Alef Logo
ابداعات
              

مختارات لشعراء من عامودا / ج 2 لقمان محمود / أوميد / كاميران حرسان / عماد موسى

2007-09-17



لقمان محمودكاميران حرسان
تراب مشلول ـ لقمان محمود

( إلى كل هابيل )

بعد تفاحة آدم الفاسدة
كبر المستنقع
في البداية خرجت الشجرة


طاهرة"
ثم خرج الحيوان
أما الإنسان
فأراد أن يتعفَّنَ أكثر·

***
وزّعت الحياة نسيانها على الإنسان
كي ينهض من هذا الغموض
ثم أعطته أحلاماً
كي يبقى بذاكرةٍ ميتةْ

***

كلّ شيء مستريحٌ في مكانه الثابت
ما عدا القبور
إنها تمشي
تمشي في التراب المشلول
فدائماً هناك قابيل
ودائماً هناك غرابٌ حكيم·

***

منذُ فجرِ الإنسان
والإنسانُ يقتلُ الإنسانَ
فكل ما فعله الله
أنه تركَ الأرضَ
وأستقرّ في السماء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-5-


قبر واحد لسماء كاملة


شِعر : أوميد


-1-
بلا طائلٍ أغوصُ في العُمقِ ، هباءٌ يغمرُ كلّ ما كانَ ، كلّ ما هوَ كائنٌ ، هباءٌ يلوّحُ ثملاً في الأفقْ .
فكّرتُ بعقلِ المكانِ : ما الذي يعنيهِ مسافرٌ ما ؟
بعقلِ المسافرِ: ما الذي يعنيهِ مكانٌ ما ؟
بعقلِ الطريقِ : ما الذي تعنيهِ خطوةٌ ما ؟
بعقلِ الخطوةِ : ما الذي تعنيهِ خطوةٌ أخرى؟
بعقلِ الحلمِ : ما الذي يعنيهِ صباحٌ آخر ؟
بعقلِ الدائرةِ : ما الذي تعنيهِ بدايةٌ- نهايةٌ أخرى ؟
بعقلِ النهايةِ: ما الذي يعنيه كل هذا ؟
بعقلِ كلِّ شيءٍ : ما الذي يعنيهِ أيُّ شيء ؟
-2-
لا أشعر بذاتي بين ، فقط في البداية ، فقط في النهاية، ما عداهما في الحلم وحسب.
أعتقد ثمة فناءٌ في كل هذا ، أو وجود بمعنىً آخر ، أقصدُ أنا ، حيث كل شيءٍ عدايَ فناءٌ ، أو وجودٌ بمعنىً آخر ، أقصدُ ما عدايَ .
ثمة فناءٌ يمدُّ رأسه في كلِّ هذا ، يُحملقُ من كوّة الحلم، أتسائلُ : ما الذي يهبُ المكان وجوداً ، هيئةً مختلفةً عن الحلمِ ؟ ما الذي يهبُ الزمان كذلك ؟ .
أخالُ : ثمّةَ مكانٌ آخرٌ غيرهما ، وما الحنينُ سوى لما لمْ نرهُ واقعاً أو حلماً، إنهُ فناءٌ ووجودٌ في آن، وبمعنىً واحدْ.
ثمةَ شيءٌ مختلفٌ دائماً في مكانٍ ما ، شيءٌ لن نعرفهُ قط ، شيءٌ يتملّكُنا على الدوامِ، ويُشعِرُنا أننا نحنُ ، وما عدانا شيءٌ واحدٌ بالمعنَيَيْن .
-3-
الحقيقةُ إنّني كثيرُ التكلّمِ عن ما لا أعرفهُ كما لو أني أعرفهُ بطريقةٍ ما ، كما لو أنّي فكرتُ فيه بعقلٍ آخرَ هو لي أيضاً بطريقةٍ ما .
ثمةَ شيءٌ خارج المعنى واللامعنى معاً ، شيءٌ مُبهمٌ وجليٌّ في آن ، الغموضُ مُأطّراً بالبداهةِ ، البداهةُ مأطّرةً بالغموض .
ثمة لوحةٌ لا إطار لها ، ثمة إطارٌ بلا لوحةٍ ، لكنْ ثمةَ ما يؤطرهما ، وثمة في النهاية ما لا يُؤطّرُ أبداً .
أعتقدُ إنهُ ليسَ بلوحةٍ ولا بإطار ، إنهُ شيءٌ مختلفٌ تماماً ، شيءٌ لن نعرفهُ قط ، شيء يتملكنا على الدوام ويشعرنا أننا وما عدانا شيءٌ واحدٌ بالمعنيين.
-4-
الخيالُ الذي فتحََ البابَ أغلقهُ أحدُهمْ - الذي لن يمرَّ مِن هنا ثانيةً- ،الذي لن نراهُ ،ولن نعرفهُ أبداً، الذي لنْ يبصرَ البابَ لكنهُ يعرفُ أنّهُ موجودٌ في خيالٍ ما ، خيالٌ لن يفتحَ بابهُ أحدٌ ، خيالٌ ليسَ بلوحةٍ ،خيالٌ ليس بإطارٍ ،خيالٌ فتحَ البابَ وحسبْ.
-5-
بلا طائلٍ أغوصُ في العمقِ مُبرراً ما ليسَ كذلكَ ،أيُّ حكمةٍ تبرّرُ ذاتها ، أيُّ معنىً يصدّقُ ذاتهُ كمعنى ، ربما يكون شيءٌ من هذا القبيل لكن بمعنىً آخر.
أتسائلُ : ما الحكمة من فعل أي شيء ؟ ما الفارقُ الحقيقيُّ في حال لم يكن ؟ ثمَّ ما المُمكِنُ حقيقةً ؟ ما المعنى غائماً في سماء الحقيقةِ ، ما الحقيقةُ غائمةً في سماءِ المعنى؟ .
من لهْوٍ تتقافزُ الفِكرةُ إلى لهْوٍ مُبرِّرةً كونَها كذلكَ .
-6-
بلا طائلٍ أغوصُ في العُمق، العقولُ خابيةٌ في أعماقها ، ظلامٌ وسكونٌ رهيبٌ ، بابٌ أغلقهُ أحدهم، خيالٌ محضُ الصدفةِ ، خيالٌ محضُ الرغبة ، رغبةٌ محضُ رغبةٍ ، رغباتٌ تسبحُ في فلكِ الهباء ، هباءٌ يغمر الخيال معنى وحقيقة ، ثمة من فتحَ البابَ، ثمةَ خيالٌ أغلقهُ، ثمة من لم يرَ هذا ، ثمة من لن يراه أبداً .
-7-
لكلِّ مكانٍ عقلهُ كما لكلِ عقلٍ مكانٌ، لكنْ ثمةَ خيالٌ لا يعرفُ الاثنينْ ، صرخْتُ : أيّ ألمٍ صارخٍ تديرُ لهُ ظهركَ ؟
أطرقَ الخيالُ صامتاً، تداعى البابُ في مكانٍ ما ، أحدُهم مرَّ مِن هنا ، لكننا لم نرهُ ولن نراهُ أبداً.
-8-
ما الفارقُ بعقلِ أيِّ شيءٍ ، برئةِ أيّ شيء ؟
فكـّرْ بأيـّما عقلٍ ، بأيـّما رئةٍ ، عقل الخرابِ ، أو رئة الحلمِ ، عقل المعرفةِ أو رئة المجهول ، عقل الصيفِ أو رئة الشجرة .
ما عليكََ سوى أنْ تفتحَ البابَ ، لكَ عقولٌ ورئاتٌ كثيرة ٌ، افتحْ البابَ وحسبْ ، افتح العقول والرئات كلها في رحلة الفارق ، جدْ الفارقَ في أيّما بابٍ ، فكر وتنفّسْ الجهات كلها ، افتح الباب وحسبْ ، بعقلِ الرئةِ ،أو رئةِ العقلِ ، ثمّة شيءٌ ما في مكانٍ ما ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!.
-9-
الذي لمْ يشعر بهِ أحدٌ، لمْ يُغلِقْ البابَ حتى الآن ، ريناتو ذو السروالِ القصير . الرغبةُ التي أسقطتْهُ عن الشجرةِ زرعَتْ في ساقهِ شجرةْ ..
السقوطُ الذي لمْ يعتذرْ حتى الآن .. الرغبةُ التي تضحكُ في الأعلى، السروالُ الذي لا يزال يقصرُ........
ريناتو الذي ما يزالُ طفلاً لنْ يغلقَ الباب أبداً.....................



أصوات



كلُّ صوتٍ لغة ٌ
كلُّ صوتٍ كائنٌ
تُرى كيفَ للعقلِ أنْ يرصدَ الخاتمة ،
أنْ يُشيرَ إلى الشيءِ من حيثُ ليسَ لهُ أيُّ معنى ؟
وكيف يكونُ لنا ما لنا ؟
كيف ندخلُ أحلامنا ؟
كيف نخرجُ منها ؟
وكيف نعودُ إلى ذاتنا ؟
قانطاً أتسائلُ :
كيف نكونُ لنا ؟
كلُّ صوتٍ هاجسٌ
كلُّ صوتٍ فلاة ٌ
يقولُ صديقي : " ينادوننا من بعيدٍ فنبصرُ صوبَ السماءِ ،
ينادوننا من قريبٍ – ومنّا - فنشردُ من دونِ مغزى"
هنا أو هناك
بأيِّ اتجاهٍ سنسْردُ هذا الحديثَ ؟
بأيِّ لسان ٍ سنعلنُ أنا ابتدئنا الكلامَ ؟
وأيّة ُ آذانَ صاغيةٍ سوف تسمعنا ؟
ثمَّ هل أنتَ حقاً صديقي ؟
وهل من يُحدثكَ الآنَ حقاً أنا ؟
كلُّ صوتٍ لعنة ٌ
كلُّ صوتٍ فناء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-6-
كاميران حرسان


ضوعٌ على الأرصفةِ


-1-

ضوعٌ على الأرصفةِ


مُطرِقاً جلسَ
تنبعُ من صدره الآلام
يناجي حلماً رأه يمشي
على شارعٍ
مرآةٍ
عكست فيه دموعُ السماءِ بدراً
تبخترَ
أمام الأعين الزجاجية, بجوار النهر
الجاري.
لا تُكدرُ صَفوهُ الأتربةُ
ولاتبدد ضوعه الريحُ.
برقٌ هو في عليائهِ,
مَزقةُ ضوءٍ على الأرصفةِ.
تجّعد له القلبُ
حينما توقفَ,
مرَّ
ليفيضَ على الضفة الأخرى
من النظراتِ.

-2-

ستائر


كانت خلف الستائر تقفُ
ترصدُ كوكباً عندَ الأفقِ
سَطَعَ!
تنثرُ صحوناً على المائدةِ
تُغمضُ الضوءَ
وتوقدُ الشموعَ
تنتظرُ ,
طرَقاتِ بابٍ
يدخلُ,
يحيي الستائرَ ويداعب الوجودَ
يُزيل عزلةً عن الزوايا
طارحاً على الجدارِ الراكدِ ظلاً, محركاً
في دخيلتهِ الورودَ
نافخاً في أرجاءِ الغرفةِ حبقاً, نغماً جاء
مع المطرِ المنهمرِ.
أقبلَ, يدنو كشعاعٍ عَبَرَ الزجاجَ
يُقَـــّبلُ بفمِ الوردِ سماءً بلا غيومٍ,
جسداًً جعلته يد الريح الخشنة أملسَ.
جلس والماء ينبع من كفهِ
يتأملُ قواربَ ورقيةٍ
أطلقها في أرجاءِ اللقاءِ
حبراًً يسعى إليهِ الورقُ.

-3-

لقاء


كان بعيداً عنها
يستحم في ألقٍ.
كانت غيمة تدّفعها الريح إلى صدره
تُخفي الشمسَ خلفَ ضفيرتها.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-7-

عماد الدين موسى


الوردةُ


طائرٌ لا إسمَ لهُ
في قفص الترابِ .

***

فزّاعةٌ
لا تخيفُ أحد .

***

شعاعُ نورٍ
في غرفة الحديقة .

***

منزلٌ
أو
قلعةٌ صغيرةٌ ...

للتأمّلِ
للحريةِ
و الحبَّ .

***

الوردة ...

فجرٌ أخيرٌ
في حياة العالم .

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow