وهي تستقبل وزير الثقافة الجديد ألف تفتح ملف الفساد الثقافي
2008-08-04
تقرير مخابراتي دون أجر موجه إلى رياض نعسان آغا وزير الثقافة الجديد
وزارة الثقافة فساد مستشر والإنتاج الثقافي في ذيل قائمة الأولويات،
منذ تأسيسها عام 1959 وحتى بداية عام 2000 لعبت وزارة الثقافة السورية دورا تنويريا مهما ورائدا إن كان في سورية أو البلدان العربية. وتجسد دورها الحضاري والتنويري بشكل أساسي في إصداراتها وعروضها المسرحية وأفلامها، هذا الدور ما كان ليكون لولا الاستقطاب التي قامت به الوزارة لخيرة مثقفي وكتاب ومترجمي سورية، فالوزارة وخلال أكثر من أربعين عاما فتحت ذراعيها لمثقفي سورية من مختلف المشارب الفكرية والسياسية.
ولم تكن تضع أي فيتو على أي مثقف. وهذا ما ميزها عن الوزارات الأخرى. لا بل أن السلطة غضت النظر عن تركيبة وزارة الثقافة بشكل مقصود لتترك هامشا مهما لفئة المثقفين لينتجوا إبداعاتهم، وليعقدوا مع السلطة عقدا غير مكتوب، لتبادل المنافع. فالسلطة تتيح المجال للمثقفين وتمنحهم منبرا إبداعيا ومجالا حيويا لإ نتاج مشاريع فكرية وفنية مميزة، بينما المثقفون يتفرغون لمشاريعهم الإبداعية والفنية ويبتعدون عن الدور السياسي المباشر، مقتنعين أنهم يؤدون دور المفكر النبيل ويتركون (دنس) السياسة وبذاءاتها للآخرين!!
وبغض النظر عن رأينا بهذا الوضع إلا أنه لا بد لنا من القول إننا ربحنا خلال عدة عقود سلاسل فكرية وأدبية مهمة وربحنا عروضا مسرحية نوعية وكذلك أفلاما ومهرجانات.
إن نظرة سريعة على بعض الأسماء التي رعتها وزارة الثقافة وأنتجت لها تعطينا فكرة عن دور الوزارة التنويري والحضاري الذي لعبته
(أنطون مقدسي- أنطون حمصي- محمد كامل الخطيب- حنا مينة – ميشيل كيلو- صالح علماني- سعدالله ونوس- فواز الساجر- محمد ملص - عمر أميرالاي- خليل الرز- عبد السلام العجيلي- بندر عبد الحميد- نزيه أبو عفش- عبد الكريم ناصيف- أديب اللجمي- ممدوح عزام- أسعد فضة- محمد عمران-سعيد حورانية..)
هذه الأسماء على سبيل المثال و ليس الحصر وبغض النظر عن فترة عملهم في الوزارة أو رعاية إنتاجهم..هذا غير تبني أعمال ومعارض عشرات من الفنانين التشكيليين واقتناء أعمالهم.
الانهيار
مع مجيء مها قنوت إلى وزارة الثقافة بداية عام 2000 وحتى الآن انهارت صروح وزارة الثقافة التي بناها مثقفو سورية وتحولت خلال ست سنوات إلى وزارة تنافس وزارة السياحة على عملها وهذا في أحسن الأحوال أو قل جمعية خيرية مهمتها رعاية معدومي الموهبة والاستمرار بمنح رواتب للفنانين والمثقفين مع عدم الرغبة في إنتاج أي شيء ذو قيمة إن كان في المسرح أو السينما أو...
والاهم تحول مديريات وزارة الثقافة إلى اقطاعات خاصة بالمدراء
دار الأسد
بعد خمس وعشرين سنة من وضع حجر الأساس ينجز مشروع المسرح القومي باسم جديد هو (دار الأسد للثقافة والفنون)ويفتتح في عام 2004 ويعين نبيل اللو مديرا لها ومنذ بداية عهد اللو اعتبر أن الدار اقطاعة خاصة منحت له فأصبح يكافأ المتزلفين ويعاقب من خرج عن طاعته كونه ولي الأمر ووصلت به الجرأة إلى حد يطلب مبالغ كبيرة من بعض الفنانين والمخرجين ليسمح لهم بالعرض بالدار والا تغلق الدار في وجوههم مثلا منع الفرقة السيمفونية السورية من إجراء بروفاتها في الدار ومنحها للمطربة أصالة نصري !!طلب مبلغ مائة وخمسين ألف ليرة من الفنان حسام بريمو (حسب ما جاء في جريدة السفير في مقالة للزميل راشد عيسى مؤخرا).. التعامل مع الموظفين بشكل سيء وطرد بعضهم قبل مضي سنة على تثبيتهم، وأمام هذا الوضع حاول وزير الثقافة السابق د. محمود السيد إقالة اللو من منصبه إلا أنه لم يستطع وجاءته الأوامر العليا بالاعتذار منه وطي قرار الإقالة، كما أصبحت معروفة قصة إساءة اللو وبعض موظفيه لبعض مخرجي السينما أثناء فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الرابع عشر!!
تحجيم مديرية التأليف والترجمة
حسب سجل مديرية المطبوعات في الوزارة لعام 2005، كانت الخطة طبع ( 113 ) كتاباً، صدر منها حتى نهاية2005 ( 89 )كتاباًُ فقط، حصة مديرية التأليف والترجمة منها 16عنواناً فقط!!، مع 10 عناوين للسلسلة الشهرية آفاق ثقافية ، فيما توزعت العناوين الأخرى علي مديريات ومؤسسات الوزارة الأخرى. فنجد 30 عنواناً ضمن سلسلة الفن السابع التي تصدرها المؤسسة العامة للسينما، و14 مجموعة قصصية للأطفال، تصدرها مديرية ثقافة الطفل في الوزارة
بينما بلغت حصة وزير الثقافة السابق كمؤلف خمسة عناوين من أصل (89 ) عنوانا من مطبوعات الوزارة وهي (كلمات تربوية- كلمات ثقافية- دراسة تطور الأهداف التربوية في سورية تحليلا وتصنيفا-في الأداء اللغوي-..) والكتابان الاولان هما عبارة عن الكلمات التي ألقاها الوزير في المهرجانات والملتقيات والمناسبات عندما كان وزيرا للتربية وفيما بعد وزيرا للثقافة، وباقي كتب المديرية تراكمات سابقة لمديرية التأليف والترجمة، قسم منها غير جدير بالطباعة والقراءة، مثال مجموعة جمانة طه القصصية (صمت أزرق غامق) والتي لم يوافق أي من قراء المخطوطات في الوزارة علي طباعته في عهد قاسم مقداد، إلا أنه طُبع دون موافقة مديرية التأليف.
وتعاني مديرية التأليف والترجمة من التدخلات والافتئات على عملها من قبل جهات أخرى في الوزارة فكثيرا ما يتفاجأ العاملون في المديرية بطباعة كتاب لم يمر عليهم أو كتاب تم رفضه كما في المثال السابق. أو كتاب كان منشورا سابقا في الوزارة بداية الستينات وأعيد طبعه في وزارة الثقافة ككتاب عبد اللطيف يونس (ثورة الشيخ صالح العلي) وهو على حد قول أحد المدراء بوزارة الثقافة كتاب بعيد عن العلمية وفيه من الإنشاء الشيء الكثير.
و الوزارة لا تطبع أكثر من ألف نسخة من كل عنوان، باستثناء قصص الأطفال وبعض الإصدارات النوعية التي تبلغ ألف وخمسمائة نسخة (حسب ما جاء في جريدة تشرين في مقال للزميل أحمد الخليل).
إقطاعية الرقابة الداخلية
والطريف أن مدير الرقابة الداخلية بالوزارة (سعد سلطان) ترك كل مديريات الوزارة وفسادها وجاء ليبحث عن الفساد في مديرية التأليف والترجمة فما كان من مدير التأليف الأستاذ محمد كامل الخطيب إلا أن طرده من مكتبه قائلا له (ابحث عن الفساد في الأمكنة التي تعرفها)
سعد سلطان هذا هو بالأساس من ملاك القيادة القطرية لحزب البعث كان مديرا للمركز الثقافي السوري في موريتانيا، وبعد أن طبعت موريتانيا علاقاتها مع إسرائيل أغلقت سورية مركزها وأوعزت لسعد سلطان بيع ممتلكات المركز والعودة إلى سورية
باع سلطان ممتلكات المركز الثقافي وجاء إلى البلد دون أن يدقق أحد في كيفية بيع هذه الممتلكات والمبالغ المحصلة وترك الأمر لضمير سلطان ولذمته (الواسعة). جاء سلطان إلى وزارة الثقافة متنمرا على نجوى قصاب حسن الوزيرة السابقة، والتي تخاف من خيالها فادعى أنه مدعوم ووراءه أجهزة مخابرات، فعينته مديرا لمطبعة الوزارة. فكان أن عاث فيها فسادا وأفرغها من خبراتها وعمالها الأكفاء. وبعد ذلك تمت مكافأته وترقيته إلى منصب مدير الرقابة الداخلية وأصبحت له الكلمة الفصل في كل شيء. فطغى على الدكتور محمود السيد ليكون الوزير الفعلي فيعاقب من يريد وينقل من يريد. ومن أهم إنجازاته إعادة لؤي شانا مدير المسرح القومي في اللاذقية إلى مركزه بعد إقالته منه، رغم عشرات تقارير الفساد المرفوعة بحق لؤي شانا. خاصة وضع أسماء وهمية في العروض المسرحية وتقاضي أجورها وسرقة النصوص المسرحية ووضع اسمه عليها. وفي كل مرة تتم حماية شانا من قبل صديقه سعد سلطان الذي أصبح القوة الضاربة في الوزارة وتحول مكتبه إلى قسم شرطة للتحقيق وإشاعة الخوف في الوزارة. وهنا نذكر حادثة طريفة له، كان سلطان يحقق بنص مسرحي تبناه قومي اللاذقية وهذا النص كان موضع خلاف بين الكاتب جوان جان و لؤي شانا حيث اتهم جوان شانا بأنه سرقه منه وغير العنوان وعندما حقق سلطان بالمسألة وهدفه حماية شانا اتهم سلطان الكاتب جوان بأنه لا يتعاون مع التحقيق فما كان من جوان إلا أن قال له ذكرتني باتهام سورية بأنه لا تتعاون مع التحقيق في مقتل الحريري.
حلف جديد
ومنذ ثلاثة أشهر استقدم الوزير بناء على اقتراح سلطان مدير إداري جديد هو بسام ديوب كان سابقا موظفا في الاسكان العسكري ونشأ منذ مجيء ديوب حلف مقدس في الوزارة بين سع
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |