مسرحية / ماذا يحدث عندما يخدع رجل امرأة؟
2007-12-11
ماذا يحدث عندما يخدع رجل امرأة أوالطريقة المضمونة للتخلص من البقع
المشهد: امرأة فى منتصف الثلاثينات ترتدى الأسود، وحيدة تجلس على مقعد فى الجانب الأيسر من المسرح، خلفها ساعة حائط، وأمامها منضدة خشبية ، فوق المنضدة مسجل صغير ومجموعة من أشرطة الكاسيت، وعلى يمينها حوض استحمام كبير يعلوه صنبور ماء، وفى الخلفية فى الجانب الأيمن من المسرح مجموعة من الفساتين الملونة (أزرق- أحمر- أخضر) مرصصة بالتجاور، ومعلق فوق كل منها إكسسوار وحذاء من نفس لون الفستان، وبجانبهم مرآة طويلة.
(1)
المرأة تمسك بالمسجل وتزوده ببطارية، ثم تزوده بشريط كاسيت، ثم تضغط على زر التشغيل، وتستمع بتركيز.
ملحوظة: الصوت الصادر من المسجل يمكن أن يكون هو نفسه صوت المرأة.
المسجل: هذه هى الطريقة المضمونة للتخلص من البقع
1- الأدوات المستخدمة: إناء واسع - كوب مرقم للتكييل - ملعقة كبيرة للتقليب.
أثناء هذا تخرج المرأة وتعود وهى تحمل بيدها ملعقة خشبية كبيرة و باليد الأخرى بخاخة وكوب متوسط الحجم ، تضع البخاخة والكوب فوق المنضدة والملعقة بجانب حوض الاستحمام.
المسجل: 2- المقادير : مقدار ملء ثلثى الإناء بالماء - مقدار مناسب من مادة البوتاس أو الصودا الكاوية .
أثناء هذا تفتح هى صنبور الماء لتملأ حوض الاستحمام ، ثم تخرج وتحضر كيسا شفافا مملؤا بمادة الصودا الكاوية وتضعه فوق المنضدة ثم تفتح المسجل مرة أخرى.
المسجل: 3- طريقة التحضير:
1- يترك الماء على الموقد حتى يصل إلى درجة الغليان
2- تضاف مادة الصودا الكاوية بالمعدل المطلوب وتقلب جيدا حتى تذوب
أثناء هذا تلمس الماء للتأكد من سخونته فتنتفض حين يلسعها، ثم تبدأ فى تكييل الصودا الكاوية لكنها مع تكرار العملية تمل وتمسك بالكيس وتفرغ محتواه فى حوض الاستحمام ، ثم تمسك بالملعقة الخشبية وتظل تقلبه وسط البخارالمتصاعد.
المسجل: 3- ثم توضع البقعة المراد إزالتها وتترك قليلا فى الماء حتى يزول أى أثر لها، وهذه هى الطريقة المضمونة لإزالة أعتى البقع من الملابس ناصعة البياض.
تغلق المسجل.
إظلام
(2)
المرأة تجلس على مقعدها بجانب حوض الاستحمام، ثم تتناول المسجل وتغير شريط الكاسيت و تضغط على زر التسجيل، تمسك بالملعقة الخشبية و تتكلم:
ناس كتير وجودهم فى حياتنا مش أكتر من بقعة، بقعة كبيرة وناشفة، بقعة ما ينفعش معاها محاولات الغسيل المتكرر، بقعة جامدة، زى بقعة دم كبيرة ، بعد مانشفت دلقوا عليها عصير مانجه وعناب، وعاصوها بطبيخ حمضان مطبوخ بلية، وبعديها جه لامؤاخذة بغل وقضى حاجتة عليها ، وفضلت متعرضة للهوا سنين لغاية ماباش القماش اللى تحتها ومبقاش فاضل غير البقعة نفسها.
بقعة زى دى ليه تحتفظ بيها فى حياتك لو كنت تقدر تمحيها؟ إلا إذا كنت من هواة جمع البقع، وأنا أعرف ناس كتير من العينة دى، بس فى الحالة دى ما تضايقش لما تلاقى الناس بتتجنبك أو بتبعد عنك ، لأن الريحة المقرفة اللى هتطلع من البقع دى مش هينجح أى برفان مهما كان قوى إنه يخففها.
أما لو إنت من النوع اللى بيحب ينضف حياته أول بأول، وما بيحبش البقع تحتل أى مكان فيها ، يبقى الوصفة دى هتفيدك جدا لأنها مش بس بتزيل البقع لأ دى بتتغلغل جوه البقعة وبتزيل المواد الملوثة اللى بتسببها.
(صمت)
رغم إنه كان عارف إنى ما بكرهش حاجة قد البقع إلا إنها كانت العلامة الوحيدة اللى سبهالى.
تعود لتقف وتظل تقلب مادة الصودا الكاوية فى حوض الاستحمام بالملعقة الخشبية، وتتصاعد الموسيقى.
إظلام
(3)
تدخل المسرح وهى ترتدى الفستان الأزرق بحذاءه وأكسسواراته ، تنظر إلى الفستان ثم تشرع فى الكلام:
كان بيحب الفستان ده جدا، كان بيقلى لما بتلبسيه بحس إنى مش محتاج أى فياجرا، وإنك مش هتقدرى تحتملى النشوة وهتطلبى منى الرحمة لأحسن قلبك يقف من كتر السعادة، بس طاقة فستانك الأزرق الخلاب حتخبلنى وتخلينى أرفض أرحمك.
تصمت قليلا ثم تكمل:
لو إنه فى الحقيقة هو اللى كان محتاج كل أقراص الفياجرا اللى فى الدنيا عشان أنا أرحمه، بس ده كان وهمه عن نفسه اللى بيحب يعلنه دايما، ودى كانت حقيقتى اللى عمرى ما بينتهاله.
(4)
صوت دقات الساعة مرة أخرى ، تدخل وقد ارتدت الفستان الأحمر واكسسواراته وحذاءه، تنظر إلى الساعة ثم تتحدث:
أتأخر، دايما بيتأخر وينسى إن الحاجات الحلوة ما بتستناش وما بيلحقهاش المتأخرين زيه.
نفسى تيجى مرة فى ميعادك، مرة واحدة تلحق ولو حاجة حلوة واحدة.
أدينى خلعت الفستان الأزرق اللى بتحبه آدى آخر حاجة حلوة كنت هتشوفها راحت.
الفستان الأحمر ده أنا عارفة أنك ما بتحبهوش ، عرفت ده من أول مرة شفتنى لابساه، كنا رايحين سنيما نشوف فيلم رومانسى، لكن للأسف كان اتشال، ودخلنا بداله فيلم رعب،وسط الدم الكتير على الشاشة كنت أنا البقعة الحمرا الوحيدة فى صالة المتفرجين، قربت على ودنى وسألتنى: مين اللى جابلك الفستان ده؟ وده ماكانش لأن إحساسك الفظيع دلك إنه هدية من غريم سابق، لأ، ده لأنك كنت كاره الفستان وكنت عايز سبب تصدرهولى عشان مالبسهوش تانى.
بس حظك، لأ مش حظك، أفعالك، تأخيرك كان السبب فى أنك اتحرمت من آخر حاجة حلوة كنت مجهزهالك، وهتبص بصتك الأخيرة على الفستان الأحمر اللى انت بتكرهه.
(5)
تمسك بالفستان الأزرق الذى خلعته منذ قليل
أنا بقى بحب اللون الأحمر، وما بحبش اللون الأزرق، لإنه ما بيبنش البقع الحمرا.
أنا فاكرة أول بقعة حمرا فى حياتى، كانت فى مريلة المدرسة الزرقا، جريت على حمام المدرسة وفضلت هناك، وأما الدادة خدت بالها وفهمت، ضحكت وقالتلى: خراط البنات خرطك. شفت فى عينيها فرحة ما شفتهاش فى عين أمى اللى ملاها الخوف لما عرفت.
بعدها حسيت كأنى واحدة تانية، بقى مطلوب منى أتكلم واتحرك بطريقة مختلفة، وغصبن عنى بقيت أبص لزميلاتى فى الفصل على إنهم لسه عيال، بس فضل عندى إحساس، نفس الإحساس، فى كل مرة كان بيحصل ده، كنت بحس إنى مكسوفة من نفسى جدا، وكأنى بعمل حاجة غلط.
أما قابلتك كنت متصورة إن انت اللى هتخلصنى من ضعفى، انت اللى هتسمعنى وتشوفنى وتحسنى، وفى أول مقابلة بينا، لبستلك الفستان ده لما عرفت إنك بتحب اللون الأزرق، لكنك لا سمعت ولا شفت ولاحسيت.
وضعفت أكتر بعد ما سبتلى تانى بقعة حمرا فى فستان أزرق ما بتطلعش مهما حاولت أغسلها.
تلقى بالفستان الأزرق فى حوض الاستحمام.
صوت دقات الساعة، تنظر إليها.
إظلام
(6)
ما زالت ترتدى فستانها الأحمر ، فى حالة انتظار تنظر إلى الباب:
الباب ده اللى كنت بشتاق لصوت جرسه وأنا مستنياه، وكأنه الباب اللى هيفتحلى الجنة، كان بيبقى بالنسبالى جزأ من الحيطة بعد مايمشى.
صوت الباب وهو بيترزع كان أفظع صوت ممكن أسمعه فى حياتى ، كنت كل ما اسأله عن مستقبل علاقتنا يغضب ويمشى ويرزع الباب وراه، عمره ما حس إنه كان بيقفله على صباعى، كنت بقعد أعيط ورا الباب زى طفلة بتتعاقب، كنت بحس المكان بيضيق و نفسى كمان بيضيق، وكأنه خد كل الأوكسجين معاه، كنت بتعب أوى، بس كنت بتعب أكترلما بلاقيه راجع بثقة وكأن مفيش حاجة حصلت ... ومع رجوعه يرجع السؤال جواية :
إحنا ليه ما بنتجوزش؟ ما كانش عنده إجابة غيرإنه يمشى ويرزع الباب وراه، ويسيبنى محتارة. خدت وقت كبير عشان أعرف إن الإجابة كانت أبسط من حيرتى دى، الإجابة كانت هى السؤال نفسه( إحنا ليه ما بنتجوزش؟ ) لو قلبناه: إحنا ليه نتجوز؟
(7)
نسمع صوت رنين التليفون، لكنها لا تتحرك ولا تعبأ به:
كانت آخر مكالمة بيننا، قالهالى، قالهالى بعد ما فضل أيام وشهوربينكر اللى إحساسى كان بيأكده، أيام وشهور حاسة كل حاجة فيه بتبعد، نظرته ، لمسته، نبرة الحب فى صوته، ما قليش غير لما عرفت، ما قليش غير لما شفت بعنيه، ما قليش غير وأنا مش محتاجاه يقلهالى، قالهالى فى التليفون، ما كلفش نفسه يستنى لما تبقى عينى فى عينه ويقلهالى:
فيه ست تانية فى حياتى.... غلطتك مش غلطتى، إنتى اللى خلتينى أبص بره.
فيه ست تانية ، فيه! فيه فى حياته ست تانية، زى ما فيه تلاجة وديب فريزر، فيه ست تانية، وكأن كان فيه أولانية، وكأن أنا كنت ست أولانية فى حياته، كان أول مرة يقلى كلمة معناها إنى ست وهو بيقلى: فيه ست تانية. للحظة فكرت أشكره لأنى فى الفترة الأخيرة كنت بدأت أسأل نفسى: هو أنا ست ولا بطاطساية، ومعرفش ليه لقيت إجابة ضمنية فى كلامه، أنا ست، بس ست أولانية، لأن فيه ست تانية، وهى مش أنا طبعا.
طب كويس إنى طلعت الأول فى حاجة.
أما إن دى غلطتى، فدى حاجة ما كنتش محتاجاه يقلهالى، كل مسلسلات التليفزيون والأغانى والأفلام العربى بتقلها: لو خنتى راجل فانتى مجرمة ودى غلطتك، ولو راجل خانك فدى غلطتك برده، أنا المسئولة عن منح ومنع تصاريح الخيانة فى العالم كله، مش بس كده أنا مسئولة عن حاجات تانية كتير، أنا المسئولة عن ورقة شجر نشفت فى جناين القاهرة، وأنا اللى عملت الأزمة الاقتصادية، وأنا المسئول الحقيقى عن الحرب فى العراق ولبنان، وأنا اللى بأدير عمليات اغتيال رموز منظمة فتح وحماس فى فلسطين، وانا اللى خططت لكل جرايم قتل واغتصاب أطفال الشوارع والبنات البكر، ولما بعرفش أظبط موضوع الاغتصابات باكتفى بالتحرشات والهياج الجماعى، أنا سبب الكبت فى كل دول العالم التالت.
ودلوقتى وبما إن ما بقاش فى مجال للشك إن دى غلطتى، فإيه اللى المفروض أعمله عشان أتحمل نتيجة غلطتى دى، إذا كنت أنا اللى خليتك تبص بره ، فأكيد مفيش تصليح للغلطة دى غير إنى أخليك تبص جوه، جوه أوى، جوه أكتر من أى جوه تصورته، بس وانت بتبص فى جوه الجديد مش هتلاقينى،لأن أنا هافضل بره، بره أى جوه يخصك.
تعود لتمسك بالملعقة الخشبية وتظل تقلب بعنف
(8)
سمع صوت جرس الباب، ترتبك، وتظل تبحث: المخدر؟... فين المخدر؟
تظل تبحث حتى تجدالبخاخة تحملها وتخرج مسرعة، تعود بعدها بقليل محبطة :
مش هو. مهما كنت مستنياه كنت دايما بحس إنه جه فجأة، لأنى عمرى وأنا مستنية ما كنت واثقة من مجيه، ياما أدانى مواعيد وماجاش، وياما أدانى مواعيد وجه بعدها بأيام بشهور، ما كانش بيكلف نفسه يقلى حتى حجة محترمة:
آسف ياحبيبتى اصل وأنا ماشى بنت ببرنيطة كانت ماشية وراية تفت لبانتها لزقت فى ضهر بنطلونى ولما قعدت فى التاكسى لزقت، وخدوا وقت طويل عقبال ما عرفوا يطلعونى... آسف ياحبيبتى رموشى كانت بتوجعنى طول الليل، آسف يا حبيبتى طلعلى كلو فى صباعى الصغير فجأة فماقدرتش آجى... آسف ياحبيبتى أصل المنبه كان متقدم 24 ساعة فعشت امبارح على أنه النهارده ولما جه النهارده وعرفت مابقاش ينفع أعيش النهارده على إنه النهارده فاعتبرته بكرة ، وعشان كده النهارده الحقيقى وقع فى النص وميعادنا وقع معاه.
حجج واهية وعبيطة، حتى ما كانش بيتعب نفسه شوية عشان يعمل سبب للتعاطف أو حجة منطقية، للدرجة دى كان أنانى وكسول، للدرجة دى كان واثق فى مشاعرى. (تضحك) ده حتى مرة قلى:
آسف ياحبيبتى أصل الزهرية اللى فوق الترابيزة انفجرت فجأة فى وشى
قلتله من غير ما أحسسه إنى شكة فى كلامه: الزهرية انفجرت! تقصد أنبوبة البوتاجاز. سكت شوية وقلى آه بالظبط أنبوبة البوتاجاز. قلتله أنبوبة البوتاجاز اللى فوق الترابيزة! تقصد اللى جنب البوتاجاز. فكمل بثقة : أيوه. اللى جنب البوتاجاز... ببساطة ومن غير ما يحس بأى حرج بقت الزهرية اللى فوق الترابيزة اللى انفجرت فجأة فى وشه الأنبوبة اللى جنب البوتاجاز اللى انفجرت برده فى وشه.
(9)
صوت جرس الباب، ترتبك هذه المرة أيضا، تضع روج أحمر سريعا أمام المرآة، وتحمل البخاخة وتخرج مسرعة.
تصور أول: تعود وهى تسحب جسد رجل ، تضعه بجانب حوض الاستحمام، وتجلس لتستريح، ثم تخرج ثانية وتعود حاملة حقيبة يده ، وصندوق هدايا كبير تضعه على المنضدة ، لا تعبأ به، وتذهب إلى جسده، تضع وسادة صغيرة تحت رأسه ثم تبدأ بخلع ملابسه ويمكن فى هذه اللحظة أن تمارس معه طقس من طقوس الحب ينتهى بأن تمسك الوسادة وتكتم بها أنفاسه.
تأخذ المقعد وتجلس بعيدا عن الجثة، ثم تنهض مرة أخرى وتسحبها حتى تضعها فى حوض الاستحمام، ثم تلملم ملابسه وأشياءه وحقيبة يده وتحتضنها.
تصور ثانى: يمكن الحفاظ على رمزية فكرة إزالة البقعة بحيث يعقب خروجها إظلام ثم تفتح الأضاءة مع صوت دقات الساعة وهى تحتضن ملابسه وأشياؤه دون أن نشاهد عملية القتل على المسرح أو نشير لها.
تدق الساعة مرة أخرى تنظر لها ثم تعاود النظر لأشيائه التى مازالت تحتضنها:
دى بقايا راجل بيتبخر دلوقتى. .. شئ يدعو للرثاء والشفقة.. الحاجات دى كان بيبقى ليها فى خيالى معنى تانى خالص، كنت بحس إنها بتنافسنى فيه، دايما كان شايفها أكتر منى، ساعته مثلا، بعد ما كان بياخد اللى هو عايزه، أيا كان اللى هوعايزه، يبدأ يبص فى ساعته كتير، وتظهر مواعيده ومشاغله، كان بيقدر وقته ويحسبه ويخاف عليه، عمره ماحسب وقتى وعمرى اللى اتبخر معاه زى ما هو بيتبخر دلوقتى،
كان بيقلى: إنتى بتفكرى فى العمر ليه أدينا بنقضى وقت لطيف. وقت لطيف! الحب عنده كان وقت لطيف، وقت لطيف ما كانش من حقى أعكره بأسئلتى واستفساراتى عن بكرة، ما كانش من حقى أهز بهجته بدموعى، اختياراته المحسوبة جدا واللى حطتنى فى خانة الرفاهية ما كانش ينفع اتمرد عليها وابقى فى خانة الجد.
إيه يعنى كبرتى طب ما انا برده بأكبر.
لأ... دى مش زى دى.
الزمن فى حياة الست حاجة تانية خالص.
الزمن فى حياة الست معناه فقدان ثقة وإيمان ورغبة.
الزمن معناه إن السفنجة اللى جواها مصت خبرات زيادة، أزيد من استيعاب أى راجل ليها.
الزمن معناه دبلان عيون، وهشاشة عظام، ورخاوة روح.
الزمن معناه تجاعيد، وترهلات، وخشونة صوت.
الزمن معناه فقدان خصوبة وانقطاع طمث وانتهاء تاريخ الصلاحية.
الزمن فى حياة الست حاجة تانية خالص.
تدق الساعة تحتضن أشياءه أكثر
إظلام
(9)
تدخل مرتدية الفستان الأخضر ولا نرى أيا من أشياءه ماعدا صندوق الهدايا الكبير
الفستان ده كان هدية من الراجل الوحيد اللى عمره ما جرحنى ، لإنه كان قوى، كان بيقول اللى جواه أول بأول وما بيخافش من المواجهة.
ياه... إزاى ماخدتش بالى قبل كده؟! إنت خدعتنى لإنك ضعيف، ماكنتش واثق فى نفسك ولا فى حد، أنا دلوقتى افتكرت أول مرة اتقابلنا و قلتلك أسمى ، ما صدقتنيش، رغم أنها كانت أول مرة أقول لحد من أول مرة إسمى.
كنت مخدوع عشان كده كنت خايف ، وخوفك خلاك هش، هشاشتك...هشاشتك أكتر حاجة حبتها فيك، هشاشتك اللى كانت بتخليك ما تسحتملش تشوف حد بيتألم، هشاشتك اللى كانت بتخليك تعرف تميز الجمال ولو مدفون فى مزبلة، هشاشتك أكتر حاجة حبتها فيك هى اللى خلتك خدعتنى.
هشاشتك هى اللى خلتك خفت منى، أيوه خفت منى، ما كنتش قادر تسيبنى، وكنت محتاج سبب براك يخليك تعمل ده حتى لو كان السبب ده ست تانية، خفت منى وعشان كده كنت بتحن لضعفى ، كنت بتجرى علية لما أقلك أنا محتاجالك... بس أنا كتير كنت بأبقى محتاجالك وما بقلش.
يعنى إنت خدعتنى لإنك كنت خايف، خايف لأنك ضعيف، وقويت علية لأنك أضعف من الحب.
كنت أضعف من الحب لأنك كنت مليان بقع، ما تقلقش كلها شوية وأخلصك من كل البقع اللى جواك، ودى آخر هدية أقدر أقدمهالك.
تتذكر الهدية، تلتفت إلى صندوق الهدايا الموضوع على المنضدة، تنظر له وتتسائل:
ياترى جايبلى إيه؟
تنهض وتفتح الصندوق فتجد فستان أبيض معه حذاء وإكسسوار من نفس اللون
تنظر للأمام فى ثبات وتبتسم.
إظلام
(10)
تدق الساعة يضاء المسرح، نراها جالسة وهى ما زالت ممسكة بالفستان الأبيض، تنظر إلى حوض الاستحمام:
دلوقتى انت بتتبخر، كلها ساعة ومش هيفضل منك حاجة، حتى العضم هيتبخر، العضم، أخيرا هوصله، كان جسمى دايما بيغوص فى طبقات لحمك عشان أوصل لنقطة عضم واحدة، خسارة إنى هشوفه بس مش هقدر ألمسه، من زمان وأنا نفسى ألمسه، كان متهيألى إنى لو لمسته أبقى لمست روحك، كنت مصدقة جدا إن الروح بتسكن العضم، عشان كده العضم أول حاجة بتتخلق وآخرحاجة بتتحلل، خسارة، لو تفضل حتة عضم صغيرة ما يبوشهاش البوتاس ، سنة، ضفر، عضمة حوض ، صباع... ليه ما فكرتش أشيل حاجة من دى للذكرى قبل ما أحطك هنا، كان لازم اعمل كده...عارف ليه؟! .. لإنك هتوحشنى.. هتوحشنى جدا..في حاجات كتير فيك مش هعرف ألاقيها مع حد تانى، فى أحاسيس كتير حستها معاك عمرى ما هحسها مع حد غيرك..
مش ندم ، لأن بعدك هيساعدنى ألاقى حاجات ماكنتش فيك، وأحس أحاسيس ماحستهاش معاك.
إظلام
(11)
تدق الساعة، تفتح الإضاءة ، نراها وقد ارتدت الفستان الأبيض،
إنت كده اتبخرت تماما..
مابقاش فاضل منك حاجة، وما بقاش فاضل جواى حاجة وحشة ليك.
البقعة اللى عملتهالى راحت خلاص، ورجعت صافية ، طاهرة.
ماعنديش ذرة كراهية ليك.
وبالطريقة دى حافظت على حبك جوايه للأبد
سامحنى لو سببتلك أى ألم .
ما كانش قصدى أألمك. قصدى أطهرك.
تخرج من المسرح فى ثوبها الأبيض
إظلام
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |