عشرة قصص قصيرة جداً
2008-04-22
الساعة
أخرج ساعة الجيب الأنيقة
و فتحها
نظر إلى الساعة
عند الواحدة : وجد طفلا ً يشتهي الموز.
عند الثالثة : وجد مراهقاً يقف أمام باب مدرسة البنات .
عند الخامسة: وجد رجلاً يشبهه , ينحت الحجر تحت مظلة واطئة
و عند السابعة: وجد شيخاً يجلس على كرسي الحديقة , يقرأ الجرائد في عيون المارة
و عند التاسعة: وجد دودة في مهب الترابْ .
و عند الحادية عشرة: فكر أن ينظر إلى مركز الساعة , و لكنه فرَّ مذعوراً
و خرج من ساعة الجيب الأنيقة , و تحاشى النظر إلى أي شيء يُذكره بالوقت
استعاذ بالله من الشمس, و القمر, و الظل , و تفاصيل وجهه, و قبة المقام
و سفر الخروج
ثم رفع سبابته قائلاً
أشهد أنَّ الساعة ضدَّ الماء
..........................
احتضار
يتلقى الشتائم غير عابئ بهم
فكَّر أنْ يشنق نفسه , ولكنْ مِنْ أين لهُ الحبل و الكرسي و الوقت الكافي لتجهيز المشنقة؟!
و مِِنْ أين يأتي بالحشود و الجماهير , كي تصفق و تصفر و تكبِّر احتراماً لموتهِ
فكَّر أنْ يطلق رصاصة في صدغه الأيسر
من أين له المسدس و الذخيرة؟
و هو المحبوس بين جدران و مغاليق و أبواب سميكة
كان يتلقى السياط و الركلات من كل صوب
فكر أن يدخل في نفق غيبوبيٍّ لذيذ
و لكن ركلة عنيفة
أصعدت أمعاؤه إلى الله
و زيَّنت قلبه قنديلاً
على باب الفراديس
.................................
الجريمة
أمام عشرات الشهود
مثل الجريمة بكل إتقان
و كأنه محترف
كانوا يبيعون حناجرهم
و يحركون ألسنتهم
و يسفكون اللعاب المقدس بكرم شديد
أمتع نفسه بالجريمة
و أقنعوا أنفسهم بما جرى
و كان الذي كان...
......................
حوار
-- من أين أتيت بخفة القلب
و قامة القصب
و متعة الحياة
-- وجدتها على قارعة الطريق
-- و لكن حديثك ليس منطقياً
-- لو كنت منطقياً مثلكَ , لما أتيتك أبداً
و جئتك بجيش جرار من النمل في طبق الكلام
- جاثوم
صقالة الإعدام جاهزة, أمامي ثلاثة شوارع لأعيشها....
ستنجبين لي الأولاد و البنات ,ثم أتزوج عليك ثلاثا ً من الحرائر
ثم أفاوض المتوكل "أمير المؤمنين" عن أربعة آلاف جارية, ثم أصلي ركعتين..
بعدها, ستكون صقالة الإعدام ليست جاهزة؟!
...............
ما دون خط الفقر
رغم كل المناشدات و توسلات الأصدقاء, باع أبي قبر جدي و مقامه الأبيض بألف ليرة, و اشترى لنا : ربطة من الخبز السياحي, و قطعا ً من الحلوى اللذيذة و كوكاكولا منعشة.
سعدنا كثيرا ً, و أعجبنا بالقرار الحكيم, و البصيرة النافذة لأبي, ثم توسلناه أن يبيع مقام جد أبيه.
استمرت دودة القزِّ, حتى إذا دخلت القرود المنتصبة إلى المقام, لم يعد لدينا ما نبيعه, و حدها أمي رفضت الخبز و الحلوى و الكوكا كولا, و استغربتْ عظام جدِّها, الذي غادر المقام مستعيذا ً بالله من عظام جدي
........
الشجاع الأقرع
قلتُ لها : أحبُّك ِ
لم تجبْ
قلتُ لها : قلتُ لك ِ أحبُّك ِ
لم تُجبْ
قلتُ لها : قلتُ قلتُ لك ِ أحبُّك ِ , و لم أقل لك ِ : إنَّ الشمس مشرقة , أو إنَّ السماء تمطر
لم ترتكس, و شعرت بالإهانة
قلتُ لها: أنا لا أحبك ِ
لم ترتكسْ , فاحترتُ ما أفعل بأمري, و لكنَّ المشكلة أنَّني قلت لها
............
لعلها خرافة
أبي يصطاد قلبي, و أمي تطرز وجهي,و هي تنظر إليه...
في ذلك الزمن الخرافي, مسحت أمي النجوم,و أغمض أبي التويجات على قلبي ثم مات
.....................
الورقيَّة
بعد أنْ قطعت أصابعي, وضعت ُ كلَّ أصبع في رسالة مغلقة, ثم أرسلتها إلى حبيبتي,خرجت أصابعي من الذاكرة فقطعتها ثم أرسلتها إلى حبيبتي , ثم أخرجتها مرة أخرى و قطعتها ثم أرستها , ثم أخرجتها ثم قطعتها ثم أرسلتها إلى حبيبتي, قبل أن تعود و تلقي القبض عليَّ متلبسا ً بجناية الكتابة
.......................
حبيبتي
هل لي بسكين؟
لأقطع الكرة الأرضية نصفين متخاصمين, أهديك الأجمل , و الباقي تأكله النار
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2013 | |
25-كانون الأول-2012 | |
22-تموز-2012 | |
24-أيار-2012 | |
21-شباط-2012 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |