قصائد من ديوان سلالتي الريح وعنواني المطر ج2ـ
2007-07-28
راودْتُ الغزالةََ عن شُرودها
راودتُ الغزالةََ عن شُرودها
أوهمتُ صدري بالسَكينة
صمتي بالفضيلة
خيمتي بالظلّ؛
جنايتي كاملة.
*
أكرهُ الشعرَ
السردَ والنثرَ
الموسيقى إن لم تذكرني بكِ.
*
لن تنفعني الحِجَج
باطلٌ يقيني
ريحي عاصفة.
*
موكبُ الغروبِ أصفرْ
عجلاتُ المركبِ صفراء
حديقةُ الجارِ صَفراء
وجهُ الخسةِ أصْفرْ
إنه أيلولُ
بكتْ أوراقُ الرزنامة
تلك التي لم تكوني فيها
يا خيبتي!
*
حماسَتي تَعود
كلَّما شاركني الليلُ
سريرَ الأَرَق،
حماستي تسير
بعيداً عني
حماستي ترحلُ مني
إليها أتوق
إلى جنوني
في الحالتين؛
أيلول يمضي!
*
عشبُ الحقيقةِ أصفر
حين كان أخضرَ طرياً
كنتُ أُحبكِ؛
الآن؛
صرتُ أُحبُّكِ أكثر!
*
سلِّميني طاولةََ الشطرنج
وخذي الفيلَ والقلعة
خُذي الجنودَ والوزراء
خذي الحصانَ والشاهَ
خذي اللعبةَ كلَّها
وابْقِِ لي أصابعَكِ فقط.
*
بهجَتي ناقصةٌ
في غيبتِكِ
بهجتي ناشفةٌ
في حضورك،
بهجتي غائبةٌ في رَنينِ الزَهرِ
في خَشخَشةِ الصدرِ
في خفقانِ الرصيف.
*
أنتِ مملكتي
طحينُ الطفولةِ وخبز السنوات
أنت وجهُ قريتي
حيطانُها، بَساتينُها،
ملامحُ أهلِها
هَلَعُ حكاياتها، برودة كهوفها
معاصرُ العنب فيها
أنت جبالُ التين والزيتون
سهوبُ الفضةِ،
وطني أنت
رائحةُ أمي
وفكرتُها عن النَّصيب!
*
هاجرتْ نوارسُ الغروب
هاجرتْ من باب البحر
إلى جهة السماء
وظلَّ قلبي هناك؛
بين يَديِّ المَغيب.
*
اقترفتُ الغناء
لأثبتَ للنهر لَذَةَ الخرير
امتهنتُ العزفَ
لأكسرَ رتابةَ العصافير
احترفتُ الغزْلَ
لأقي وجهَكِ من عيون البشر.
*
حتى هذه اللحظة
لم أجدْ تفسيراً لكآبة الغيوم
لم أجد علِّةً لانسكاب الندى
لم أجدْ مُبرراً واحداً
لأقلع عن تشبثي بالياسمين.
سُلالتي الريح وعنواني المطر
قَبْلَ أَنْ تَرتطمَ الفكرةُ بالأرضِِِ
قبْلَ أنْ تفوحَ رائحةُ الطينِ
تَجولتُ في سوقِ الوشاياتِ
أحملُ ضياعي
أقتلُ نفسي
أنا هابيلُ وقابيل،
آدمُ أنا وحواءُ
نسلُ الخطيئةِ
وزواجُ السوسنِ من بيتِ الطيوبْ.
لعلِّي في نَسْغ الصنوبرةِ أو الأرزة
في طَمْي النيل أو قاع التايمز
لعلي ريشةٌ في جناحِ غراب
ذرةٌ مطمورةٌ في رمادِ منجمِ فحمٍ صيني
بعضُ فاكهةٍ أفريقيةٍ أو جذعُ شجرةٍ في بنما،
ظلامٌ يغطي القطبَ الشمالي
أو نهارٌ يشرقُ فوقَ المحيط الهادي،
لعلّي من أسلافٍ مَغول
أو من نسلِ قاتلٍ روماني،
لعلي من سلالة آشورية
أو من عائلةٍ كردية،
من بقايا الهنود الحمر
أو من كاهنٍ هندوسي.
من يَجزمُ أنَّ دمعَ العينِ لا يتغير
وأن ريحَ الخريف لا تعبرُ كلَّ أيام السنة،
من يضمن أن ترابَ المقبرةِ
لم يسكنْ غيمَ شتاءِ القرن السابقِ لميلاد سقراط،
من يثبت أن الحرارة التي طبخت جسد الفرعون تحتمس،
ليست نفسَ الحرارة التي تعبثُ بوجه طفلتي الصغيرة.
لَعلّي من أُممٍ كثيرة ورجالٍ كثيرين
لعلَّ لي جداتٍ روسياتٍ وعماتٍ اسبانيات
واثقٌ أن مياهَ الخلقِ تدورُ بين الوديان والشهوة
بين الحرير واللُّهاثْ،
واثقٌ أن لغتي ليستْ جسدي
وأن أصواتَ الطيور ليست غريبةً عن حركة الريح والمطر.
كنتُ طائراً في زمنِ الفُرسِ
صليباً في عهد قسطنطينْ
سيفاً في يد صلاح الدين
كأساً في يد الخيام
من يدلني عليّ ؟
لستُ قادراً على شتمِ كوكب المريخ
لا رغبةَ عندي لانتقادِ مسار الزهرة
ولستُ حريصاً على وقف هبوبِ المغناطيس
فوق عظام الأجداد الميتين.
معي ومضةٌ من سلاح الإله مارس
قبسٌ من نار بروميثيوس،
ومعي آياتٌ من القرآن
مزاميرُ من داود
تراتيلُ من بولص
مقاطعُ من بوذا
كلماتٌ من عبدالبهاء،
لستُ عارفاً مطالعَ الفُلْكِ ولا مغاربَ الخلق
بدأتُ أعتادُ الدهشة
وأتجلَّى في مراياي!
أعرفُ من لا يعرفني
أخي الذي لا يمتُ لي بِصِلَةٍ ولم يسمعْ باسمي من قبل
أختي من قفقاسيا
عمتي من اليونان،
ربما وَشَمَ صوتيَ الأتراكُ
أو هذَّبَ وحشيتيَ البحرُ
ربما وُلدَ مني مزارعٌ فرنسي
أو سياسيٌ مخادعٌ في ايطاليا
ربما جئت من تراب لوس انجيلوس
أو من طين أثينا
من يعرف تاريخَ جسدي قبل ألفي سنة
من يملك بيضةَ الرُخِّ في يده
من يدلُّني عليّ؟
قلبي مليءٌ بوجيبِ العالم
خطواتي تأخذني لبيت النار الأول.
لعلَّكَ أنتَ مني وأنا من ثرى المريخ،
لا أنكرُ صلتي بزيوس
ولا أقرُّ بدمه في عروقي،
لا أطعنُ في صحة النهر
ولا أخبئُ البحر في خزانتي
سلالتي الريحُ
وعنواني المطر.
08-أيار-2021
22-حزيران-2019 | |
20-أيلول-2018 | |
03-آذار-2018 | |
18-تشرين الثاني-2017 | |
29-تشرين الأول-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |