قصص قصيرةجداً
2008-06-24
قصص قصيرةجداً رشيد كَرمـــــة ــ 1 ــ
( ندم )
كان َ يخفي بين إبتسامته المصطنعة عبوساً شديداً, ويتظاهربالمرونة بالضد من غِلظته رغم بحبوحة عيشه ومايملكه من أشياء مستورة ومكشوفة بالإضافة إلى زوجة غاية فــي الرشاقة ِوالأنوثة والجمال لمحها الأشقياء وسواهم من الجيران من سطوح دورهم المتراصة بملابسها الداخلية الضيقة والتي كاد َ نهداها المكتنزتان الوثوب الى الخارج من شدتها وهي تنشر ملابس زوجها الشرطي ( ابو قاسم ) الذي كان ينتزع بواسطتها رشاوي قدر أضعاف راتبه الشهري دون أن يبزه أحد ولولاه لما استطاع الكثير أن يحوز على شهادة عدم المحكومية بالرغم من ( محكومية ) البعض وهذا مايشهد عليه ابنه البكر( قاسم ), والذي ظهربعد عُزلةٍ الى شارع الحارة بشكل مفاجئ مواظبا ً على الإختلاط مع الجميع بميل ٍ واضح الى عقد صداقات منفردة مع عدد ممن تستهويهم قراءة الكتب الأفرنجية والتي كانت سببا ً لفقدان آبائهم , وهاهي العطلة المدرسية الصيفية وشبيبة الحارة يفترشون الضلال اينما حلت وغدا (قاسم )محور الجلسات , يُقبلُ عليهم مُبكرا ً, ويودعهم متأخرا ً .إلا ذلك اليوم التموزي الذي تأخر عليهم حيث أطل عليهم ابو قاسم مبكرا ًبدلا عنه بوداعة طفل مُصبحاً إياهم بإبتسامة ٍ طردت عبوسية ً وغلظة ًلازمتاه سني عمره في سلك الشرطة الذي طردوه منه بسبب ماوصف بممنوعات إبنه قاسم الموقوف لديهم على ذمة التحقيق .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــ 2 ــــ
( التابوت )
مامن مساء إلا وأصطحبه معه الى أحد المجالس الدينية والتي يعظ فيها رجال الدين بدء من النظافة وإنتهاء بيوم الحساب , في حين يلعب أقرانه فيما بينهم , متلذذين بطفولتهم بين ذويهم وأحلامهم , وصار ( أحمدُ ) طفلاً آليا ً’ يحمل نعاله كل مساء تحت أبطه مبسملا ًتارة ومستعوذا ًمن الشيطان تارة أخرى , ومصلعما ً, ومبادرا ً بالسلام على الجميع بخشوع مـُبالغ فيه , وإذ ياخذ مكانه قرب المنبر محاذاة أبيه حتى يطرق رأسه ضاربا ًجبهته بأطراف اصابعه علامة الأسى والحزن , ثم يعود مطرقا ً السمع شاخصا ًببصره صوب المذياع مومئاً برأسه علامة من تفهم شيئاً ما , مايلبث ُمنتحبا ًعندما يعرج الواعظ الى مصيبة الحسين .
حينما توفى الله ابوه , جلس يقرء ماتيسر له من سور القرآن , حزيناً لفقدانه أبيه , تقاطر الناس أمام الدار , إنتظاراً لتشيعه الى المغتسل ثم مراسم الزيارة الأخيرة للإمامين ,ومن بعد الى مثواه الخير في مقبرة المدينة . كان ( أحمدُ ) صلبا ً قوي الشكيمة ُكرجل جرب الموت وصقلته التجارب , ما أن رأى التابوت يدخل بيته حيث ابوه النحيف مسدى بإتجاه القبلة حتى اصابه الرعب وتحول إنتباه الناس اليه أكثر من الميت ولم تنفع معه تطمينات عمومته وإخوته , بدء بعويل ٍ وصاربكاءه يعلو وصراخه يُسمعُ من مسافة ٍبعيدة حتى أبكى الحاضرين , تداعى الكثيرون لمساعدته غير أن الرعب أخذ في الطفل مأخذه , حيث ألقى بنفسه على ابيه منعا ًلوضعه في التابوت , وإذ دنا منه أحد الوعاظ , حتى بادره ( أحمد ) بالسؤال : هل صحيحًُ ان الأنسان عندما يموت ستثقله ذنوبه , وأن المشيعيين سيشعرون بذلك من خلال نعش الميت ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ 3 ـــ
( السُلطة )
يُبدي ( الشيخ حسن ) مجهودا ًغير قليل إلى أجهزة الدولة المختلفة دون مقابل , بل أنه في بعض الأحيان يبذل مالاً إكراما ًلهذا وذاك , فهو قد إنتهج لنفسه هذا المنحى بوضوح تام دون أن يكتم الأمر,فإن لم يخافه الناس لعمامته هابه الناس لعلاقته بالحكومة والله يحب الواضحين.
غادر فراشه مغتاضا ًبشدة , متوترا ً إثر ليلة عناد زوجته الصغيرة ( سمر ) رغم جميع المحاولات والعطايا .... ( سمر ) التي أزعجها صوت جلبة في الشارع المحاذي , نهضت بجسمها الأهيفُ المتلهفُ وهو يحمل لوعة كواعبها المرهفة سرعان ما سترتهما وفخذاها المكتنزتان بمأزر وردي اللون أضفى على وجهها مزيدا من الوهج , مدت بحذر شديد طرف سبابتها الأيمن مشيحة من زاوية النافذة ستارتان سميكتان زرقاوان غامقتان محدثة كوة بحجم عينها المستعرةُ الحائرة , وإذ شاهدت من خلالها جمعا ًلأفراد الشرطة وبمشاركة ومساعدة وتوجيه زوجها ( الشيخ حسن ) ينهالون ضربا وركلا ً وشتما ً لشباب الحارة الذين تعالى صوتهم إحتجاجا ً, تناهى إلى أُذنها صوت ( نمير ) حُلمها الذي سُرِق بعد بناء دام أعواما ً طوال طالبا ً النجدة ُ, نافيا ًسرقة عقد اللؤلؤ المُهمَلِ قرب وسادة ( سمر) والذي لم يُغرِها ليلة أمس .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــ 4 ــ
(المعوق)
لم ينويا الزواج يوما ولكنهما قررا العيش معا ً, مبدين تفهما ًمُفرطا ًكل ًُ ضِمن حساباته الغير معلنة , كما أنهما لم يدخلا في تفاصيل مكتوبة لعقد إتفاق ما ,عكس تصرفهما الذي يوحي للآخرين بأن شيئا ًسرياً قد حدث.وهاهو الوليد يموج هنا وهناك وكل طرف يدعي بأهليته له , وبات هَم الطرفين العمل على كسب المزيد بحجة الوليد الجديد بغية تكريس واقع لم يألفه الجميع , وفي غمرة البحث واللهاث نحو كمية المصالح لجأ الطرفان الى أسلحتهما المختلفة وأصبح الوليدلايطيق ما يحدث وهو السبب الذي أقعدهُ وأعاقه ُ عن الحركةِ مُخلفا وراءه عوقا ًكبيرا ًأصاب الطرفين لدرجة انهما باتا عاجزان عن السمع والبصر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـــ 5 ـــ
( الطريق )
مهدوا له طريقا ًيفضي الى حيث يريد , ولكنه إستدعى من لايعرفهم لبناء سدود وحواجز تمنع من يعرفهم من الوصول الى حيث يريدون .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السويد 23 حزيران 2008 رشيد كَرمـــــــــة
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |