(( خريطة طريق)) للصحافة الثقافية السورية
2006-04-09
ماذا لو استيقظ ناقد ما، ذات صباح أمام مهمة عصيبة تتعلق هذه المرة برسم (( خريطة طريق)) للصحافة الثقافية السورية ؟
سوف يتناول أكثر من فنجان قهوة (( سادة )) بمجرد أن يجد أمامه على الطاولة كومة من المجلات للصحف والدوريات التي تصدر بحكم العادة والواجب منذ عقود وسوف أحاول هنا تذكر بعضها : ( الموقف الأدبي، الأسبوع الأدبي، الكاتب العربي، الآداب الأجنبية، المعرفة، الحياة المسرحية، الحياة السينمائية، الحياة التشكيلية، الحياة الموسيقية، ) ولضمان صر هذه الكتلة لابد من وجود ( ملحق الثورة الثقافي).
الناقد الذي وجد نفسه فجأة في جحر فأر يبعد خطوات عن المصيدة يتناول فنجانه الثاني وهو يتصفح الأسبوع الأدبي فيقرر منذ البداية أن هذه الصحيفة تصلح لأن تكون ( جريدة حائط ) أو مكانا للإعانات الخيرية نظرا لارتفاع ثمن المكافأة ودليل هذا الأمر هذا الأمر عشرات الأسماء المجهولة بصور شخصية مسحوبة من ذاتيات الأعضاء قبل عقدين من الزمن على الأقل. هنا ستجد كل ما يتعلق بسقط المتاع الأدبي: قصائد عمودية ركيكة الصور، مراجعات نقدية خلبية، بقايا قصائد وخواطر عن الانتفاضة والإمبريالية و( الكيان الصهيوني ) والعولمة، وزوايا تعبوية عن الأدب الملتزم.
أين يضع هذا الناقد مثل هذه الصحيفة ؟
قبل أن يقرر وضعها في مكان ما على الخريطة حاول أن ينكش أسنانه بمجلة من المجلات المتراكمة أمامه على الطاولة، فوجد مجلة ( المعرفة ) التي تصدرها وزارة الثقافة. كان يقلب الفهرس فلم يجد ما يشفي غليله، واعتقد لوهلة أن كل محتويات هذه المجلة تعود إلى نصف قرن على الأقل: رسائل ماجستير، بحوث مدرسية لدكاترة جامعات أرادوا أن يتخلصوا منها فنشروها في هذا المنبر، ومواد أخرى متعفنة في الأدراج.
هنا صب فنجان قهوة ثالث وشعر بضيق في رئتيه، فنهض وأزاح الستارة عن نافذة غرفته وفتح صدره للهواء، ثم عاد ليصطدم بمجلات ( الحيوات ) ، أقصد المسرحية والسينمائية والموسيقية الخ،
قال لنفسه : هذه مجلات ( موتى) لاحياة فيها، وهي تشبه الورطة للقائمين عليها، إذ لا حياة في المسرح، ولاحياة في السينما، ولاحياة في التشكيل، على الأقل في ما يتعلق بمحتوياتها ( البائتة )
أخيرا وجد نفسه وجها لوجه مع ( ملحق الثورة الثقافي ) وصرخ بصوت عال ( ياللهول )
يا للهول للإنشاء الرديء من افتتاحية الملحق إلى مؤخرته .. فضيحة ثقافية كاملة الدسم : اسبونسرات ثقافية غير معلنة، ومصائد لأقلام فتيات مجهولات، ومواد بائسة، وقبل ذلك كله ( تحرير بائس ) !
وعندما وجد نفسه في مأزق خطير نظر إلى خريطة الطريق وبنودها فلم يتمكن من كتابة بند واحد لمصلحة ( دولة الثقافة المستقلة ) . هكذا قرر أخيرا إعلان خريطة طريق أخرى، يراهن فيها على الثقافة الإلكترونية بوصفها ( الحل النهائي والعادي لهذا المغطس التاريخي للثقافة السورية، إذ أن معظم الأقلام الرصينة وجدت نفسها خارج الصحافة الورقية الرسمية، فاتجهت إلى الشبكة العنكبوتية لتغزل نسيجها الخاص مثل ( بينلوب ) تنتظر عند عتبة الباب.
وهكذا أيضا قفز الناقد فجأة واتجه إلى شبكة العنكبوت، وهناك التقى بعشرات الأسماء التي كانت تبحث عن ملاذ آمن لنصوصها فكتب في خريطة الطريق الجديدة: هل ستكون الصحافة الثقافية الإلكترونية بديلا للصحافة الثقافية المكتوبة في سورية؟
ذلك أن الأمر لم يعد عابرا، بعد أن فقد الجميع تقريبا الأمل من صحافة سجالية على الورق واقترح على ( ألف ) أن تطرح هذا السؤال على أصدقاء الموقع بصيغة أخرى:
ـ هل الصحافة الثقافية الإلكترونية السورية ظاهرة تستحق التأمل وهل ستكون بديلا فعلا ؟
السؤال برسم الإجابة.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |