وهي تستقبل وزير الثقافة الجديد ألف تفتح ملف الفساد الثقافي
2006-04-09
تقرير مخابراتي دون أجر موجه إلى رياض نعسان آغا وزير الثقافة الجديد
وزارة الثقافة فساد مستشر والإنتاج الثقافي في ذيل قائمة الأولويات،
منذ تأسيسها عام 1959 وحتى بداية عام 2000 لعبت وزارة الثقافة السورية دورا تنويريا مهما ورائدا إن كان في سورية أو البلدان العربية. وتجسد دورها الحضاري والتنويري بشكل أساسي في إصداراتها وعروضها المسرحية وأفلامها، هذا الدور ما كان ليكون لولا الاستقطاب التي قامت به الوزارة لخيرة مثقفي وكتاب ومترجمي سورية، فالوزارة وخلال أكثر من أربعين عاما فتحت ذراعيها لمثقفي سورية من مختلف المشارب الفكرية والسياسية.
ولم تكن تضع أي فيتو على أي مثقف. وهذا ما ميزها عن الوزارات الأخرى. لا بل أن السلطة غضت النظر عن تركيبة وزارة الثقافة بشكل مقصود لتترك هامشا مهما لفئة المثقفين لينتجوا إبداعاتهم، وليعقدوا مع السلطة عقدا غير مكتوب، لتبادل المنافع. فالسلطة تتيح المجال للمثقفين وتمنحهم منبرا إبداعيا ومجالا حيويا لإ نتاج مشاريع فكرية وفنية مميزة، بينما المثقفون يتفرغون لمشاريعهم الإبداعية والفنية ويبتعدون عن الدور السياسي المباشر، مقتنعين أنهم يؤدون دور المفكر النبيل ويتركون (دنس) السياسة وبذاءاتها للآخرين!!
وبغض النظر عن رأينا بهذا الوضع إلا أنه لا بد لنا من القول إننا ربحنا خلال عدة عقود سلاسل فكرية وأدبية مهمة وربحنا عروضا مسرحية نوعية وكذلك أفلاما ومهرجانات.
إن نظرة سريعة على بعض الأسماء التي رعتها وزارة الثقافة وأنتجت لها تعطينا فكرة عن دور الوزارة التنويري والحضاري الذي لعبته
(أنطون مقدسي- أنطون حمصي- محمد كامل الخطيب- حنا مينة – ميشيل كيلو- صالح علماني- سعدالله ونوس- فواز الساجر- محمد ملص - عمر أميرالاي- خليل الرز- عبد السلام العجيلي- بندر عبد الحميد- نزيه أبو عفش- عبد الكريم ناصيف- أديب اللجمي- ممدوح عزام- أسعد فضة- محمد عمران-سعيد حورانية..)
هذه الأسماء على سبيل المثال و ليس الحصر وبغض النظر عن فترة عملهم في الوزارة أو رعاية إنتاجهم..هذا غير تبني أعمال ومعارض عشرات من الفنانين التشكيليين واقتناء أعمالهم.
الانهيار
مع مجيء مها قنوت إلى وزارة الثقافة بداية عام 2000 وحتى الآن انهارت صروح وزارة الثقافة التي بناها مثقفو سورية وتحولت خلال ست سنوات إلى وزارة تنافس وزارة السياحة على عملها وهذا في أحسن الأحوال أو قل جمعية خيرية مهمتها رعاية معدومي الموهبة والاستمرار بمنح رواتب للفنانين والمثقفين مع عدم الرغبة في إنتاج أي شيء ذو قيمة إن كان في المسرح أو السينما أو...
والاهم تحول مديريات وزارة الثقافة إلى اقطاعات خاصة بالمدراء
دار الأسد
بعد خمس وعشرين سنة من وضع حجر الأساس ينجز مشروع المسرح القومي باسم جديد هو (دار الأسد للثقافة والفنون)ويفتتح في عام 2004 ويعين نبيل اللو مديرا لها ومنذ بداية عهد اللو اعتبر أن الدار اقطاعة خاصة منحت له فأصبح يكافأ المتزلفين ويعاقب من خرج عن طاعته كونه ولي الأمر ووصلت به الجرأة إلى حد يطلب مبالغ كبيرة من بعض الفنانين والمخرجين ليسمح لهم بالعرض بالدار والا تغلق الدار في وجوههم مثلا منع الفرقة السيمفونية السورية من إجراء بروفاتها في الدار ومنحها للمطربة أصالة نصري !!طلب مبلغ مائة وخمسين ألف ليرة من الفنان حسام بريمو (حسب ما جاء في جريدة السفير في مقالة للزميل راشد عيسى مؤخرا).. التعامل مع الموظفين بشكل سيء وطرد بعضهم قبل مضي سنة على تثبيتهم، وأمام هذا الوضع حاول وزير الثقافة السابق د. محمود السيد إقالة اللو من منصبه إلا أنه لم يستطع وجاءته الأوامر العليا بالاعتذار منه وطي قرار الإقالة، كما أصبحت معروفة قصة إساءة اللو وبعض موظفيه لبعض مخرجي السينما أثناء فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر!!
تحجيم مديرية التأليف والترجمة
حسب سجل مديرية المطبوعات في الوزارة لعام 2005، كانت الخطة طبع ( 113 ) كتاباً، صدر منها حتى نهاية2005 ( 89 )كتاباًُ فقط، حصة مديرية التأليف والترجمة منها 16عنواناً فقط!!، مع 10 عناوين للسلسلة الشهرية آفاق ثقافية ، فيما توزعت العناوين الأخرى علي مديريات ومؤسسات الوزارة الأخرى. فنجد 30 عنواناً ضمن سلسلة الفن السابع التي تصدرها المؤسسة العامة للسينما، و14 مجموعة قصصية للأطفال، تصدرها مديرية ثقافة الطفل في الوزارة
بينما بلغت حصة وزير الثقافة السابق كمؤلف خمسة عناوين من أصل (89 ) عنوانا من مطبوعات الوزارة وهي (كلمات تربوية- كلمات ثقافية- دراسة تطور الأهداف التربوية في سورية تحليلا وتصنيفا-في الأداء اللغوي-..) والكتابان الاولان هما عبارة عن الكلمات التي ألقاها الوزير في المهرجانات والملتقيات والمناسبات عندما كان وزيرا للتربية وفيما بعد وزيرا للثقافة، وباقي كتب المديرية تراكمات سابقة لمديرية التأليف والترجمة، قسم منها غير جدير بالطباعة والقراءة، مثال مجموعة جمانة طه القصصية (صمت أزرق غامق) والتي لم يوافق أي من قراء المخطوطات في الوزارة علي طباعته في عهد قاسم مقداد، إلا أنه طُبع دون موافقة مديرية التأليف.
وتعاني مديرية التأليف والترجمة من التدخلات والافتئات على عملها من قبل جهات أخرى في الوزارة فكثيرا ما يتفاجأ العاملون في المديرية بطباعة كتاب لم يمر عليهم أو كتاب تم رفضه كما في المثال السابق. أو كتاب كان منشورا سابقا في الوزارة بداية الستينات وأعيد طبعه في وزارة الثقافة ككتاب عبد اللطيف يونس (ثورة الشيخ صالح العلي) وهو على حد قول أحد المدراء بوزارة الثقافة كتاب بعيد عن العلمية وفيه من الإنشاء الشيء الكثير.
و الوزارة لا تطبع أكثر من ألف نسخة من كل عنوان، باستثناء قصص الأطفال وبعض الإصدارات النوعية التي تبلغ ألف وخمسمائة نسخة (حسب ما جاء في جريدة تشرين في مقال للزميل أحمد الخليل).
إقطاعية الرقابة الداخلية
والطريف أن مدير الرقابة الداخلية بالوزارة (سعد سلطان) ترك كل مديريات الوزارة وفسادها وجاء ليبحث عن الفساد في مديرية التأليف والترجمة فما كان من مدير التأليف الأستاذ محمد كامل الخطيب إلا أن طرده من مكتبه قائلا له (ابحث عن الفساد في الأمكنة التي تعرفها)
سعد سلطان هذا هو بالأساس من ملاك القيادة القطرية لحزب البعث كان مديرا للمركز الثقافي السوري في موريتانيا، وبعد أن طبعت موريتانيا علاقاتها مع إسرائيل أغلقت سورية مركزها وأوعزت لسعد سلطان بيع ممتلكات المركز والعودة إلى سورية
باع سلطان ممتلكات المركز الثقافي وجاء إلى البلد دون أن يدقق أحد في كيفية بيع هذه الممتلكات والمبالغ المحصلة وترك الأمر لضمير سلطان ولذمته (الواسعة). جاء سلطان إلى وزارة الثقافة متنمرا على نجوى قصاب حسن الوزيرة السابقة، والتي تخاف من خيالها فادعى أنه مدعوم ووراءه أجهزة مخابرات، فعينته مديرا لمطبعة الوزارة. فكان أن عاث فيها فسادا وأفرغها من خبراتها وعمالها الأكفاء. وبعد ذلك تمت مكافأته وترقيته إلى منصب مدير الرقابة الداخلية وأصبحت له الكلمة الفصل في كل شيء. فطغى على الدكتور محمود السيد ليكون الوزير الفعلي فيعاقب من يريد وينقل من يريد. ومن أهم إنجازاته إعادة لؤي شانا مدير المسرح القومي في اللاذقية إلى مركزه بعد إقالته منه، رغم عشرات تقارير الفساد المرفوعة بحق لؤي شانا. خاصة وضع أسماء وهمية في العروض المسرحية وتقاضي أجورها وسرقة النصوص المسرحية ووضع اسمه عليها. وفي كل مرة تتم حماية شانا من قبل صديقه سعد سلطان الذي أصبح القوة الضاربة في الوزارة وتحول مكتبه إلى قسم شرطة للتحقيق وإشاعة الخوف في الوزارة. وهنا نذكر حادثة طريفة له، كان سلطان يحقق بنص مسرحي تبناه قومي اللاذقية وهذا النص كان موضع خلاف بين الكاتب جوان جان و لؤي شانا حيث اتهم جوان شانا بأنه سرقه منه وغير العنوان وعندما حقق سلطان بالمسألة وهدفه حماية شانا اتهم سلطان الكاتب جوان بأنه لا يتعاون مع التحقيق فما كان من جوان إلا أن قال له ذكرتني باتهام سورية بأنه لا تتعاون مع التحقيق في مقتل الحريري.
حلف جديد
ومنذ ثلاثة أشهر استقدم الوزير بناء على اقتراح سلطان مدير إداري جديد هو بسام ديوب كان سابقا موظفا في الاسكان العسكري ونشأ منذ مجيء ديوب حلف مقدس في الوزارة بين سعد سلطان وبسام ديوب وأصبح الاثنان يقررا كل أمور وزارة الثقافة خاصة في ظل وجود وزير محترم وطيب وغير حازم، فكثيرا من قرارات الوزير يوقفها بسام ديوب بحجة عدم قانونيتها ويماطل في أغلب المعاملات، كما أصبح مكتبه مكتبا للعلاقات العامة وتوسيع صلاته مع المؤسسات الأخرى، ووصل الأمر ببسام ديوب بأن يفسر مرسوم جمهوري على هواه وهو مرسوم طبيعة العمل الذي أقر في 162005 حيث يمنح طبيعة العمل لبعض المدراء ويحجبها عن باقي الموظفين مع تقديم مسوغات قانونية مزيفة!!.
موظفو الوزارات الأخرى في الثقافة
مع رحيل الدكتورة نجاح العطار ومجي مها قنوت ثم نجوة قصاب حسن ثم د. محمود السيد غصت وزارة الثقافة بموظفين جدد فكل وزير يجيء بطاقمه رغم وجود كادر كبير وكفؤ في الوزارة فكان أن امتلأت مكاتب الوزارة بموظفين من الاتحاد النسائي ووزارة التربية والتعليم العالي...مع تحييد موظفي الوزارة الأصليين ووضعهم على الرف. وكثير من هؤلاء الموظفين تم انتدابه إلى وزارة الثقافة لتتحمل الوزارة أعباء مالية هي بالأساس في غنى عنها، مثلا أغلب مدراء الثقافة هم من خارج ملاك وزارة الثقافة كمدير ثقافة دمشق مثلا غسان كلاس (وزارة الكهرباء) ومن المعروف أن مدراء الثقافة يشارك بتعيينهم المحافظين مما يعني دخول المحسوبيات على الخط وبالنتيجة تفرغ المراكز الثقافية من جمهورها وتكون خطة المراكز هي (أضعف الإيمان) فمن يعرف نشاطا هاما قامت به مديرية الثقافة بدمشق منذ سنوات أو ثقافة الحسكة أو اللاذقية؟!... النشاط الثقافي الحقيقي والتنويري يغيب ليحل محله نشاط الجامع الذي يخلق القاعدة المادية الصلبة لإنتاج الخرافة والغيبيات وربما الأصولية التي تعني غياب العقل والعقلانية وسيادة التطرف والإقصاء والإلغاء وتدمير كل التراث العقلاني والثقافي الذي ساهمت في إنجازه وزارة الثقافة ومثقفي سورية خاصة في ظل الظروف الحالية وضعف الدعم الثقافي وممالئة الاتجاهات الإسلامية، ففي سورية حوالي عشرة آلاف جامع بينما عدد المسارح لا يتجاوز عدد الأصابع وقل الأمر نفسه على دور السينما..
المسرح السوري والتخبط الإداري
مديرية المسارح و الموسيقى ما تزال حتى الآن غارقة بإشكالات إدارية فرغم تبدل الإدارات بعد تقاعد الفنان أسعد فضة لم نلمس حتى الآن فروقاً هامة في أداء المديرية، بل نستطيع القول أنها كانت لعام انقضى في إجازة تشبه السبات الشتوي، بعدما استعادت ،قبل عام، مهرجانها الذي توقف لسنوات، لكنها استعادة شكلية فقط، لم تنجح في تفعيل المسرح داخل سوريا، أو على مستوى المديرية، و اكتفت المديرية بالقليل من نشاطها. كمهرجان بصرى الذي انكفأ إلى حدودٍ دنيا من التألق، بعدما تقرر أن تشرف عليه، العام القادم، محافظة درعا. وما تزال مديرية المسارح تنتظر مرسوم تحويلها لهيئة عامة ذات استقلال مالي وإداري (حسب ما جاء في صحيفة تشرين)، ومنذ مجيء جهاد الزغبي إلى المديرية وهو يحاول البقاء في منصبه كونه مكلف بتسيير الأمور فالحفاظ على المنصب هو الأساس الآن قبل أية خطة مسرحية فعلية.
أما الإدارة السابقة في مديرية المسارح فتم الاكتفاء بإقالتها كما العادة دون محاسبة أي من الفاسدين فيها والإجراء الوحيد المتخذ هو النقل إلى مديرية أخرى لبعض الموظفين كما في حالة عثمان عثمان الرجل الأشهر في وزارة الثقافة.
مهمات وسفر
إن اختيار موظفي المراكز الثقافية الخارجية تتم حسب الواسطات والدعم كون الراتب يتراوح بين ستة آلاف وثمانية آلاف يورو مثلا في المركز الثقافي السوري بأسبانيا ترشح مدير ثقافة دمشق السابق محمد أحمد علي (أو شادي) وماهر قباني المحاسب في الوزارة والوحيد الذي سافر إلى المركز في أسبانيا وجاء في موقعه تماما هو الدكتور رفعت عطفة والباقي تنفيعات، وقل الأمر نفسه في مركز البرازيل أو إيران ..لا بل يرشح أحيانا أشخاص من خارج وزارة الثقافة بناء على ترشيحات حزب البعث
أما بالنسبة للمشاركة في المهرجانات والفعاليات والمهمات الخارجية فهي تقتصر على بعض المدراء والمقربين والمتزلفين.
مشكلة النقل والطبابة
موظفو الوزارة يعانون من مشكلة النقل فلا سيارات مخصصة لهم كباقي الوزارات ومتروك أمرهم للياقتهم البدنية حيث الجري وراء المكاري صبح مساء هذا غير فقدان الاهتمام الطبي بهم أو صرف الوصفات الطبية لهم مثل باقي المؤسسات، بينما يتنعم بعض الموظفين والمدراء بسيارات الوزارة ومخصصات وقودها حسب القرب من أصحاب القرار وقوة تأثيرهم على الوزير.
مديرات مكتب الوزير !
هناك أمر ملفت في أغلب ادارت الدولة وهو أن مدراء مكاتب الوزراء دائما لهم الحظوة وغالبا ما ينقلون إلى أمكنة هامة ومؤثرة مثلا ملك ياسين كانت مديرة مكتب الوزير المسائية عينها الوزير مديرة لثقافة الطفل دون أن يكون لديها أية مؤهلات لهذا المنصب وقبلها رائدة صياح مديرة مكتب نجوة قصاب حسن، ولا ندري ما مصير فاتن مرتضى الآن وهي القادمة من وزارة التربية مع الدكتور محمود السيد؟
ما جاء آنفا لا يعدو كونه توصيفا لما تعانيه وزارة الثقافة من فساد وخلل ادراي كبير يؤدي لتدمير الثقافة وانحطاطها وما نتمناه أن يسارع الوزير الجديد الدكتور رياض نعسان آغا إلى علاج ناجع وخاصة إعادة هيكلة الوزارة إداريا ومحاسبة المقصرين وكف يد المتطاولين على شؤون الثقافة خاصة (فرقة الدبيكة) والمزايدين الذي يعدون العدة الآن للانقضاض على الوزير الجديد (لتطبيقه) قبل أن يستعمل قفازه الحديدي في وجوههم، وفسح المجال للأكفاء والمثقفين ليقوموا بدورهم في الوزارة التي من المفترض أن يكون دورها الان كدور وزارة الدفاع بل أهم منها.
ألف- خاص
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |