قصة / الفجر يولد من جديد ـ
2008-01-01
نكبت حارتنا بامرأة حل لطف الله عليها , تخرج كل ليلة صارخة شاتمة متوعدة , واهل الحارة في نومهم العميق .. لا تبقى ولا توفر احدا , توجة اقذع الشتائم , وتقذف التهديدات بأن " تفعل وتترك " بنساء الحارة ورجالها , ويتطاير الزبد من شفتيها في نوباتها الليلية العصبية .. وكثيرا ما تلوح بسكين مطبخها متوعدة مزمجرة . مما ترك توجسا في نفوسنا , بان ترتكب حماقة على حين غفلة . والحق يقال , ان اهل حارتنا يؤذيهم حالها البائس , ويريدون للطف الله ان يطولها مرة اخرى بمؤسسة ترعاها , علها تعود الى كامل وعيها وتصبح واحدة منا وفينا , تغرق مثلنا في النوم حين يحين زمنة السلطاني , وتستيقظ ليومها الجديد , بنشاط وأمل , وتبادلنا ونبادلها التحيات والاحاديث والعلاقات الطيبة المرجوة بين الجيران . وسننسى ايامها السوداء التي أطارت النوم من عيوننا وعيون اطفالنا , بصراخها المؤذي وبشتائمها المدوية في سكون الليل , وبعربدتها المنفلتة على رجال الحارة ونسائها , لانهم يتنفسون نفس الهواء الذي يصلها , ويلاطفهم نفس النسيم الذي يرطب قيظ الصيف في بيوت الجميع , او يرى الله بها امره رحمة لها ولنا , فهو الرحيم وهو السميع .
تلك المرأة والمتلطف بها , كما يفكر البعض .. ولا اقول هذا على ذمتي او مسؤوليتي , حتى لا اتحمل وزر الخطيئة , انما انقل ما يدور وليس في ذلك ما يدل على اشتراكي بما يفكرون .. بان الله يحمل اثم تصرفاتها المنفلتة , اذ اختصها بلطفة وبتنا عاجزين عن فهم وتعليل ألطافة التي كثرت واتسعت مع تزايد شتائم جارتنا وصرخاتها المدوية في منتصف الليل , فهمنا انها تتهمنا بتنظيم اعتداء عليها , واننا نجمع القمامة ونفرغها امام منزلها , واننا نصطاد الذباب والهسهس ونجمعة ونطلقة في محيط بيتها , واننا نمارس السحر لتبقى الدنيا سوداء في وجهها , ونتآمر لنسرق الورود التي لا تألو جهدا , رغم لطف الله بها .. على رعايتها بحنو واكثارها .
وكثيرا ما اصابتنا الحيرة من عقلها الشائط في علاقاتة مع اهل الحارة والجيران الاقربين خاصة .. وقدرتها العجيبة في رعاية الورود, تخصيبها واكثارها .
والحقيقة , لولا عقلها المصاب بلطفة , دام مجدة في عليائة , لما تردد احد في التقرب والتعلم والاستفادة من خبرة جارتنا في تنمية الورود , بل ودعوتها اهلا وعلى الرحب والسعة في بيوتنا , بعد ان يعود عقلها الى مخدعة , ويتستر لسانها بمأمنة.
وللتاريخ اقول ان جارتنا نزلت علينا في يوم غائم ... ولا يدري احد كيف تم هبوطها ومن اين مصادرها لامتلاك بيتها الكبير ذي الساحات والمشارف والاحواض , وقد قارن البعض هبوطها بالهبوط الناجح على القمر . غير ان هبوط القمر له مصمموه ومطلقو آلاتة , اما هبوطها فلم يعرف اصلة ووسائلة , ولا مبتدأه ولا خبره , انما اضحى حقيقة نعايشها بقبول وتوجس بالا تكون وراء جارتنا سيرة لا تطمئن البال ولا تضيف لبيوت الحارة كرامة وصونا للشرف , وكان واضحا ان هبوطها في حارتنا هو شوكة تزداد انغراسا مع الايام , ورغم الورود المنماة في الاحواض والشرفات , الا ان الاحساس يحمل توجسا لا تفسير ظاهر له وقلقا من آت مجهول , قد لا يتناسب مع حارتنا واخلاقنا وقيمنا وحسن سيرتنا , وقد تواصل ازعاجها وزعيقها المؤذي , وحرماننا من النوم الهانيء ,واقلاق راحة بالنا , ومثولها امامنا ببشاعة لم ينتظرها احد من الخالق في خلقة الذي قيل لنا في صغرنا , بان صناعتة في منتهى الكمال والجمال والاتقان , فهل كانوا يكذبون علينا ؟! وماذا يستفدون من اخفاء الحقيقة ؟! او هي محاولة لتجربتنا في ايماننا بقدرتة ومشيئتة سبحانة في عليائة؟! . وكيف نرى الجمال في كل ما نرى ؟ وهل ابقت جارتنا شيئا من دلالات جمالها ؟! ترى ما الذي يمسخ سحنتها في عز الليل , ويحيلها شرسة تأخذ راحتنا ونومنا الهنيء , لتصلية على نار كلماتها النابية والمؤذية ؟ كنا نتأمل ونتعجب ونناشدة سبحانة .. ان يحل بنا مزيدا من الصبر والتقوى وان لا يجربنا بجارتنا , ونقيم لة الدعوات ان يبرد غيظها غير المبرر , ويطفئ حدتها الملتهبة ويخفف انذاراتها لنا بالثبور والدمار , وازاحة الغشاء عن عينيها علها تبصر نوايانا الطيبة ويرتد لها عقلها , ويطمئن بالها ويزول كربها وزعيقها , فننعم بغفوة آمنة اشتقنا لها وافتقدناها منذ ابتلينا بها .
سبحانك في علاك , لا يتم امر الابمشيئتك , ولا يرى النور انس او جان الا باذنك , رحمتك يا قدير , حنانك يا غفور .
طال انتظارنا للطف آخر , يضاف على لطف الخالق الاول الذي انعم به على جارتنا , فيعدل ما بار في خلقها , فتزول حيرتنا من حديث بعض ضعاف النفوس وقليلي الايمان من اهل حارانا , انة في عليائة ( المغفرة ثم المغفرة ) لة جولاتة وصولاتة , بعضها لأمر في نفسة او خارج عن ارادتة كما يدعون .. لا يكتمل تجلية , ولا تنتظم صنعتة , ويبقى منتقصا وعديم الفائدة للبشر , وان الامر يشبة سكة الانتاج , يخرج منها الصالح تماما والصالح اقل والباير كجارتنا .. ولكن حيرتنا بقدرتها , رغم لطفة النازل عليها .. على تنمية الورود ورعايتها بحب جلى واضح معظم ساعات النهار , اما ساعات الليل فتكرسها لشتمنا وقذفنا بسافل الكلام وبأشد التهديدات قساوة وجنونا , فكيف يتساوى الورد مع الجنون ؟!
بعض الشباب تواقحوا واعلنوا ان جنونها من جوع فرجها ,وان اشباع فرجها يضمن صمتها في الليالي التي احالتها الى معاناة طويلة لاهل حارتنا , ولكن هل هناك من يجرؤ على تطبيق هذة النظرية ؟!.
بعض الشيوخ ايقظت فيهم نظرية الشباب الفرجية , ذكريات ايامهم الغابرة , فتنافسوا في قص غزواتهم وعنترياتهم , فاضحكوا اهل الحارة , ومسكها عليهم الشباب وتساءلوا بخبث وهزء , ان كان من المعقول ان يكون شيوخا , الذين يدبون على عصيهم واحيانا على عصيين , ويقحون ويبصقون ويضرطون كل ساعات يومهم , لهم مثل هذا السجل الذي لا يخجل بة اكبر " دون جوان " عرفتة غرف النوم ؟ وان كان شيوخنا الافاضل بمثل هذه القدرة التاريخية على حرث الفرج , فكيف تحول هبوط جارتنا في حارتنا بمثل هذا الاشكال وبمثل هذة الضراوة , بمثل هذا التعطش للاذى ,وبمثل تلك الدلالات البارزة لجوع فرجها ؟! والبعض سأل ما لا جواب له , لماذا يا حضرات الرواد البواسل لم تتطوعوا لاشباع جوع جارتنا قبل أن يمسها لطفة ؟!
والواقع ان الشيوخ كالشباب , استطابوا حديث الفروج , حتى زجرهم عقلاء الحي وانذروهم بالويل والثبور والحرق بنار جهنم اذا واصلوا الخوض في المحرمات والاعراض, فالجارة , حتى الغريبة عن الحارة , والدخلية على بيوتها , لها حرمتها , فنحن العرب استثنانا الله من الرذيلة ,ووهبنا الفحولة لنستثمرها في العمل الصالح والمشروع , بالاكثار من نسلنا , وتعزيز جيوش المؤمنين الصالحين , وان الدلالة لمصيبة حارتنا بجارتنا هي مئات التجارب التي لا بد لنا ان نقف فيها بثبات وايمان , حتى لا نسقط بالتجربة الربانية ونتحول الى عبدة الشيطان لعنة الله علية , وان لا ننسى ان لسبحانة في عليائة شؤون في خلقة , ليس لنا ان نخوض فيها حتى لا نقع بالمحظور , وانه تبارك اسمة , لا ينتظر اقتراحتنا , ولا ينقصة صواب الرأي وحسن التدبير , وانه لو شاء للطف لسانها او اخرسها , وانه لو شاء لبعث اليها فحلا يضمها الى حريمة بدل وحدتها القاسية .. ويروضها ويشبعها فما وفرجا , فتطيب حالها وتستقر نفسها , ولكن مشيئتة لم تكن كذلك , فالحذار من الخوض في شؤونة ..
قال شاب يلوح البريق في عينية , ان عقلاءنا زجرونا عن حديث الفروج بتهديدنا بالويل والثبور ونار جهنم , وفتحوا حديث الفحول , اي اننا عدنا لنفس المنطقة المحظورة , نتداول فيها لحل اشكالاتنا , ولكن لم يثبت حتى اليوم ان امة تحررت بقدرة فحولها على حرث فروج الغزاة , او ان اشكالياتنا حلت بقدرتنا الفحولية .. فهذا يعيد الحديث الى اصلة , والى نفس المناطق المحظورة التي منعنا عنها عقلاء حارتنا , وهو يثبت اننا شبابا وشيوخا حرث الزمن في عقلهم وعقلنا , مصابون بنفس الداء .. وان العقل في هذة المنطقة , يخرج في اجازة .. ويبدو ان اجازتة طالت وهي بسبب ما نعانية من الهبوط الغريب لجارتنا في حارتنا ..
اشتدت قوه صراخ جارتنا واستمرت لزمن اطول , وصرنا نسمع عويل الذئاب بين صرخاتها وكأنها تتحول الى امرأة ذئب , وقد ارتعد الرجال قبل النساء .. والتصق الاطفال يامهاتهم رعبا , ولم يجرؤ احد منهم على عبور الشارع بقرب بيتها الا ركضا سريعا ومن الجهة البعيدة , وتساءل البعض ان كانت جارتنا حقا امرأة , ام هي فحل بثياب تمويهية بقصد الفتك بحرمات الحارة ؟ واشتعلت الاضواء الحمراء , واحس اهل الحارة بالخطر المحدق ,وقال البعض لعل المخفي اعظم , وغرقنا في حيرتنا .
ربنا هبنا من لدنك رحمة , وعزز ايماننا واحفظ لنا كرامتنا .
استقر رأي حارتنا بعد ان اعياها الحال ,وتكاثرت الوساوس والهواجس , ان يستنجدوا بالحارات الاخرى , فالمصيبة قد تلحق بهم ان لم نتدارك الامر ونوقف الشر المتزايد .. حقا لا يمكن انكار نخوة ابناء الحارات وهمتهم المباركة , فتوافدوا جماعات جماعات لمد يد العون ودعمنا من الآفة المستفحلة .. وبعضهم اكتفى مشكورا بالدعوات الحارة , لخالق الارض والسموات , ان ينصر المؤمنين الصامدين على الشر والاشرار , فاقيمت الموالد في حارتنا , ترحيبا بالامدادات من اصلب الرجال .. وذبحنا الذبائح ,واكلنا ودبكنا ولوحنا بسيوفنا امام شرفتها .. ومع ذلك لا يبدو ان جارتنا فهمت ان هذة الجحافل والسيوف هي لوقف استفحال شراستها وعدوانها , بل استمرت بصراخها الليلي المؤذي مما ارهق رجال الحارات وحرمهم من الخلود للنوم والراحة , ومع ذلك لم يتخلوا عنا الا بعد ان نفذ مخزوننا من الارز والخراف , فرجع كل الى حارتة معلنين بصلابة انهم على استعداد دائم , اذا ما تواصل استفحال الامر , ان يعودا من جديد لدعم صمودنا وتقوية شكيمتنا , ودعوا لنا بالخير والوفاق , فشكرناهم على نخوتهم , وودعناهم بمثل ما لاقيناهم من ترحاب .
ويبدو ان جارتنا انتظرت هذة اللحظة ... بعودة الطوابير الداعمة الى احيائها , فازداد جنونها.. وبدأت تخرج لشوارع الحارة وازقتها في ساعات الليل والنهار , تعترض النساء والاطفال , صارخة شاتمة ملوحة بقبضتها , فلم يجد البعض حلا الا مغادرة الحارة , خوفا ورعبا من اذاها , بعد ان بات واضحا اننا لا نملك ما نطعم بة طوابير الدعم من الحارات الاخرى .
حقا , اهل الحارة لم يكونوا قاصرين عن "فلخ نيعها" اما ما زجرهم فهو اباؤهم عن تلويث رجولتهم بالتشاطر على امرأة مصابة بلطف اللة .
اسودت دنيانا ولم يعد لحياتنا معنى , ولم ندر كيف وصلنا لهذه الحال ومن اين ابتلينا بهذا المأزق؟
حال الجارة تزداد سوءا وعدوانا وباتت البيوت التي تركها اصحابها مرتعا خصبا لانفلاتها , كانت بلا اهل ليردوها عن غيها.
لا نعرف من اين هبطت علينا , وهل لها زوج , ام انة كان ونفق بعد ان رأى حالها ؟ وكيف تصير حال كرامتنا اذا مددنا ايدينا عليها ؟!
بعض الشباب . تنظموا وتسلحوا بالعصى لردع انفلاتها , الا ان كبارنا زجروهم وافهموهم ان للجار مهما استجار حرمتة , فكيف والحال مع امرأة وحيدة ومصابة بلطف الله .. ؟! ادعوا لها بالرحمة ؟؟
ولكن الله , سبحانة في علاه , لة كما يظهر رأي مختلف , طرقة ليست دائما مفهومة لخليقتة , فها هي الجارة تذهلنا وتحيرنا بوضعها مولودة في كل بيت مهجور .. ترى من اقتحمها ؟؟ وهل كان اقتحامها ميسرا ؟
وهل مقتحمها انس مثلنا او جن من المتحررين من اسر سليمان الملك . وكيف لم يلحظ أحد من اهل الحارة تغير حالها وشكلها بانتفاخ بطنها ؟! والمذهل وضعها عددا من المولودات من غير المعقول ان يحمل بة بطن وحيد , فهل هي امرأة كما فهمنا حتى اليوم .. ام جنية متمردة من اسر سليمان الملك ؟! وهل يصاب الجن بلطف الله كالبشر ؟! وهل يمكن ان يشبع انس جوع فرج جنية ؟! وكيف يمكن الجماع بين انس وجنية ؟!وهل يسمح الشرع بهذا الجماع ؟!ومن اين لهذة الجارة هذا الخصب غير المحدود , وبهذة الكثرة المستحيلة على بني البشر ؟! فهل نحن امام عجيبة دنيوية لم يسمع بها احد من قبل ؟
والمرعب اكثر ان المولودات شديدات الصراخ كأمهن , فهل انتقل لهن لطف الله بالوراثة ؟! وما الحل امامنا ؟ هل نحمل عصانا ونرحل ؟!
وبدأت تدور قصص تشابة الخيال , بان بنات جارتنا , رغم صغرهن ... يتجولن في الحارات الاخرى مطلقات صراخا ذئبيا مرعبا .. والمذهل انها لم تلد اي مولود ذكر !! بلغ الذل مداه .. وبدأ تمرد الشباب على حكم الشيوخ , واتهامهم بالمسؤولية عن التقاعس ولجم الانفلات الارعن لجارتنا في وقته , واعطاؤها المجال الحيوي للتكاثر الغريب والمذهل وبدون الاخصاب من ذكر , وقال الشباب انة بلغ السيل الزبى ,وانهم ليسوا على استعداد ليكونوا نسخة طبق الاصل عن اهلهم , وان ما يجري هو تجاوز لكل مفاهيم التجارب الالهية ببني البشر , التي يذكرها علماؤنا ويلوحون بها لزجر الشباب عن غية كما يقولون , وقد اعلن معظم الشباب انة حتى الكفر اكثر عزة من الذل والمهانة لكل العمر , وان الاصطلاء بنار جهنم اكثر رحمة من الاصطلاء بشراستها واهاناتها وبالحرمان من الراحة والنوم المتواصل , وبالتزام عدم الرد , جرت نقاشات حادة , ولكن الاجيال اختلفت طرقها وقناعتها حتى الاولاد انصتوا لحجج الطرفين وكأنهم يفهمون ما يجري.
وفي فجر هادئ عليل النسيم , رائق الاشراق , وقع المحظور , كان من الرعب التفكير فية , ويبدو انة بين الرعب والجرأة شعرة معاوية , وقد انقطعت .
لطفك ايها الخالق , مدد من قدرتك , مدد من رحمتك .
كان الاولاد, الذين لا يفهمون كما آمن الكبار .. في طريقهم لمدارسهم , كما في كل يوم .. وكل منهم يحمل اثقالة من الكتب والدفاتر والاقلام , وزوادة اليوم , وكالعادة بنات جارتنا يضججن ويعتدين على الاولاد , غير ان الاولاد هذة المرة لم يفزعوا , تسمرت انظار الحارة ولم يدروا ما يحصل .. وما هي الا لحظات حتى كانت شنطاتهم بكتبهم ودفاترهم ملقاة على قارعة الطريق , وفي يد كل ولد حجر , وبيدة الاخرى يرسم شارة النصر ..كان الفجر هادئا , ولكن حجارة الاولاد المنطلقة بتصميم جعلتة فجرا داميا.
08-أيار-2021
01-حزيران-2009 | |
20-تشرين الأول-2008 | |
دراستان علميتان رصينتان حول اليهودية والتلمود للباحث عمر امين مصالحة |
13-تشرين الأول-2008 |
03-تشرين الأول-2008 | |
22-آب-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |