Alef Logo
ابداعات
              

موائد الحنين مجموعة شعرية جديدة للشاعرة فواغي القاسمي

2008-05-01

عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدر للشاعرة الشيخة فواغي بنت صقر القاسمي المجموعة الشعرية الجديدة ( موائد الحنين ). المجموعة تقع في 216 صفحة، وتتضمن ثلاثين قصيدة، تصميم الغلاف والرسوم الداخلية للفنان أمين الصيرفي.
عن المجموعة تقول الناقدة هويدا صالح:
( بعد تجربة متنوعة مع الشعر المسرحي والكلاسيكي والتفعيلة؛ تطرح فواغي القاسمي تجربة شعرية متميزة؛ لها خصوصيتها، تغامر فيها بالدخول في قصيدة النثر في ديوانها الجديد "موائد الحنين" الذي تنكشف فيه روح الأنثى التي تغوص داخلها لترى عالمها الخاص، تفيد من الميراث النسوي المثيولوجي؛ فتوظف بشكل متميز أساطير عشتار وإنانا وغيرها من الربات، تحّملها هموم الأنثى المعاصرة. كما تفيد فيه من التجربة الصوفية التي عرفت كيف تجعل الأنثى موازية للكشف؛ غارقة في الوجدان والأشواق. تعرف الشاعرة في "موائد الحنين" كيف تطال فائض أحاسيسها بلغة عادية، تحلق بأجنحة المجاز، ترصد مشاعرها نحو الحبيب الذي يوازي رمزياً الوطن، والرجل المشتهي الذي يخلص الذات الشاعرة من همومها الكونية ومعاناتها التاريخية.
يتسم الديوان بجماليات اللغة وبلاغة الصور بعيداً عن الإيقاع المقيد للروح الشاعرة. تتجلي فيه الذات الأنثوية في صورة تدافع عن كينونتها؛ تتمرد أحياناً، وتحنو أخرى؛ على الرجل / السلطة الاجتماعية. كما تتسم لغته بالرهافة والشجن.
والموقف النسوي في الديوان، موقف معتدل، لا يعادي الرجل بشكل مجاني، بل هو تمرّد الذات الشاعرة الراغبة في تحقيق وجودها بجانب الرجل، وموازية له دون مزايدة أو إدعاء.
تظهر رؤية الشاعرة في مقدمتها التي قدمت بها للديوان، فهي راغبة في الاختراق الذي ربما تتحمل من أجله الاحتراق، رافضة للصمت الذي فرض قسراً علي المرأة وصار ميراثاً لها.
التجربة الشعرية في الديوان تكتنز بشكل لافت السعي إلي الضوء، وتحتفي بالروح الشفيفة التي لا تخطئ الوصول رغم تكسر الدروب، ورغم العثرات الكثيرة التي تحول بينها وبين النور هناك في مسارب الروح).
يذكر أن الإصدار الجديد يأتي في إطار التعاون بين الشاعرة فواغي القاسمي ومؤسسة شمس للنشر والإعلام، والذي تضمن إعادة طرح بعض إصداراتها السابقة؛ حيث صدر في التوقيت نفسه الطبعة السادسة من الملحمة الشعرية (عين اليقين)، الطبعة الثالثة من ديوان (ألم المسيح ردائي)، الطبعة الرابعة من مسرحية (الأخطبوط). وتصدر المؤسسة قريبًا مجلد الأعمال الكاملة للشاعرة.


شهوة الجنائز
من ديون "موائد الحنين" للشاعرة فواغي القاسمي
يا هدأةَ الليل الملهمة الحَميمة..
ها أنتِ تُرتِّبين نجومَه المطفأة على موائدِ الحنين
تمشِّطينَ شيبَ الأفولِ بأصابع الحرير
وتضفِّرينَ جدائلَ القصيدة
تستدرجينَ النُعاسَ من عيونِ آلهته
لتسكِنيها شواردَ الأحلامِ وأثير الأمنياتِ العِذاب
تسرجينَ همهماتِ الشُّجون كأوشحةٍ للدفءِ
حينَ الصقيع يفترسُ مفاصلَ الذِّكرى
توقدينَ أقمارَكِ الخافتةَ كأحلامِ التغاريد
تستجمعينَ بها شتاتَ الرياحينِ المبعثرة على سلالم الأنينْ
وتزرعينَ خُرافة التأويل كأيقونةٍ على ضفافِ اليقين،
ويا ساقيَ الليلِ الحنون
ثملةٌ كؤوسُكَ بحشرجاتِ التَّناهيد
ونشيجِ الأيامِ المأزومة
وصانعاتُ الأحزان، ما تركتْ للمسرَّات لياداً..!
تعبِّئُ قواريرَك مِن حاناتِ البَنَفسَج وغدرانِ الياسمين
تسكبُها على تعاشيبِ المواعيد ودفاترِ الذكريات
تشعلُ الرنود المعتَّقة
لتعبقَ بها أنفاسُ المساءاتِ الحالمة..
غناؤك المعجونُ بتمتماتِ النَّاي وسقسقاتِ العنادِل
يقاسمُ الأملودَ المئيدِ دلالَهُ، والنسيمَ رقَّةَ الهبوب
يتسلقُ العتماتِ الكئيبةَ
ليُلبِسَها لذةَ التراتيلِ الطروبة.
يا تلك الأرواح الهائمة كفراشاتِ الرَّوابي
يُغريكِ لهبُ النار بالتحليقِ حولَ شرائكِ الهلاك
تتراءَى لكِ الشَّرارتِ الحارقة
كبوارقِ التباشيرِ المضيئة
وتسوقُكِ رُؤَى الممكناتِ إلى النهاياتِ السَّحيقة
أيتها الأرواحُ الهائمة في رحائبِ الملكوت
مزِّقي حُجبَ العماءِ المتكثفةَ على رياضِ بصائرك
واسكبي مدادَ دمعكِ على تعاريجِ الحقول
انظري...
هل تُبصرين؟!
مَن أوهَمَ قلبَكِ ببراعةِ الألوان
وملاحمِ الضَّوءِ وصباحاتِ الحقيقة ؟!
ها أنتِ ذا تُلمْلِمينَ بقاياكِ المجروحةَ النازفةَ
بانكساراتِ هشيمِ أمانيكِ
على حُطامِ مرايا كسيحةٍ شوهاء
تتناثرُ انعكاساتُها على مفارقِ الشُّعور
فهل أدركتِ تلك الحقيقة..!
رحماكَ بي أيها الليلُ الرَّفيق
كمْ لي بعهدِكَ من قناديلِ الشُّجون
أوقدتها احتفاءً بي..
وثملتُ بكَ وثملتَ بي...
توسَّدتَ مُهجتي وأنا أسامرُكَ وأسردُ الحكايات
فتتراقص البسمةُ على ثغركَ تارةً
وتؤنِّبُني تارات...
كنتَ شاهدي على فرحي وحزني
صَحوتي وشُجوني
انتظاراتي واحتضاراتي...
فما بالُك أيها الليلُ السَّمير
شاخص الأبصار بعيدًا في متاهاتِ الكآبة !
تتحجَّرُ دمعاتُ مآقيكَ اللاهبة
فترتجُّ في أعماقي أعمدةُ السُّكون
ودهشةٌ تظلُ عالقةً في عتماتِ أفولِكَ المباغت
وسرابٌ يُغرقها في لُجَجِ الشُّرود
تلعثمُ صُورُكَ المضطربة
في البوحِ عن قادماتِ الفصول !
يا وَحْدَتي الموحِشة الأليفة
تروِّضينَ احتمالاتِ الفقد
وتستجمعينَ حشودَ الأزمنة المتثائبة
تكدسينَ غمائم الخيباتِ في قعور الغرابيل
وتنشرينَ على حبلِ أهدابِك النواعسِ
خرائطَ القسماتِ والرغائبِ المكبوتة
وتسكبينَ الضوءَ على مروجِ النبوءات
وتغرسينَ شُعلةً
في ذيولِ السَّحاباتِ الهاربة..
مُسوِّرةً ذكرياتِكِ
بتساؤلاتِ النجومِ الخوافت
وصدأةِ الأقفالِ في حاشيةِ الهموم
أيها العدمُ...
أتقنتَ عزفَ مواويلِكَ على رياضِ شرفاتِ الليل
تزرعُ الأوهامَ بسحرِ اللقاءاتِ الحائرة بين برازخ الرنين
وافتعالاتِ الولوجِ إلى نوافذِ الثرثرات
يرتابُ وعيُكَ من انتحارِ نجومِهِ
أو غبارٍ يسفكُ الرُّؤية على أرصفةِ المواعيد..
تخلعُ لباسَ النشوة عن أعراسِ الينابيع
ومنائرَ تتلو التعاويذ وتبسملُ بالرُّؤَى
أصمتها انهيار سمائك
وانطفاء صنّاجة لياليك
فهلْ كنتَ تُحيكُ جُبَّة الدّرويش بمخالبِ الخديعة
تُرتِّقُها بأسمالِ رقاعِ النهاياتِ الكئيبة!
أيها العدمُ..
هل كنتَ تمارسُ شهوةَ الجنائز؟!.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow