العجوز المراهق والفوطه ردا على مقال نبيل عوده
2008-07-29
ادعاء الثقافة والمفهوميه لغة يجيدها الكثير من الناس بحذلقة وتشدق وعبارات براقة وألفاظ فضفاضة وتملق لهذا أو تمسح بذاك إلا أن البريق يخبو والخداع سرعان ما ينكشف.
قرأت مقالك العجوز والفوطة من بانياس شريان الجولان الأبي، هالني ما قرأت لكني سرعان ما ذهب عني الاستغراب إذ أن أصحاب العقول الكبيرة تناقش الأمور الكبيرة وأصحاب العقول الصغيرة تناقش الأمور الصغيرة تذكرت وأنا اقرأ هذا المقال إن صح التعبير ذاك الدكتور الذي دخل إلى غرفة العمليات لإجراء عملية قلب مفتوح لأحد المرضى فما كان منه إلا أن انشغل بثالولة بيده عن عملية القلب.
إن كل الكلام الوارد في مقالك ليس إلا غضبا لنفسك من كلمة قيلت هنا أو جملة رميت هناك وكان الأجدر بك يا نبيل وأنت تدعي الحصافة والمفهوميه أن تترفع عن هكذا مواقف فتاريخ الحركة الفكرية عبر التاريخ تشهد النقاشات والجدل واختلاف وجهات النظر والنقد السليم أو حتى الجارح ولكنك أبيت إلا الإسفاف فرحت تخدش حياء القراء الأعزاء بأمثلة تغرق في إباحيتها وجنسيتها مهتما بوصف الأشياء وكان المقصود أن تروي لنا قصة هابطه لا العبرة منها وهذا وضع يصور يا نبيل سوء حال لرجل يظهر عليه المشيب الذي اختلط مع أثار المراهقة أم أن فاقد الشيء لا يعطيه.
إن ادعاء الثقافة والمفهوميه لغة يجيدها الكثير من الناس بحذلقة وتشدق وعبارات براقة وألفاظ فضفاضة وتملق لهذا أو تمسح بذاك إلا أن البريق يخبو والخداع سرعان ما ينكشف لان تصرف الإنسان يجب أن يكون مرآة لثقافته ومسؤوليته تنبع من مستواه فالتعامل أساسا قائم على : يليق أو لا يليق، يقدم الخير أو يقدم الشر وهكذا ذكرني مقالك يا نبيل وانت غاضب لنفسك تضرب أمثلة غارقة بالإسفاف والابتذال بطفلتي الصغير عندما طلبت منها ابنة عمها كيس شراب فآثرتها ابنتي على نفسها وناولتها كيس شرابها لكن ابنة عمها قالت لها لا (أقرف) عندها شعرت صغيرتي بالغضب وقالت إذا هاتيه ولا تلعبي معي ودخلت البيت.
هذا تصرف لطفلة صغيره في موضع الغضب تكون هكذا نتيجته ونحن مهما بالغنا بإصدار الأحكام عليها فانه تصرف من صغيره ولكن ما يبرر صنع الكهول وما يشفع لهم إن هم ملؤوا الدنيا صراخا وزعاقا بلا جدوى ولسان حالهم يقول ألا لا يجهلن احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين.
لست وحيد عصرك وفريد زمانك حتى تنزه عن النقد أو الكلام فرضاء الناس غاية لا تدرك ولكن الحكيم يا نبيل عوده من استطاع أن يستفيد من النقد ويوظف التجريح في فهم الآخرين وان يخاطبهم على قدر عقولهم – طبعا هذا إن كان عقل المخاطب اكبر من عقل المخاطب – والحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها ولا مانع أن يتعلم من الهنود الحمر ومن الذين وصفتهم هامزا لامزا بالنصوص الجامدة والأوراق الصفراء وما إلى ذلك من عبارات تظهر توجها بات واضحا للعيان ولكنها كغيرها زوبعة في فنجان تمضي وتبقى النصوص والاراء و الأوراق الصفراء كنوز الحضارة ونبع العلم ومشاعل الخير ومنارات الهدى والصلاح لان البقاء للأصلح فما من تيار فكري أو حركة شعبه أو تجمع بشري على مدار تاريخ الشعوب والدول والحضارات والأمم إلا كان هذا المعيار مرجعا وقاعدة فالحتمية التاريخية ستلفظه إلى حيث يليق به وهكذا الشأن مع من تسكع في الأحزاب وتكسب في التيارات حتى يصل به الحال لان يكون موقوفا عن العمل وعاطلا في مكاتب البطالة فيستجدي منفعة ببريق ووهم هو الخدمة المدنية ويعمل كبوق دعائي للضحك على أبناء شعبنا من اجل الالتحاق بها وراح يجند نفسه ويسخر طاقاته من اجل هذا السبيل كأنه الطريق الذي ينال به أبناء هذا الوطن حقوقهم المسلوبة ويرفعون عن أنفسهم أنواع العنصرية والتمييز وكأننا أيتام نستجدي الطعام على موائد اللئام ولكنها مقولة العربي الابى تموت الحرة ولا تأكل بثديها.
ابو العلاء عبدالله الناصره
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |