عروس الماريونت
2007-09-17
خاص ألف
أعرف شعورها جيدا ..مربوطة من كل أطرافها
تؤدي دورها بإتقان..على مسرح الحياة البائس
ألوانها الجميلة وزينتها البراقة تجذب المتفرجين
وترسم إبتسامة على وجهها..ترتدي قناعا مبهجا
لا يعرف أحد أحزانها.. لا تريد البوح بها للسائلين
خيوط تربطها بالواقع..تشدها إلى المجهول رغما عنها
لا حيلة لها في أمرها.. ولا إختيار لديها ترضاه
الشيء الذي تتمناه دائما محرم عليها أن تناله
الشخص الذي تحلم به، في العادة، مستحيل الإقتراب منه
لا حلم لها يمكن أن يتحقق.. أبسط أمنياتها سراب
ظلَّت دائما تؤدي نفس الدور في ذات المسرحية
دون كلل ولا ملل.. ولم تتعب من إعادة الرواية مدى الحياة
دور تلك البلهاء...التي تصدق أن القدر يمكن أن يضحك لها
يلعب بها الزمن دائما.. يراوغها .. يدغدغ أحلامها فتنتعش
وتقول لنفسها: لعلها تفوز بالحلم هذه المرة
ربما يحالفها الحظ ولو مرة!
لكنه كل مرة يدير ظهره لها..
كل مرة تصل إلى نفس النهاية...
كل مرة يحرمها من أحب الأشياء اليها
كل مرة يسلبها لبَها...نضارتها..ألوانها
يتركها جثة هامدة... على خشبة المسرح ..
ويضحك كالشيطان الرجيم!
تعاود الوقوف من جديد..تستجمع كل طاقاتها..
تلملم جراحها....وسط تصفيق الحاضرين
وتزحف بعيدا تحت ظل الشجرة اليتيمة
تنظر في الأرض أسفل الشجرة..
فترى نفس الورقة الصفراء المنسية
ورقة الشجرة التي ليس لها جذور أو فروع
تربطها بالأرض أو حتى بغصن الشجرة
وتحدث نفسها وهي ترى الورقة تطير هنا وهناك
تتقاذفها الرياح ..تغرقها الأمطار.. تتلقاها الأرصفة
لكنها ما تلبث أن تبدأ الرحلة من جديد
تعاود المشي على الرمال الساخنة.. حيث لا ظل يداريها
ولا نقطة ماء ترويها.. وتحدي الجميع يستفزها
الخيوط مازالت عالقة في أرجلها و أيديها ... تحركها أيادي مجهولة
لا تعبأ بتوسلاتها...لا يعنيها بكائها...إنكسارها وحسرتها
متى تمطر السماء يارب؟ متى تشرق الشمس ؟
إلى متى يستمر هذا الجفاف؟ وتلك الجبال التي تمنع الهواء عنها؟
تقول آه ياربي ..لو كان اليتم رجلا ....لقتلته !
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |