تشكيل 1

بلا وجهٍ
بلا ملامح تحددُّ قامتي
بالقلبِ تهزمهُ احتمالاتُ انكسارْ
أدخل بوابةَ المدينةِ الحميمهْ
أسلمُ على الناعسين
فيسقطَ مني الصباحُ
أُقيم عزاءً لفنجانِ قهوتي
وضجيجِ طلابِ المدارسْ

. . . أسير . . .

يرافقني حذائي . . .
لم أصبغْه منذ
آّخر امرأةٍ
في غرفة باردهْ
جاءت لتمنحَ أشلائي أنوثتها
فلما دنوتُ
بردت
وقمت قميصاً ساقطاً
من حبل غسيلْ
. . . مشيتُ
خذلتني أرجلي
اذ نسيتهنَّ في الحذاءِ الامعِ
في غرفةَ المرأةِ الباردهْ

اتكأتُ على الهواء
كي أعدلَ قامتي
فاستحال الهواءُ لزوجة
ولم يحترمْ رغبتي . .
فكيف استطاعَ إذن
أن يرسمَ شكل الجموعِ
وكيف استحالت الجموعُ
قواقعْ
مرحباً . . .
مرحباً . . .
أيتها القواقعْ
أيتها المدنُ الصخريهْ
أيها التشابهْ
ومرحى فقط
للسجونْ . . .
وللملوكِ
كلُّ التفردِ
على الجموع القواقعْ
مرحبا أيها النحل
وعذراً
لجهلي تفاصبل المملكهْ

* * * *
* * * *

تشكيل 2
أدخل المدينةَ عارياً
خسرتُ أعضائي
وصورةَ أبي
ورشيت بأثداء أمي
كي يقرّوا فحولةَ العربيّْ
ونكهةِ القهوةِ المرهْ

نظرت في المرآةِ
لم أرَ وجهي
إذ هربته في الأمس
من عسكر الليل
تركته مائعاً في الظلامْ
وشكرتُ دوريةَ التفتيشِ
ثم سحبتُهُ خلفي
ونسيتْ

* * * *
* * * *

تشكيل 3

دخلتُ المدينةَ
بلا شكلٍ لأقدامي
أغسلُ الهواءَ من البارودِ
ورائحةِ العسكرِ المهزومينَ
فتحرقني فلةٌ
نَمَتْ بين بسطارينْ
. . . .
أعلِّق على الجدارِ
صورةَ أمي التي
مابكتْ يوماً عليّْ
وأنفض عن دماغي الغبارْ
وأضعهُ في آنيةِ الزهورْ
فترتاحَ جمجمتي عندها
وأصبحَ صالحاً للحياهْ

* * * *
* * * *