يلبسني الضوء.. يسكنني الغياب.
خاص ألف
2021-05-22
أستيقظ بغصّة في الحلق
ورغبة شديدة في البكاء
أتأمل الحياة دون أن أقوى على اقتحامها،
السماء صارت أكثر غيمًا
ولوعة السؤال، حصان جامح يدمي حوافّ القلب بحوافره.
من أقسموا ألا يتركوا يدكِ، تركوها باكرًا
سرقوا الأسرار والضحكات
تركوا الألم يتعاظم وغادروا.
من أطال عمر الهشاشة فيكِ
من جعل منكِ مشجبًا يُعلق عليه كلّ هذا الرّماد.
هل كان خطأ القمر أو الموسيقى أو الحب الذي ألزمني به أبي
لأتشكل هكذا
شاعرة تنزف لأتفه الأسباب
كان عليّ أن أموت مرارًا
لأغري الفراشات بالقدوم إلى هذا العالم
وكان عليّ أن أنجو في كل مرة
كقطة بسبعة أرواح
كي لا تهجر الشمس ثغر والدي.
***
الآن لم أعد أخشى شيئًا
موتي أمشي إليه،
بطريقة ما عليّ أن أرحل
ليس هناك متسع للحضن لألملم يتمي
أو أحصل على إذن للغياب،
عليّ أن أرحل قبل أن يداهمني الجنون
وتمطرني عيون هذه الدمى وأشيائي الصغيرة بالعتاب.
كان عليّ أن أدرك وأنا أقطع آخر مسافة في حزني القديم
أن امرأة باذخة الأنوثة وشامخة الجرح
رصاصة قاتلة،
عبء ثقيل
وخطر لا يحبّ أن يشعر به أحد.
***
فوق سرير كان في الأمس يلد لي العرائس والأحلام
كصندوق عجائب الأطفال
وكسنتا كروز في ليلة الميلاد
كان يشي لي بالحب، ويهديني أشكالًا جميلة لِما أعتقده نبضي
أتمدد جسدًا فارغًا
روحي تركتها هناكَ
وجدائلي قصصتها منذ آخر تلويحة لوّحت بها يدكَ.
****
أحدق في السقف
أحاول عبثًا أن أؤسس لتجربة الحضور في العدم
خيالي الأرعن يبني لي قصورًا من الوهم،
كم أرغب أن أوقف هذا المدّ الأسود
الذي يتلولب في صدري كبقعة مظلمة،
كم أشتهي أن يلفظني النسيان
جنينًا لا ذاكرة له غير ذاكرة الرحم
لأختار قدرًا آخر وأستوعب العالم بطريقة أجمل.
***
أتأمل الجدار،
قبالتي باربي
تتوسط وصيفاتها بتاج ماسيّ جميل،
أتحسّس رأسي
وكباقي الهزائم أهمس بحشرجة بالغة: أميرة بتاج مكسور،
من وشى لي أنّي سليلة بلقيس
نسي أن يخبرني أن دم الملوك تطارده اللعنة.
***
كصوفي خاشع في رقصة حب إلهيّ أتذكر
كيف كنت ترشقني بالقبلات من نيوجرزي
وتقول :
حين تمنحينني شرف الجلوس إلى حرفكِ نجيّتي
أعانق أبطال شكسبير
وأعشقكِ أكثر.
أنا يا حبيبي
تلك المرأة المعصوبة العينين، الحافية القدمين في لوحة فريدريك واتس
أوقن أن الحب رهاني الأكبر
وأعزفه على الوتر الأخير،
كم نشبه إرناني ودنيا صول
وهذا العشق المقدس
هذا الوجع المقدس
سينتهي بنا متعانقين.. نائمين معًا للأبد
قبل أن تنسدل الستارة على دموع المشاهدين
تمامًا كما قدر هيغو.
لهذا كان على أحدنا أن يرحل
قبل أن نضيع أكثر
قبل أن نندثر أكثر.
(المغرب