو الشرق الأقصى، وخاصة اليابان، يابان باشو، شاعر الهايكو الكبير في القرن السابع عشر، وبوسون، الشاعر والرسام الذي ينتمي إلى الفترة نفسها، والشاعر كوباياشي إيسا، شاعر التفاصيل والحيوانات الصغيرة، كالبعوض، والخفافيش، والقطط، والذي كتب نصوصًا تجاور فيها النثر والشعر، وقصائد هايكو عبّرت عن الأسى الإنساني. وهنا دخل هاس من خلال قراءته وترجمته لهؤلاء الشعراء إلى عالم مختلف يفتح القصيدة على بعث الألوان الفاهية، وخلق النضارة في الذبول، وإيقاظ الروائح القديمة، وإيقاظ الأصوات الغافية، وإيحاءات الذكريات، في توحد عبر الصورة مع الأشكال المرئية للأشياء، والإصغاء لتفتح زهرة، أو طنين نحلة، أو رفرفة جناح فراشة، وتأمل تغضن جدول وتدفق ينبوع، وتأكيد للبعد البصري لجمال يكون حولنا، وكثيرًا ما نغفله.
يتوضح في كثير من قصائده تجاوز للنظرة الموروثة من الجمالية الأوروبية التي ما تزال آثار العالم القديم عالقة فيها. وانعكست النافذة التي فتحها على الشعر الياباني في شعره، فكتب الهايكو مستلهمًا العالم الطبيعي الساحر في أميركا، وروح قصيدة الهايكو القصيرة في القصيدة الطويلة، كما أنه أعلن أن اللغة ضيقة أحيانًا على التعبير، أو أننا يجب أن نبحث دومًا عن طرق جديدة للتعبير شعريًا عن أشياء العالم وتحولاته.
الشعر كما يراه روبرت هاس هو طريقة في الحياة، ونشاط إنساني، كإعداد الخبز، أو لعب البيسبول. ويتميز شعره بالوضوح في التعبير، والدقة والغنى في الصور، وهو مستمد في الغالب من الحياة اليومية. وكما يقول أحد النقاد: يترجم هاس في شعره العالم الطبيعي، ويحوله إلى تاريخ شخصي.
وُلد الشاعر روبرت هاس عام 1941، في مدينة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا، ودرس في كلية سينت ماري، وجامعة ستانفورد. من دواوينه الشعرية: "زمن ومواد"، الذي فاز في جائزة بوليتزر للشعر في 2007، وفي جائزة الكتاب الوطنية في 2008، وديوان "شمس تحت الغابة"، الذي حصل على جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في 1996. وكذلك "أمنيات بشرية"، و"مديح"، اللذين حصلا على جائزة وليام كارلوس وليامز في 1979، و"دليل ميداني".
لروبرت هاس مساهمات في النقد الأدبي، منها كتابه "متعة القرن العشرين: نثر حول الشعر"، الذي فاز بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في 1984.
يعيش الشاعر في شمال كاليفورنيا مع زوجته الشاعرة بريندا هيلمان، ويدرّس اللغة الإنكليزية في جامعة بيركلي.
هاس وشاعر جونسون جونيور، الطالب في الثانوية، أنطوان واد (14 عامًا) يستمعان إلى الشعر في المسابقة (22/ 4/ 1998/Getty)
كثلاثة أغصان جميلة من جذْرٍ واحد
أنا خلفَ الباب،
أنا في الداخل أيضًا
لا تتلعثمُ كلماتي
كما أتلعثمُ وأنا أنطقها.
يحدثُ الأمر نفسه في الحلم
حيث ألمسكِ.
انتبهي في هذه القصيدة
إلى ترقّق الجزيئات.
البوابةُ التي تتوضّع عليها ثلاثة ثعابين تحترق
رمزيًا لكن هذا لا يعني
أن ألسنة اللهب لا تستطيع أن تؤذيك.
إنه قوس العانة الآن
رائحةُ الزيوت وقطع الأخشاب الطافية،
لجسدينا اللذين يعملان بدأب
للوصول إلى الذروة
لكنهما لا يفكران بنا.
ليُباركهما الله،
ليس بالأمر الهين أن تكوني منشغلة وسعيدة،
وأنت تمرين قربهما على رؤوس أصابع قدميك.
إن البوابة رخاميّةٌ الآن
والثعابين نِعَمٌ.
أنت الشخصية التي في المركز.
تغادرين نفسكِ من جهة اليسار
ومن جهة اليمين تعودين إليها.
في هذه الأثناء
نمرُّ مع كل ما نحبه،
نمرّ كالنار،
كاللحم،
كالرخام.
أحيانًا هذا جيد،
وأحيانًا خطير كجهْلِ الجزيئات،
لكن كلماتنا واضحة وحركاتنا
تمنحُ الضوء.
الصورة
أحضرَ الطفلُ طينًا أزرق من الجدول
صنعتْ المرأة تمثالين: سيدة وأيّلًا.
كانت الأيائل في ذلك الفصل تنزل من الجبل
وترعى بهدوء في الأودية
بين أشجار الصنوبر الحمراء.
نظرتْ المرأة والطفل إلى تمثال السيدة،
إلى بساطة استدارته
وجماله ولونه الذي كالظل.
لم يعرفا من أين جاء،
باستثناء أن الطفل يُحْضرُ وهناك يدا المرأة
والطين الأزرق الرصاصي للجدول
حيث كانت الأيائل تظهر أحيانًا عند غروب الشمس.
إلى قارئة
راقبتُ الذاكرةَ تجرحكِ.
لم أشعر إلا بالحسد.
بعد أن نمتُ في مروج مبللة،
ما من رغبة تأجّجت في داخلي.
تخيّلي كانون الثاني والشاطئ،
سماء مبيضة،
النوارس.
وانظري ناحية البحر:
ما ليس هناك
هو هناك،
وليس هناك.
الطائر الكبير للضوء الأول
يتقوّس فوق المياه الأولى
خارج لمسنا أو نيتنا
أو الشاطئ المرئي.
صباح شتائي في تشارلوتسفيل
سماواتٌ رصاصية
وزخارفُ قوطية من أشجار الحور.
في السرّ المقدس للشتاء
صبَّ سافونارولا جام غضبه على الكلمة الفاسقة.
وداخل موشور تلك الفصاحة
حتى بوتشيللي شجبَ الآلهة الوحشية
والجمال.
إنه الخيلاء الفلورنسي
يجتمعُ في براعم القرانيا.
كم يوحي بالجنس الجلي
الرأس المريّش والمتوّج بالأبيض
للدوري هذا الصباح!
تنشئُ الكلمةُ نوعها من خلال الانتخاب الطبيعي،
الدم يُزْهرُ،
جمهورياتٌ تخطّ على عجل تصريحاتها
وطيورٌ صغيرة تنقّب
في أعشاب الشتاء الأخيرة الطاهرة.
طفلٌ يسمّي الأزهار
حين كانت العجائز الشمطاوات يتجوّلْن في الغابات،
كنتُ البطلَ على الهضبة
في ضوء الشمس الساطع.
وكانت كلاب صيد الموت تخشاني.
رائحة نباتات الشمرة البرية،
عليّة مرتفعةٌ من الثمار الطيبة عاليًا في الأغصان
المزهرة لأشجار الخوخ.
ثم شعرتُ بالكآبة من رعب الطفولة،
من المرآة والسكاكين المُدْهنة،
من الليل وكومة الحطب تحت أشجار التين
في الظلام.
كان هذا مكر الأصوات فحسب،
الرعب القديم الذي ليس شيئًا،
لوالدين يتخاصمان،
وأحدهما يُتعْتعهُ السكر.
لا أعرف كيف نهرب من هذا.
في هذا الصباح المشمس
من حياتي كراشد، أنظرُ
إلى ثمرة درّاق واضحة المعالم
في لوحةٍ لجورجيا أوكيفي.
تجسّد الامتلاء الذي في الضوء.
طائر "توهي" يخربش بين الأوراق
خارج بابي المفتوح
يفعل هذا دومًا.
منذ لحظة شعرتُ بالمرض الشديد
وبالبرد القارس
فلم أكد أقوى على الحركة.
حين يتحدث نقاد الشعر الأميركيون عن روبرت هاس يذكرون المؤثرات الشعرية الأوروبية الإيطالية والبولونية، وخاصة أوجينيو مونتالي، وتشيسواف ميلوش، ويربطونه بالمشهد الأميركي، شعرًا وطبيعةً، ويشيرون إلى حضور العالم المرئي في شعره، وكيف يتوحد النظر مع الإصغاء في كتابة القصيدة. فأنت، كشاعر، لا تتأمل الوجود فحسب، بل تصغي إلى أصوات أشيائه. يذكرون، أيضًا، أنه يستمد صوره من الواقع الأميركي المنفتح على مشهدية استثنائية، وعلى ثقافة تعود في جذورها إلى الثقافة الأوروبية، وإلى النظرة الأوروبية إلى العالم. غير أن روبرت هاس يخترق هذه المرجعية الأوروبية، عائدًا إلى الشرق، مكررًا بطريقة أخرى صرخة غوته في الديوان الشرقي للشاعر الغربي: "توجّهْ إلى الشرق الصافي، وتنشّقْ هواء الآباء"، إلا أن شرق هاس هو الشرق الأقصى، وخاصة اليابان، يابان باشو، شاعر الهايكو الكبير في القرن السابع عشر، وبوسون، الشاعر والرسام الذي ينتمي إلى الفترة نفسها، والشاعر كوباياشي إيسا، شاعر التفاصيل والحيوانات الصغيرة، كالبعوض، والخفافيش، والقطط، والذي كتب نصوصًا تجاور فيها النثر والشعر، وقصائد هايكو عبّرت عن الأسى الإنساني. وهنا دخل هاس من خلال قراءته وترجمته لهؤلاء الشعراء إلى عالم مختلف يفتح القصيدة على بعث الألوان الفاهية، وخلق النضارة في الذبول، وإيقاظ الروائح القديمة، وإيقاظ الأصوات الغافية، وإيحاءات الذكريات، في توحد عبر الصورة مع الأشكال المرئية للأشياء، والإصغاء لتفتح زهرة، أو طنين نحلة، أو رفرفة جناح فراشة، وتأمل تغضن جدول وتدفق ينبوع، وتأكيد للبعد البصري لجمال يكون حولنا، وكثيرًا ما نغفله.
يتوضح في كثير من قصائده تجاوز للنظرة الموروثة من الجمالية الأوروبية التي ما تزال آثار العالم القديم عالقة فيها. وانعكست النافذة التي فتحها على الشعر الياباني في شعره، فكتب الهايكو مستلهمًا العالم الطبيعي الساحر في أميركا، وروح قصيدة الهايكو القصيرة في القصيدة الطويلة، كما أنه أعلن أن اللغة ضيقة أحيانًا على التعبير، أو أننا يجب أن نبحث دومًا عن طرق جديدة للتعبير شعريًا عن أشياء العالم وتحولاته.
الشعر كما يراه روبرت هاس هو طريقة في الحياة، ونشاط إنساني، كإعداد الخبز، أو لعب البيسبول. ويتميز شعره بالوضوح في التعبير، والدقة والغنى في الصور، وهو مستمد في الغالب من الحياة اليومية. وكما يقول أحد النقاد: يترجم هاس في شعره العالم الطبيعي، ويحوله إلى تاريخ شخصي.
وُلد الشاعر روبرت هاس عام 1941، في مدينة سان فرانسيسكو التابعة لولاية كاليفورنيا، ودرس في كلية سينت ماري، وجامعة ستانفورد. من دواوينه الشعرية: "زمن ومواد"، الذي فاز في جائزة بوليتزر للشعر في 2007، وفي جائزة الكتاب الوطنية في 2008، وديوان "شمس تحت الغابة"، الذي حصل على جائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في 1996. وكذلك "أمنيات بشرية"، و"مديح"، اللذين حصلا على جائزة وليام كارلوس وليامز في 1979، و"دليل ميداني".
لروبرت هاس مساهمات في النقد الأدبي، منها كتابه "متعة القرن العشرين: نثر حول الشعر"، الذي فاز بجائزة دائرة نقاد الكتب الوطنية في 1984.
يعيش الشاعر في شمال كاليفورنيا مع زوجته الشاعرة بريندا هيلمان، ويدرّس اللغة الإنكليزية في جامعة بيركلي.
هاس وشاعر جونسون جونيور، الطالب في الثانوية، أنطوان واد (14 عامًا) يستمعان إلى الشعر في المسابقة (22/ 4/ 1998/Getty)
كثلاثة أغصان جميلة من جذْرٍ واحد
أنا خلفَ الباب،
أنا في الداخل أيضًا
لا تتلعثمُ كلماتي
كما أتلعثمُ وأنا أنطقها.
يحدثُ الأمر نفسه في الحلم
حيث ألمسكِ.
انتبهي في هذه القصيدة
إلى ترقّق الجزيئات.
البوابةُ التي تتوضّع عليها ثلاثة ثعابين تحترق
رمزيًا لكن هذا لا يعني
أن ألسنة اللهب لا تستطيع أن تؤذيك.
إنه قوس العانة الآن
رائحةُ الزيوت وقطع الأخشاب الطافية،
لجسدينا اللذين يعملان بدأب
للوصول إلى الذروة
لكنهما لا يفكران بنا.
ليُباركهما الله،
ليس بالأمر الهين أن تكوني منشغلة وسعيدة،
وأنت تمرين قربهما على رؤوس أصابع قدميك.
إن البوابة رخاميّةٌ الآن
والثعابين نِعَمٌ.
أنت الشخصية التي في المركز.
تغادرين نفسكِ من جهة اليسار
ومن جهة اليمين تعودين إليها.
في هذه الأثناء
نمرُّ مع كل ما نحبه،
نمرّ كالنار،
كاللحم،
كالرخام.
أحيانًا هذا جيد،
وأحيانًا خطير كجهْلِ الجزيئات،
لكن كلماتنا واضحة وحركاتنا
تمنحُ الضوء.
الصورة
أحضرَ الطفلُ طينًا أزرق من الجدول
صنعتْ المرأة تمثالين: سيدة وأيّلًا.
كانت الأيائل في ذلك الفصل تنزل من الجبل
وترعى بهدوء في الأودية
بين أشجار الصنوبر الحمراء.
نظرتْ المرأة والطفل إلى تمثال السيدة،
إلى بساطة استدارته
وجماله ولونه الذي كالظل.
لم يعرفا من أين جاء،
باستثناء أن الطفل يُحْضرُ وهناك يدا المرأة
والطين الأزرق الرصاصي للجدول
حيث كانت الأيائل تظهر أحيانًا عند غروب الشمس.
إلى قارئة
راقبتُ الذاكرةَ تجرحكِ.
لم أشعر إلا بالحسد.
بعد أن نمتُ في مروج مبللة،
ما من رغبة تأجّجت في داخلي.
تخيّلي كانون الثاني والشاطئ،
سماء مبيضة،
النوارس.
وانظري ناحية البحر:
ما ليس هناك
هو هناك،
وليس هناك.
الطائر الكبير للضوء الأول
يتقوّس فوق المياه الأولى
خارج لمسنا أو نيتنا
أو الشاطئ المرئي.
صباح شتائي في تشارلوتسفيل
سماواتٌ رصاصية
وزخارفُ قوطية من أشجار الحور.
في السرّ المقدس للشتاء
صبَّ سافونارولا جام غضبه على الكلمة الفاسقة.
وداخل موشور تلك الفصاحة
حتى بوتشيللي شجبَ الآلهة الوحشية
والجمال.
إنه الخيلاء الفلورنسي
يجتمعُ في براعم القرانيا.
كم يوحي بالجنس الجلي
الرأس المريّش والمتوّج بالأبيض
للدوري هذا الصباح!
تنشئُ الكلمةُ نوعها من خلال الانتخاب الطبيعي،
الدم يُزْهرُ،
جمهورياتٌ تخطّ على عجل تصريحاتها
وطيورٌ صغيرة تنقّب
في أعشاب الشتاء الأخيرة الطاهرة.
طفلٌ يسمّي الأزهار
حين كانت العجائز الشمطاوات يتجوّلْن في الغابات،
كنتُ البطلَ على الهضبة
في ضوء الشمس الساطع.
وكانت كلاب صيد الموت تخشاني.
رائحة نباتات الشمرة البرية،
عليّة مرتفعةٌ من الثمار الطيبة عاليًا في الأغصان
المزهرة لأشجار الخوخ.
ثم شعرتُ بالكآبة من رعب الطفولة،
من المرآة والسكاكين المُدْهنة،
من الليل وكومة الحطب تحت أشجار التين
في الظلام.
كان هذا مكر الأصوات فحسب،
الرعب القديم الذي ليس شيئًا،
لوالدين يتخاصمان،
وأحدهما يُتعْتعهُ السكر.
لا أعرف كيف نهرب من هذا.
في هذا الصباح المشمس
من حياتي كراشد، أنظرُ
إلى ثمرة درّاق واضحة المعالم
في لوحةٍ لجورجيا أوكيفي.
تجسّد الامتلاء الذي في الضوء.
طائر "توهي" يخربش بين الأوراق
خارج بابي المفتوح
يفعل هذا دومًا.
منذ لحظة شعرتُ بالمرض الشديد
وبالبرد القارس
فلم أكد أقوى على الحركة.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |