حول المحافظ طلبها إلى الأمن السياسي!!
ومدير الثقافة الطرطوسية منعها من العرض
الأنثى التي قهرت الحديد
الفنانة التشكيلية معينة فهد زيدان
امتلكت معينة فهد زيدان هواية مختلفة عن الأخريات وهي تطويع الحديد وتحويله إلى لوحات تشكيلية، فيحن الحديد وينساق مع مخيلتها طمعا في جمال افتقده حين كان ملقيا في الركام أو المخلفات.
معينة زيدان تبحث وهي تمشي في كل مكان عن القطع الحديدية فيتحول مساره من صدأ محتم إلى أرواح هائمة في سماء من خيش وفضاء من خشب.
حين امتهنت هذه الحرفة اعتقدت أن أبواب المركز الثقافية والمعارض ستفتح لها فكان أن ابتدأت رحلة العذاب .
تقدمت معينة بتاريخ 19 42004 بكتاب إلى محافظ طرطوس أرام صليبا تطلب فيه السماح لها بإقامة معرض تشكيلي للوحاتها في المركز الثقافي الجديد بطرطوس ونظرا لغرابة الطلب بنظر المحافظ حوله إلى فرع الأمن السياسي بطرطوس لبيان الرأي والإطلاع!!
رئيس فرع الأمن السياسي بطرطوس حوله (الطلب) إلى قسم الأحزاب لإجراء اللازم ؟!!
دهشت معينة وقالت ما علاقة الأمن السياسي بالموضوع، ومعينة التي تسكن على أطراف مدينة طرطوس شمالا (الصناعة) لا تمتلك إلا جهاز تلفزيون لا يلتقط إلا موجات القناتين الأولى والثانية وأحيانا الفضائية قبل اتحادها مع الثانية!! وبالتالي هي مدمنة نشرة أخبار الثامنة والنصف.
لا تيأس معينة فتعود إلى البيت تمسك (البانسة) أداتها الوحيدة في تطويع الحديد وتكمل لوحتها...
في 206 2004 تفلح زيدان في عرض لوحاتها في المركز الثقافي الجديد بطرطوس، ويكتب الفنان التشكيلي محمد خليل عنه (المعرض) :
(إن النظر إلى هذا الفن من خلال قرينته الثانية الحياة الإنسانية يجعلنا نرى النور يشع من خلال أعمالها، فألوانها من طبيعة موادها تداعب النفس ولم تكن وسيلة للحب بل الحب ذاته ...فهي (معينة) لا تعيد تشكيل سابق بل تبحث عن المجهول الجديد تجد اللوحة مسطحة وبعد برهة من النظر يذهب الإطار بعيدا وتبقى هذه التشكيلات في فراغ...في فراغات الذهن، كأنها نصب تشكيلي فراغي تذهب حوله كما تريد ....)
شجعتها التجربة فحاولت عرض لوحاتها في المركز الثقافي الروسي فكان الجواب (يجب أن تكوني منتسبة لنقابة الفنانين التشكيليين)..
أعادت الكرة ولكن في المركز الثقافي الأسباني تحمست السيدة فيروز للفنانة الطرطوسية ولكن مدير المركز يشترط في أي معرض تشكيلي أن يكون الفنان متأثرا بأحد الفنانين الأسبان.
عادت أدراجها إلى طرطوس وأكملت لوحة جديدة ...
لجأت إلى نقيب الفنانين التشكيلين في طرطوس السيد علي حسن للمساعدة وتنسيبها إلى النقابة فقال لها (حلي جزدانك بتنحل أمورك)!!
تنجح معينة في الشهر التاسع من عام 2004 بإقامة معرضا للوحاتها في المركز الثقافي بالمزة (دمشق) ويكتب الفنان التشكيلي أحمد خليل على بطاقة الدعوة : (الأعمال كتاب علينا أن نحفظه جيدا وهي تدل على تربية بيتية أصيلة وبيئة ناضجة وهي بمجملها تشكل استراتيجية قادمة لبنى تحتية في عالم التشكيل السوري)!
حاولت معينة من جديد إقامة معرض في مركز ثقافي طرطوس استغرب مدير الثقافة حبيب إسماعيل ذلك وقال لها مادام هدف الفنان بيع لوحته فلماذا يريد عرضها وإقامة معارض ..ورغم ذلك لو أنك بنت أحد المسؤولين كنا أقمنا لك تكريما وكما تعرفين (كل ذقن وإلو مشط)!
بعد إقامة معرضها في صافيتا جاءها أحد الأثرياء ليشتري أحد لوحاتها لكنه استغرب السعر وحسب لها سعر المواد بدقة (الخيش- الإطار الخشبي- البلور ..) قائلا كل هذه المواد مجتمعة لا يتعدى ثمنها أربعة ألاف ليرة سورية!! هكذا فهم الفن كما تقول معينة تجميع مواد.

معينة فهد زيدان
مواليد 1967 موظفة في اتصالات طرطوس – شهادة ثانوية
خطرت لها فكرة استثمار مخلفات الحديد في الفن التشكيلي عام 1992 عندما كانت في لندن بزيارة لأختها
تقول معينة (إنني أعبر من خلال التشكيل القاسي عن بعض الأفكار التي أراها تكاد أن تكون ناطقة فكل حركة وكل ثنية في التشكيل تقول شيئا ..أنا لا أمارس هذه الهواية من أجل الفراغ بل أريد أن أعبر عن مكنوناتي الذاتية التي هي بالمحصلة مكنونات إنسانية وقد استطعت أن أجد ذاتي في هذا الفن وأعمل على تطوير نفسي )
أقامت ثلاثة معارض (طرطوس- صافيتا- دمشق)