أَنْتَظِرُ ظِلِّي بِلَا نَدَمٍ
صالح لبريني 23 أبريل 2021
يتسلّل الصباح من شرنقة الليل
ويطير كطائر الوروار المثقل
بأغاني الجبال.
(2)
في هذه القرية
نترك الحلم نائمًا
خلف الأبواب.
(3)
في هذه القرية
النهر الذي يعرف ظلالي
هرب مسرعًا إلى البحر.
(4)
في هذه القرية
اللبلاب المشتعل خضرة
صديقي
في سماء الظهيرة.
(5)
في هذه القرية
الشجرة الوحيدة العالقة
هناك
سيرتي في الوجع.
(6)
في هذه القرية
اللقلاق الوحيد
بأناقة الملوك
وخجل الفقراء
ينحني
لجبل الحياة.
(7)
في هذه القرية
الصرصار لم يعد يغنّي
نكاية في الصيف.
(8)
في هذه القرية
الطريق يغتاب خطو السالكين
إلى التيه.
(9)
في هذه القرية
الإسكافي الذي يعرف حذائي
مات
فأعلن حذائي الحداد.
(10)
في هذه القرية
السنديانة ما زالت عالقة في السماء
نكاية في الخريف.
(11)
في هذه القرية
شرفة الحبيبة موصدة
لذلك انتحر طيفها على وجهي
وابتسم الذبول في الأصص.
(12)
في هذه القرية
كل طريق يفضي إلى
طريق العزلة.
(13)
في هذه القرية
كل ما يملكه الإنسان
صمت طويل العنق
رتابة مقيمة في العيون
غياب يفضح لوعة الشرفات.
(14)
في هذه القرية
في المقهى
على جسر أبزو
فراغ يصرخ في وجه
الحياة.
(15)
في هذه القرية
ليل يحتل الأفق
مبكّرًا.
(16)
في هذه القرية
الأبواب تغلق على نفسها
مخافة أن تهرب الأحلام.
(17)
في هذه القرية
جسر ينصت لتيه الهاربين
إلى غرف النسيان.
(18)
في هذه القرية
الجبال تحتاج فقط
لانحناءة السنونو.
(19)
في هذه القرية
العزلة تنصب خيمتها
على شرفة محشوة
بالغياب.
(20)
في هذه القرية
شجرة الجوز
- بفرح طفوليّ-
تخزّن الهديل.
(21)
في هذه القرية
أنتظر ظلّي
بلا ندم.
*شاعر مغربي.