سيرة أسمهان في مسلسل تلفزيوني
2006-04-09
بعد ممانعة وجدال، استمرا سنوات، وافق ورثة المطربة الراحلة أسمهان (1912-1944)، على تقديم سيرة حياتها في عمل تلفزيوني طويل، يرصد أقدار هذه الفنانة التي ولدت في الماء، وماتت في الماء.
وقال فراس إبراهيم الذي يدير شركة للإنتاج الفني في سورية: "سوف يكون العمل محاولة لقراءة حياة أسمهان وعصرها بكل تجاذباته السياسية والاجتماعية، من وجهات نظر مختلفة، خصوصاً أن سيرة هذه المطربة، كانت مليئة بإشارات الاستفهام". وأضاف موضحاً تفاصيل المسلسل" لن تكون شخصية أسمهان في المسلسل مجرد أسطورة أو أيقونة، وإنما سنقدمها بأخطائها ككائن بشري، من دون أن نهمل تبرير بعض سلوكياتها، ضمن سياق الأحوال السياسية والاجتماعية التي احتضنت تجربتها خلال حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات".
من جهته أوضح المخرج نبيل المالح أنه وضع اللمسات الأخيرة على سيناريو العمل، واعتبر أن إنجاز عمل درامي من هذا النوع، يعد مشروعاً ضخماً بكل المقاييس، ويوازي أهمية صاحبة"غرام وانتقام". وأشار إلى أن التحدي الكبير الذي يواجهه كمخرج، هو اختيار الممثلة التي ستلعب دور أسمهان، إذ لم يقع اختياره بعد على فنانة بعينها، علماً أن موعد التصوير سوف يبدأ قريباً.
ولعل صورة أسمهان التي لا تزال حاضرة في الأذهان، بعد أكثر من 60 عاماً على غيابها، سوف تثير جدلاً واسعاً في الأوساط الثقافية والاجتماعية، خصوصاً لجهة تماس هذه الصورة مع طرفي النزاع في الحرب العالمية الثانية، وحقيقة دورها السياسي آنذاك، إذ ظل الغموض مواكباً لحياتها القصيرة والعاصفة، على رغم محاولات البعض مقاربة هذه المنطقة الملتبسة في مسيرتها الفنية والسياسية، والتي تضعها في مرآتين متناقضتين، تقعان بين صورة الملاك من جهة، وصورة الشيطان من جهة أخرى، ففيما يضفي بعض النقاد وكتاب السيرة، قدسية على شخصيتها، والنظر إليها كبطلة قومية، يضعها طرف آخر في مقام المطربة الملعونة، نظراً لطبيعة حياتها المتناقضة، والبوهيمية في واحدة من أطيافها المتعددة، فصاحبة"يا طيور"، و"ليالي الأنس"، عاشت حياة صاخبة، ومغامرات عاطفية، كانت مادة دسمة لصحافة الأربعينيات، بعضها طاول حياة الملك فاروق، نتيجة الصراع بينها وبين"نازلي" والدة الملك المصري الراحل.
ويشير البعض إلى اهمية الإشارة إلى الصراع المرير الذي كان يدور بين أسمهان وأم كلثوم، إلى درجة اتهام كوكب الشرق بتدبير مقتلها في حادثة الترعة الشهيرة، والتي لازلت سراً إلى اليوم.
هل سيقارب العمل الدرامي المقبل، هذه الإشكاليات، أم سوف يسعى إلى القفز عنها، مثلما حصل في أعمال مشابهة، قاربت سير بعض المشاهير في العالم العربي، هذا ما سوف تكشفه تفاصيل العمل بعد الانتهاء من تصويره، وتالياً عرضه على الشاشة؟
تجدر الإشارة إلى أن المخرج السينمائي السوري عمر اميرلاي، حاول منذ سنوات تحقيق شريط سينمائي عن أسمهان، لكنه لم يوفق آنذاك في إقناع عائلة المطربة الراحلة في الموافقة على السيناريو فطوى المشروع، كما أن السيناريست محفوظ عبد الرحمن اضطر إلى إلغاء كل ما يتعلق في سيرة أسمهان في مسلسله الشهير عن أم كلثوم.