(( ايها الضيوف الخفيون ..استأذنكم للإنصراف ..فأنااسمع قصيدة جديدة تناديني ..ربما كانت عمودية ..ربما كانت من النثر ..ربما كانت التفعيلات ترفرف حول ها كالفراشات المشاكسة .. اترك تصنيف النص لكم من الناحية " الإجناسية "، هل هو قصيدة ..ام سيرة أم مذكرات .أم دراسة نقدية أم آركيولوجيا..أم نص مفتوح أم سوى ذلك ..فـ" خراب سريالي " كتبت لتكون مخاتلة تماما كاللحظة التي اخرجتها من العدم الى اللانص ..هل هي قصيدة نثر عمودية ؟! ربما !! فأنا مع تحطيم الأصنام بأي شكل كانت ..وفي الشعر نجد أصنام الشكل لذلك لا بد من فأس ابراهيمية وثمة جماليات عدمية في انتظار حلول اسرافيلية !ان خراب سريالي هي محاولة لبناء الخراب من مادة الخراب الخام ..خطوة تسير مقتربة من النص اثناء خروجها عنه ..أيها الضيوف الخفيون .. مرحبا بكم في جنتي .. مملكة السنتيمترات ..))


ـ اوراق من مذكرات فزّاعة محفوظة في مكتبة القدر ـ

* الخامس السادس من كلا ونعم نعم وكلاّ,
عام الدم المرح :

آباؤنا
زرعوا أسماءنا
في تراب آبائهم
فنبتت صبيرات مدهشةٌ
بوجوه بشرية
و أرواح سوداء !

باركتها عرافة الحي
برفاة طفل
وعظم هدهد

ـ (ملاحظة :
عرافة الحي .....
سليلة الممالح القصية
أمها القعساء الوقبى
وأبوها من بني الظِّربى......)

في قدور المحنة
يستمر في الغليان
مع التحريك المتواصل
خليطٌ متجانسٌ
مواده الخام أفكارُنا
و جغرافياتنا
و فصائلنا
الآخذةُ في الإنقراض
أمام زحف الظلمات و الملح
......
تصبها العرافة في قارورة
لتداوي عقمها ...

* العاشر من الهيعة الثالثة , الرابعة الثامنة
عام الأحافير :

آباؤنا رحلوا
على أسرع جياد الموت
القادمة من جميع الجهات
الغازية في جميع الجهات
التي تحرث
بحوافرها الشيطانية
البلاد والعباد

آباؤنا أورثونا:
1 ــ قلائدَ الحكمة
المرصعة بدموع أمهاتنا
2 ــ جراراً ملأى بطوامير الوصايا:
إفعلوا...لا تفعلوا ...


ملاحظة :
حين مرت جياد الموت السريعة
سخرت من كل ما فعلنا فعلْنا
وما لم نفعل !

آباؤنا
اجتمعوا
ذات رقصةٍ جماعية
على إيقاع سياط القدر
فأتوا بحركاتٍ مُذهلةٍ
في السقوط المتتابع
حتى لقد تفككت أجسادهم
في ضراوة الإيقاع

البعض
خرجَ من الرقصةِ
بلا رأس

يقالُ :
عندما وقع راسه
حين طارت الشظية براسه
سارَ الجسد
عدة خطوات
قبل أن يقع!
( الراوي
أصيب بالجنون! )

البعض خرج من المرقص الناريِّ
بلا أطراف
بينما
تحوَّلَ الباقون الى دخانٍ أحمر

* ملاحظة
أفضلهم ...
أردؤهم أداءً
خرج على هيأة
فزّاعةٍ مُخرَّمة

إناثُهم سئمن الإنتظار
على بوابات العودة
فوأدنَ أنفسهنّ
في أتربةٍ بنفسجية
في انتظار
حلولٍ
إسرافيلية !


* السابع الثامن والعشرون من نزهة الشيِّنين
عام الهر الأفطس ذي الذؤابتين
الأقطع ذي الذوابة :

الظل العالي
صلى لمزرعتنا
ـ مزرعة الصخور والجماجم ـ
صلاة الإستسقاء
فجفت الأزمنة و الأمكنة
تضخم الصبير
وتناسَلَ حَسَكُ السّعدان
في مدٍّ صحراويٍِّ
أغرق برماله الدقيقة كلَّ شيء
ملحِقا كلَّ سعادةٍ بالذكريات
معَ انحسار الخُزامَى

غلظت السماء
بشكل غير مسبوق
فأصبح الدعاء
مهما كان ساخنا وصادقا
غير قادرٍ على اختراقها

انهمر مطرٌ أسود دبِقٌ
من غيوم حمراء ثقيلة
في خرابٍ سرياليٍّ حثيث

أيها الرب كن معنا
في هذه المزرعة الضارية
اجعل الأرض أقلّ عبوساً
وخلصنا من محاصيل الشيطان
....
مزرعتنا
تثمر بعد لأْيٍ
صخورا جديدة
مستطيلة ومربعة ومثلثة
و قوارض
.....
فرجار العاصفة القارية
مستمرٌّ في دوراناته الصوفية
......
يبحث بوّاب المزرعة
عن أصدقاء لقلائده العظمِيّة

فيما تتكاثرُ في بئر المزرعة الآسن
كائنات المياه الراكدة!


* الرابع من كُراع النمل ،
عام الحبّار البرّي

يزرع وحيد القرن
ناطور المزرعة الامين
شجاراته الفلسفية
في جميع الحارات :

حارة الارنب الاسيوي الضاحك
حارة الغداف الابقع المتفائل
حارة الاسد المخنث
حارة المناطقة الفاصوليائيين
حارة الظّرابِيِّ الآيروسية
حارة الجُعْلان الإفلاطونية
حارة الدَّلَهْمَسِ الاستطيقي
حارة القنفذ الراجز
حارة مايكل الشيباني
حارة معديكرب اللندني
حارة الرخويات
حارة الإصطرلابيين
حارة الإسفنجيات
و أخيرا وليس آخراً
حارة الكرويين

ولنا
ـ نحن الثدييات اللابنة ـ
مهمة الحصاد
التاريخي التعبوي
لجهود وحيد القرن !

* ملاحظة :
يزودنا الخرتيت الكركدن
وحيد القرن الخرتيت
من حكمته
بما لا تجهله
ذبابة مراهِقة!

* ملاحظة (2) :
مُغرِضٌ..
وقِحٌ ..
لا مستنقعي
كل من يزعم
ان وحيد القرن
ثَلَمَ قرنه
او عقدَ هدنة !!

· الثامن عشر من سوف ،
عام الحلزون الاولمبي :

يا خيط النور النحيل
منذ متى تنقُرُ بوابة الظلمات ؟
أسألك بمن تعبد
أتَـعْلَمُ أيَّ بابٍ تدُقّ ؟.؟
أتعلم أي مزرعة شيطانيةٍ قصدْتَ ؟؟
ابتعد
قبل ان يبتلِعَكَ بشدق حُسنِ نيتهِ
ظلامٌ متوازي الأضلاع !

* التاسع من سنمضي اليهم ،
عام الكوبرا الشرقية :

أشرعت المدينة ابوابها لأبناء يعقوب
فدخلوها من ابواب متفرقة
مثنىً مثنى

تهامست المراهقات الشهوانيات
خلف الجدران
واتّقََدَتْ فضوليةُ النوافذ
و إذ نادى المنادي
خذَلَتْهم جموع القلة
وجدوا ثُؤْلُلاً لا يقبل الصرفَ
على وجه مستقبلهم

ساروا منتظمين
في صفٍّ واحدٍ من الخوف
حتى اذا ادركهم التعب
اتخذوا مجلسا
في مقهى الندم القديم
أنصتوا للمدينة
انصاتا مُخَطَّطاً
وجوهُهُم صفصافاتٌ وعوسج
و ايامهم مفلوجة

ساوروا ندامتين
و سألوا عن درب الهارب

لو اطلعت عليهم
رأيت دائرةً سكرانةً
مركزُها نارجيلة
تدلّت اطرافهم من المقاعد
رقابَ طير مذبوحة

في تماثيلهم الخزفية
تَقْطُرُ الظُّلْمةُ
و يَرْسُبُ التبغُ الرخيص

في لحظات مجوفة
مارسوا عادة الجبن السرية

فاكهة ملأى بالدود
في سلال أيامهم
و .. حِطَّةٌ نرجِسية
..........
..........
عادوا الى ابيهم بالفجيعة
و رائحة الغائب الجميل !