قصائد من فلسطين – نمر سعدي
خاص ألف
2021-05-08
حب
هوَ لا يعرفُ أنها تحبهُ
هيَ لا تعرفُ أنهُ يحبها
منذُ سنةٍ ونصفٍ يختلفانِ على معنى كلمةِ صداقةٍ في الفيسبوك
لم يكلِّمها ولم تكلِّمهُ إلا بالهواجسِ
ليس بينهما إلَّا بعضُ اللايكاتِ السريعةِ والتعليقاتِ الحياديَّةِ العابرةِ
غريبٌ يحبُّ غريبةً تعاملُ حياتها كنادلةٍ في حانةٍ
كلَّ ليلةٍ تحلمُ أنها تتجوَّلُ في مدينةٍ بلا ملامحَ
وتبيعُ الحُبَّ على عربةٍ من سحابٍ
في آخر الليل كلٌّ يأوي الى سريرهِ وقصيدتهِ
بعد أن ينفضَ غبارَ الوهمِ الفضيَّ عن عينيهِ
يشربُ كأسَ قهوتهِ المرَّةِ
وسيجارتهُ الأخيرةَ وينامْ
*
سراب
أقولُ لأنثى الريحِ: في الدمِ رغبةٌ
تصلُّ.. وفي كفيَّ منها صدىً أعمى
سيأتي خريفي بالذي تعرفينهُ
وأمشي على ذرِّ الزجاجِ الذي يدمى
هواءٌ غواياتي.. سرابٌ قصائدي
فهل فضلةٌ في الكأسِ أشربها حلما؟
*
ندم حائر
لستُ أملكُ شيئاً سوى أن أُخلِّصَ نفسيَ من
نزواتِ ابنِ آوى الصغيرةِ
في امرأةٍ هيَ لا تشبهُ الأُخرياتِ اللواتي
إذا ما لمسنَ القصيدةَ صارتْ فراشةَ ماءٍ..
ولا لستُ أُتقنُ شيئاً سوى أن أُنادمَ ظلِّي
وأكتبَ شِعراً على حجَرٍ في ممرِّ الرُعاةِ
على النايِ والعشبِ والمطرِ المتواصلِ..
فوقَ جناحِ الفراشةِ في زرقةِ الليلِ
فوقَ يدي وعلى ورقِ التوتِ..
بوصلتي قُبلةٌ فوقَ خاصرةِ الريحِ
أو ندمٌ حائرٌ في الغناءِ
*
عبير السفرجل
لستُ ذئباً وما كنتُ ظلَّاً لذئبْ
ولكنني قد أشمُّ خطاكِ
كأني أشمُّ عبيرَ السفرجلِ في أوَّلِ الليلِ..
أنسى طريقي إلى البيتِ
لكنني سوفَ أحفظُ قلبكِ عن ظهرِ قلبْ