هذا الذي هو أنا لا أنا
2007-10-22
(مقاطع من جنون محتمل)
إلى أنثى الريح والورد
* كأن
كأنّ أغاني الصباح لاتُطرب وردة الريح
كأنّ أنا لا أشبه أنا
كأنّ أنتِ بلا أنتِ
واقفة أمام بوابة الوقت الموصدة
كأنّ العمر قد مضى
والذي هو باق
فراغ وعطر ذكرى.
كأنّ.
* مقطع أول
هي قصتي وما كانت، أولاً بأول مشيتُ وبعد وقفتُ أدفع أفكار رأسي من حيث اندلقت ينابيعاً فجرتها أنثى الريح والورد. ماؤها بلون السراب وهي بلون جنوني، صحوها غياب ونومها أرجوحة للعبث والحلم معاً، ولا أنا معها وليست هي معي وكلانا معاً نحو اللانهاية نمضي بلا بداية.
مشيت وراءها زمناً تحت وهج شموس الكون ظلاً يحميها. فأي حال هي فيه الآن بلا ظل بلا أنا.
* مقطع ثاني
فوق رأسي خيّم بجناحيه نسر البراري والسموات، انتشله من ركام كوابيسه
وفوضى تُرهاته. مسّ اهتزازاته الممسوسة، أوقدها وطيّرهُ نحوك فغفا هذا الرأس المشاكس المثقل بالحنين فوق صدرك. ركن منصاعاً لجبروت العشق وطغيان قلبك الذي لصدق نبضه واشتعاله راح يهذي. راح يكذب، وإذا كان الحب في أبهى حالاته يغدو شعراً أو ليس الشعر في أحلى تجلياته يصير كذباً.
*مقطع ثالث
هو ذا أنا العاشق المهزوم المنتصر أبداً، مرمياً فوق تلة من فراغ و يباس، متروكاً وحدي على انتظارٍ أجرد وشوق لا يعرف مداه لوجهك المبعد. هو ذا أنا العاشق الأخرق الذي لاوقت لديه إلا التفكير بك. بلا أنتِ أنا كشجرة في مهب العاصفة تنأى في انزياحٍ جارح إلى هاوية، ومن دونك هذا الذي هو أنا لا أنا هو. أصيرُ منسياً ومَلقيّاً كورقة في سلة مهملات مغلقة.
* مقطع رابع
بياض الأسود البادي على قامتك الحائرة خلف بوابة الليل تلك الليلة الصباحية صيّرني حارسك ومجنونك وأمامك أنا كثيراً ما أنسى أن أحبك حتى الكراهية.
ما بالك تقذفين بأشياء عقلي على هواك، تعبثين بنظام قلبي وصفو جنوني حتى لأكاد لا أعرف وأصير في حضرة وجهك المريمي الملامح كراهب ملدوغ بالخطيئة، يتلعثم في ترتيلته اليومية في حضرة المقدس الجليل.
* مقطع خامس
لأني أحبك أُبقيكِ على الضفة الأخرى من نهرٍ مراياه أجساد لظلالِ نساء لوحنَّ بالوداع ولم يغبنّ.. بعيدة أنتِ وأحبكِ هكذا فلا تصلي.
محيتُ زمناً قبلك وانتميتُ لذاكرة ترمي نصالها على أفقٍ لم أرهُ إلا معك. ابتعدي قبل أن يلفُكِ نسيان الذاكرة الهوجاء بوحشة الخوف وجنونٍ بدا يهيمُ بي.
أكثر ابتعدي فقد اكتشفت مصادفة أني لا أحبك بل أحب المرأة الأخرى.. المرأة الشعر..المرأة الوهم التي هي فيكِ وحولكِ وبمكانكِ وخلف بوابة الليل واقفة كأنها أنتِ لكنّ لاهي أنتِ.
* مقطع...
مرة أخرى وحدي عاودت المسير ولم أزل حتى الساعة. انكسارٌ يتلوه انكسار وانتصاراتي مستمرة.. عبثٌ بعبث ما يحدث ولا نهاية لقصتي مع أنثى الريح والورد.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |