من الفتح القسي في الفتح القدسي تأليف الوزير : عبدالله محمد الكاتب الأصفهاني
2008-07-18
ذكر الحادثة التي تمت على محمود أخي جاولي حتى استشهد هو و أصحابه
· صدر كتاب فتح بيت المقدس ( المسمى ) الفتح القدسي ، في طبعة أولى عن مكتبة الاتحاد الأخوي بالحسين بمصر المحمية ، عام 1322 هـ . و طبعته المطبعة الخيرية في ميدان الأزهر الشريف.
و من المعروف أن هذا الكتاب هجين يربط الوقائع ( أو التاريخ العيني ) بالأسلوب الذي ميز المقامات . لقد كان جسرا بين صوتيات عصر الانحطاط و اجتماعيات منهجية سوف يقودها المؤرخ ابن خلدون في مقدمته عن ملوك العرب و البربر.
--------------
و يوم رحيلنا من صور نعى محمود أخو جاولي و كان مكن جملة الأمراء أعف ولي ولي و عاش مجاهدا زاهدا و عيشه زهيد و قضى صابرا مصابرا و هو سعيد شهيد و سبب ذلك أن السلطان لعلمه بديانته و أمانته و باسه و بسالته و يقظته ثم نهضته و حزامته و كله بحصن كوكب الذي على الغور و كانت فيها جمرة الاسبتارية القريبة الجور البعيدة الغور و قد تمنعوا بشدتهم و اشتدوا بمنعتهم و هو حصن لا يرام و ركن لا يضام و معتقل لا يسامى و لا يسام و ذروة لا تفرع و مروة لا تقرع و عقيلة تقترع و بكر لا تخطب و قلعة لا تطلب و لما ملك الساحل و هلك الباطل و نظمت الحصون في سلك الحصول و ظفر الإسلام بالفتح المأمون المأمول و افتتحت طبرية و أعمالها و تملكتلأغوار تلك البلاد و جبالها تمنعت قلعتا صفد بالداوية و كوكب بالاسبتارية و تعذر فتحمها و تعسر منحهما و وقف أمرهما و أعدى البلاد ضرهما فرتب على صفد جماعة يعرفون بالناصرية من أهل الأبية و النخوة الحمية و مقدمهم مسعود الصلتي أصلتت سعادته منه سيفا أصليتا لا يلفت عن لقاء العدو ليتا و رتب على مكوكب هذا محمودا و كان بهما أمر الحفظ محمودا و ذلك بعد الكسرة و صحة النصرة فأحاطا بالحصنين و احتاطا و ظهرت كفاية كليهما بما تعاطى و كان الحفظ مستمرا و الاحتياط مستقرا حتى أنس محمود بضعف أهل الحصن و ظن أنهم في غاية الوهن و سكن إلى سكونهم و أغمضت عينه لتوه إغماض عيونهم و استرسل فيما حزب و استسهل ما صعب و أخل بالحزم و خلا من العزم و احتقر عدوه و حسب من العجز هدوهو كان قامه بحصن قريب من كوكب يقال له عفر بلا قد أقام به جاما جامعا فيه ما أمر و حلا و كان ذا دين متين و مكان من النسك مكين و هو يسهر أكثر ليله متهجدا و قد جعل منزله مسجدا و أصحابه من حوله يحفظونهبقوة الله و حوله فلما كان آخر ليلة من شوال و هي ليلة ذات أهوال مظلمة مدلهمة كافرة مكفهرة ليلاء قتماء باردة مقشعرة أنوارها بائدة و أنواؤها جائدة و هزيع جنحها دجوجي و هزيم و دقها لحى و سحبها سحم و أقطارها دهم و صبيرها صيب و صنبرها مشيب لا يفرق فيها السماء من الأرض ظلات بعضها فوق بعض خرج أهل كوكب وقت السحر و مضوا إليه و قد رقد بعد طول السهر و الناس رقود و الحراس هجود و الجنود جمود و الأنفاس خمود و الهمم ركود و السيوف أسرار أضمرتها الغمود و العدم قد دنا منه الوجود فما أحس محمود المحمود و اصحابه الهمود إلا بالفرنج و قد سلكوا إليهم و بركوا عليهم فقصروا عن الامتناع و لم يقدروا على الدفاع فجامتهم السعادة و فجأتهم الشهادة و بقي الأمير حتى استشهد محصورا و كان امر الله قدرا مقدورا و نقلوا إلى القلعة ما وجدوه من سلاح و متاع و خيل و كراع فلما عرف السلطان ما اصابهم احتسب عند الله مصابهم و أحمد إلى الجنة مآبهم فندب إلى كوكب صارم الدين قايماز النجمي الصارم المخذم و الحازم المقدم و العضب البتار و الندب المغوار و الأسد الأسد و الأحمى الأحمد في خمسمائة فارس من ذوي النجدة و الباس و الشدة فسد الطريق بمضايقتها عنها و منعمن الدخول إليها و الخروج منها و لم يزل عليها مقيما و لحصرها مستديما إلى أن يسر الله فتحها و سهل للآمال فيها نجعها و سنذكر ذلك في موضعه و كيف أشرق صبح النصر من مطلعه.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |