أونطولوجيا الحلم المغربي2
2006-04-23
-مختارات من القصة المغربية الجديدة-
"افتح، ياسمسم"
" قد تكون ،يا ولدي، عاشقا للموسيقى والنغمة المخلصة من سطوة الصمت والخرس. وقد تكون عاشقا للتشكيلات اللونية المحررة للبصر من نمطية الرؤية. وقد تكون عاشقا للشعر فتتجدد نبضاتك على وقع الصور المبتكرة والوزن الأصيل. وقد تكون أيضا عاشقا للفرجة التي تفتح العوالم الصغيرة على العوالم الكبيرة وتبدأ بالهزل لتنتهي بالجد ...
لكن العشق، كل العشق، يا ولدي، هو أن تعيش حلما في غفوتك وتتذكره كاملا في يقظتك. وهذا مالا يحدث ل" يا أيها الناس ": أن تتخلص من كل قوانين الطبيعة وتطير حرا كاليمام، خفيفا كالغمام، طليقا كالريح. أن تلقي جانبا كل قوانين المجتمع وتتعرى كطفل فرحان بتعلمه المشي، وتجري مبتهجا في الشوارع الرئيسية غير آبه بقوانين السن والنوع والقبيلة والعرق... " العشق يا ولدي هو أن تعيش حاء الحلم".
مقتطف من نص "الحاءات الثلاث"
عن المجموعة القصصية "موسم الهجرة إلى أي مكان" 2006
- محمد سعيد الريحاني-
مترجم وباحث وقاص مغربي
من مواليد 23/12/1968 بمدينة القصر الكبير، المغرب
صدر له:
"الإسم المغربي وإرادة التفرد" 2001
دراسة سيميائية للإسم الفردي المغربي-
"في انتظار الصباح" 2003
مجموعة قصصية –
"موسم الهجرة إلى أي مكان" 2006
- مجموعة قصصية-
له قيد الاعداد للطبع:
"وراء كل عظيم اقزام"
-مجموعة قصصية-
"ما وراء الكتابة والقراءة"
-شهادات في الإبداع والتلقي-
www.rezgar.com/m.asp?i=373
ما هذا ؟ …
مرتبي ؟ …
هل أصبح لي عمل ؟…
هل هذا تعويض عن عطالتي ؟…
أنا لم ألف المفاجآت في حياتي … و الآن؟… هل أحلم؟… هل أعيش حياة ثانية؟… مئات الدراهم!…
في جيبي أوراق نقدية من فئة مئة دراهم !…
عجبا! …
أتحسس الأوراق… الواحدة تلو الأخرى …أثنيها أكمشها …
هبة من السماء! …
أرفعها قبالة الشمس… أتفحص الخيط الفضي داخلها …
الخيط هناك …
الخيط واضح و غليظ مثل هراوة…عبارة التهديد مكتوبة أسفل الورقة المالية بالعربية الفصحى :
"كل من حرف أوراق البنك أو زورها أو ساعد على ذلك سيعاقب طبقا للقوانين والقرارات الجاري بها العمل"…
لا مجال للشك … الأوراق البنكية حقيقية…
-"الآن أصبحت مسؤولا عن أسرتك… يجب أن تشتري ملابس لاخويك …هناك متجر في المنعطف".
انتبهت الى مصدر الصوت عند قدمي …
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم! …
من هذا الذي يرشدني؟ … متسول حاف عار يستر عورته بيديه…! إنه يعرف ما يدور في دماغي! … و هؤلاء الرجال المعتصمون قبالة تلك البوابة وهم يئنون شعارات حزينة، هل هم يموتون؟… إنهم يكترون … شكاويهم تملأ المكان صخبا :
- أنا مطرود"…
-" أنا موقوف" …
-"أنا مرفوض" …
-"أنا .."..
يغمرني الخوف… أضطرب… تسود الدنيا أما عيني … سواد ظلام دامس… أتحسس الحاجز أمامي … أبحث عن مخرج … هذا باب … باب موصد … باب خشبي …حديدي… حجري … أقرع الباب…
لا أحد يجيب …
أنادي بكل قواي :
-"افتح يا رفيق!"
سكون …
-"افتح يا أخ !"…
سكون
-"افتح يا سمسم ! "…
وينفتح الكون! …و ينجلي السواد !… وتنقشع الظلمة عن رجل و طفلين … عن بائع و… اخواي الصغيرين!...
يا للصدفة ! … اخواي!... ها هما يقيسان القمصان … يشاوران البائع … في اللون … في الطول … في العرض … يااااااااا!… يا العجب ! … سبقاني للمتجر! شيء ما حدث! … لم تبق لي أسرار … حياتي لم تعد لي وحدي … أصبح غيري يعرف أسراري ويسمع أفكاري … أصبحت أخاف أن أفكر …
-لا تخف! … يقاطع البائع تفكيري يربت على كتفي … لا تخف فكر كما تريد … ما يحدث هو مجرد تفاهم …
ينحني البائع على الطفلين … يقبلهما… أسناهما تزداد بياضا تحت بسمة الفرحة بكسوة العيد … أؤدي ثمن القميصين … و لأول مرة أحس بمـتعة صــرف المال ! … متعة المسؤولية …! يقبلني أخواي … ينصرفان … نشيطين على غير عادتهما … يقفزان … يجريان… يتوقفان … يطالبان المارة أن يقرؤوا لهما الكتابة على صدر قميصهما… يرددانها … يفرحان بها …يجريان … يطلقان ذراعهما الصغيرتين ليطيرا … يحاكيان اللقلاق القادم من الجنوب ،السابح على مهل في زرقة السماء، باسطا جناحيه الطويلتين وهو يميل يمنة ويسرة يمنة ويسرة دون أن يحرك جناحيه … يعلو… ينحني… يهزهز جناحيه قليلا … يستريح وهو يحوم … جناحاه دائما مبسوطتان … يعلو… يعلو… فوق الربيع … فوق النخيل … فوق الجبال … فوق السماء… فوق الشمس البيضاء بياض اللبن …
كم اشتقت للبن! …
-اللبن يطهر الجسم … الحامض منه خاصة …
هكذا يقول النادل للزبناء المتهالكين على الكراسي …
-السكر والحلوى مفيدان للحنجرة أيضا … يضيف من وراء منضدته البيضاء كقبر عظيم … المقهى كله قبور … قبور بيضاء … قبور في شكل موائد حولها كراسي يتهالك عليها الأحياء من أهل المدينة .… يفتخر مالك المقهى بمقهاه … " مقهى أحياء و أموات "… يطالبنا بالصمت :
-اشششش !…
الأمر الأبدي بالصمت يثير احتجاج الموتى تحت القبور المبنية بالحجر … يثير قلق من حولي من الأحياء … أنا الآن أتفهم توترهم نحن لا ننبس ببنت شفة حتى يطالبنا أحد بالصمت … هذا ظلم !
يجيب مالك المقهى :
أنا لا أظلم أحد … كلامكم يعرض مقهاي للخطر …يعلق المالك لوحة على الجدار قبالة الجميع :
"الرجاء من الزبناء الكرام عـــــدم التدخين والكلام والصراخ حفاظا على الصالح العام".
ينفجر القبر الأول … ينفجر الثاني … الثالث… تثور ثائرة الأحياء و الأموات … كل الزبناء… الموتى .. المجانين ..ماسحي الأحذية .. المومسات.. بائعي السجائر… المتسولين… شباب يستر عورته بشواهده الجامعية … يستقيم الجميع… يجربون حناجرهم … ينتفون لوحة الأمر و النهي عن الجدار … يكسرونها … يفتتونها يلقون بفتات الأمر بعيدا … ينصتون للوحي للإلهام … لأنشودة الخلود… لصوت عبد الرحمان المجذوب … نجري في صخب وفوضى وراءه … ندوس بالأقدام من يعترض طريقا … نلتحق بالشاعر … نتحلق حوله … نرسم دائرة من الأجساد حوله … نتزاحم …نطيل الأعناق لنسمع المجذوب ينشد ملء حنجرته:
ركبت على القصر
صبتو خال يصفر
وسبب خلاه
جاي من صرصر
نضطرب إجلالا…
هذه النبوة ! … هذا المنظر !...
ننظر الى أسفل الجبل …
أسفل سافلين …
ننظر الى مدينة القصر … مدينة القصور …مدينة خالية من الحياة إلا من حركة أولئك الذين يسرعون لغلق نوافذ فيلاتهم و قصورهم … ننظر الى وادي المخازن … مياهه شفافة … مياهه برتقالية … حمراء … قانية … سوداء … النهر يمتلئ سوادا… يمتلئ … يمتلئ… سطح مياهه يعلو بإصرار نحو حاشية السد … إننا ننتظر الفيضان الأخير… ننتظر الطوفان من على قمة جبل صرصر … نعد لانفجار السد بجنون … نعد لغرق سباستيان البورتقيز … نعد لغرق الطاغوت… نلوح بالأيادي … بالقمصان بالجلابيب … نكبر … نكبر … نكبر…
الله أكبر
(..) (..)
الله أكبر
(… ! ) (طق! )
الله أكبر
(طق ! ) (طق! )
الله أ…
(طق! ) (طق! )
… …
(طق! ) (طق! )
استيقظ عرقانا … تكبيرات غامضة و بعيدة ترن في ذاكرتي على إيقاع الدق على الباب .
طق ! طق !
طق ! طق !
يشتد الدق على الباب … أصيح :
-" انتظر ! "…
يهدأ الصداع لفترة .انتهز المهلة .اتفوه. اقرأ الشخبطات الجديدة على الحائط قرب السرير . اقترب منها أكثر. افرك عيني لأقرأ جيدا:
الشغل حق مضمون
الشغل شـ شـ الشغل
حق حـ حـ حـق
مضمون ضـ ضـ مضمون
تنظيم السطور وتفكيك الحروف يذكرني بدروس الخط في المدارس الإبتدائية .هذا خط أخي الأصغر انه لا يثق في ذاكرته لهذا فهو دائما يدون كل ما يسمعه أو يدرسه …حلمه هو أن تجعل منه دراسته معلما أو أستاذا . الخط المتموج يعكس رغبته في البقاء على السطر المفترض على الجدار. لا يخفى علي أبدا أنه بدل جهدا كبيرا ليكتب كل تلك الكلمات عالية لهذا الحد كي يقنعني أنه كبر فعلا.
يعود الطرق على الباب، من جديد.
أقفز من السرير. أتعثر في سروالي .أتدارك نفسي من السقوط.أجد نفسي أمام الباب. أفتحها على رجل في بذلة مهنية. أفرك عيني : ساعي البريد.
يمد لي ساعي البريد رسالة قائلا :
" رسالة مضمونة. وقع هنا ".
يمد لي السجل أشخبط توقيعي تحت أصبعه يسحب سجله ثم ينصرف.
أزن الرسالة بيدي. هي في مثل ثقل الرسائل المضمونة التي ألفت تلقيها. لقد نميت حاستي السادسة جيدا خاصة فيما يتعلق بالرسائل المضمونة . إنني أستطيع التكهن بمحتوياتها دون الحاجة الى فتحها: إنها لا تحتوي سوى على وثائقي المرفوضة في مباراة شغل.
رميت الرسالة داخل البيت . هاهي تسبح في فضاء البيت، ترتطم بالجدار وتترنح ساقطة أسفل الدرس الطفولي.
الشمس ثابتة في وسط السماء. ساعي البريد، مثل جني، يزحف نحو أبواب الجيران، بلا ظل . يدنو من الباب الأخرى، محملا بالسجلات و كسوة العمل و محفظة الرسائل. يطرق الباب من جديد ثم ينطق :
-" افتح يا سمسم! ".
ينظر ساعي البريد باتجاهي. ينظر الى عيني بإلحاح. ملامحه تقاوم ابتسامة قوية. تغلبه أخيرا. يبتسم.
THE MOROCCAN DREAM
ANTHOLOGY OF MOROCCAN NEW SHORT STORY
Edited by: Mohamed Said Raihani
Open, Sesame!
-Short Story-
Written by Mohamed Saïd Raihani
“ My dear son, you may love music and melody to get rid of boring silence. You may also love plastic composition that sets your vision free from monotony. You may even love poetry to renew yourself with the creative image and original rhyme. You may, even more, love shows that open the tiny worlds on the bigger ones developing gradually from comic hints to serious visions… However , passion, real passion, my dear son, is to have a full dream in your sleep and to remember it fully in your waking. This chance is denied to most humans: to get rid of all the natural laws and fly as freely as a dove, as lightly as a cloud, as carefreely as the wind. To throw aside all the social laws and get naked like a baby happy with his first steps at learning to walk and run merrily in the main streets , careless of the laws of age, gender, tribe or race… Real passion, my dear son, is to live your own dreams and make them real.”
A passage extracted from “Freedom, Dream & Love”,
A short story in “The Season of Migration to Anywhere”,
(A Collection of Short Stories Edited & Published in Arabic by Mohamed Said Raihani in 2006)
Mohamed Said Raihani
Translator, Scholar & shortstory writer
Author Of:
"The Singularity Will"
(A Semiotic Study on First-names) 2001,
"Waiting For the Morning
" (Short stories) 2003,
"Thus Spoke Santa Lugar-Verde"
(Short stories) 2005,
"The Season Of Migration to Anywhere
" (Short stories) 2006
Getting Ready for Printing:
"Beyond Writing & Reading
"(testimonies)
"Kais & Juliette"
(An E-Love Novel).
What is this ?!
My salary?!
Have I found a job?!...
Am I being compensated for my unemployment?!
I have never been familiar with surprises.
Am I dreaming?!…
Am I living my other life right now?!...
Am I really myself?!...
Hundreds of dirhams!
In my pockets, one-hundred-dirham banknotes!
How strange!…
I feel the banknotes one after the other. I fold them. I crumple them….
A divine gift!…
I raise them to the sun , looking for the silver fiber within.
The fiber is there, as thick as a rod…
Threat is written at the bottom of the banknotes in highly standard Arabic:
"The authors or accomplices of banknote falsification will be
punished in accordance with the laws of the acts in force."
There is no margin for doubt. The banknotes are real.
- Now that you’ve become responsible to your family.you’ve got to buy some clothes for you younger brothers. There’s a shop there, just around the corner...
Who the devil can be that wretched man thrusting his nose in my ultimate private space? A naked, bare-footed beggar hiding his genitals with his hands. Is he an informert? He does know what is really turning in my brain ... And those people, there in the sit-in, moaning out their sad slogans. Are they dying? Or, are they listening to my brain waves,too? They are numberless, creeping along . Their complains echo around the place.
I am fired
I am banned
I am ....
Fear submerges me. The world blackens in my eyes. Blackness. Utter blackness. I feel the barrier before me looking for an outlet.This is a door. A closed door. A wooden one. An iron thing...Rather stony...I knock on the door....No-one answers...I call out with all my strength:
" Open, Comrade!"
Silence
"Open, Brother!"
Silence
"Open, Sesame!"
Then, the world opens !
Then, obscurity fades away !
Finally, my eyes can see clearly a man and two children. A shopkeeper and...my younger brothers! what a coincidence ! My brothers! My younger brothers! They are trying on pullovers! Consulting the shopkeeper on colour, length, width, How...How...How strange!
They have anticipated me to the shop!..... Something must have happened! My life is no longer mine. People can easily hear my brain out. I feel afraid to set my thoughts free....
- No, don’t be afraid, interrupts the shopkeeper, tapping at my shoulder.
He continues:
-don’t be afraid. What is happening now is just a kind of mutual understanding .
He bends down on the children and kisses them .Their teeth turned whiter underneath the smile of joy with the festive clothes.. I pay for the pullovers. For the first time, I enjoy the pleasure of spending money! The pleasure of responsibility! My brothers kiss me and run away unusually glad. They jump, run , stop and ask passers-by to read for them the writings on their pullover-chests. They echo them, gladly. They run again. They spread their little forearms to fly imitating the flying stork coming from the south, swimming softly in the blue sky, stretching out its long wings, turning right, left, right, left without shaking a wing, flying up down, shaking its wings a bit, relaxing as it slides in the air with its wings always wide spread, Flying higher and higher, above grass, above palm-trees, above mountains, above the sky, above the sun now growing as white as curd.
I am dying for a glass of curd!
- "curd purges body, mainly when it’s sour" , says the waiter to his clientele drowning in their chairs . "Sugar and sweets are good for throats , too" he adds from behind his grave-like counter...The cafe is all graves ...White graves ...Graves like tables surrounded with chairs on which customers doze off.
The cafe-owner praises his property : "Cafe Living & Dead". He orders us to keep quiet. This is the most odious offence there ever existed. How can customers be ordered to silence in a space supposed to be the ultimate place left for free speech and free gatherings?! It is only now that I can hear the dead protesting underneath the stone graves. It is only now that I can understand their anxiety.
The café owner answers:
-"I offend no-one. It ‘s your chats that offend my café and expose it to real danger".
He nails a board on the wall before everyone:
"The venerated customers are solicited not to smoke or chat for the preservation of the public tranquility".
The first grave breaks out. Then, the second grave. Then, the third. The rebellion of the living and the dead is on. All the clientele, all the dead, the fools, the shoe-blacks, the prostitutes, the youths hiding their genitals with their university attestations... Everyone is stands upright, clears his throat, snatches the board out of the wall, smashes it, flings the fragments about , listens to the inspiration, to the heavenly voice, to the hymn of eternity, to Abderrahman El majdoob’s voice. We run after him in chaos. We tread over whomever comes in our way. We join the heavenly poet. We gather round him, drawing with our bodies a circle round him, lengthening our necks to hear El Abderrahman El majdoob reciting aloud:
“I looked down at Ksar,
I heard it echoing its own silence,
Counting down for its final deliverance,
Peeping out of Mount Sarsar”.
We feel convulsion devoring us from heads to toes.
What a prophecy!
What a view!
We look down at the bottom of Mount Sarsar. We look down at Ksar El Kébir, a city devoid of action and life except for the movements of the frightened hands hurrying to close the windows of their castles. We look down at Oued El Makhazine River whose transparent waters are growing range, now. Red. Crimson. Blackish... The river is filling out. Filling. Filling. The water surface is mounting persistently to the dam brim...
Now, we are waiting for the ultimate deluge. We count down hysterically for Rodriguez’ drowning. We count down for the Despot’s drowning. We wave about our hands, our shirts, our djellabahs...
Hallelujah!
(....) (....)
Hallelujah!
(…!) (Dong!)
Hallelujah!
(Ding!) (Dong!)
Halle…!
(Ding!) (Dong!)
....... ......
(Ding!)(Dong!)
I woke up, sweating all over.
Very far and ambiguous calls echo in my memory at the rhythm of the knock on the door :
Dong! Dong!
Dong! Dong!
The knocking grew harder. I shouted out :
-Hold on!
The noise calmed down for a while. I availed myself of the delay. I yawned. I read the new scribbles on the wall, near my bed . I leaned over them and rubbed my eyes open to read :
Work is a Sacred Ruman Right
Work w w w Work
Human h h h Human
Right r r r Right
The organization of lines and the deconstruction of words reminds me of the hand-writing lessons in elementary schools. This is my youngest brother’s hand-writing. He does not trust his memory. That is the reason why he writes down whatever comes to his ears or mind. His only wish is to be a teacher. The wavy hand-writing reflects his desire to keep on the assumed line on the wall. For me , it is not a secret to see that he made too much effort to write all these words so high. He would like to prove to me that he has really grown up and that the achievement of his wish is only a matter of time.
The knock on the door is back again. I jumped out of bed. I stumbled in my pair of trousers. I controlled myself from falling down. I found myself before the door. I opened it on a man in a professional uniform. I rubbed my eyes: the postman.
The postman handed me a letter, saying:
-"An insured letter. Sign down here, please".
He handed me the register. I Scribbled my signature down his forefinger. He withdrew the register and walked away.
I weighed the letter with my hands. It is as heavy as any insured mail that I have recently been receiving . I have developed my a special intuition towards insured mail . I can guess its content without any need to open it: it contains nothing but my refused documents in a job contest.
I threw the letter behind. There it is swimming in the air, bumping the wall and swirling down to rest at the feet of my youngest brother’s hand-writing lesson.
The sun is stuck in the middle of the sky. The postman, like a devil, creeps towards the neighbouring doors without any shadow, loaded with his registers, uniform and bag. He knocks on the door, waits for the answer, knocks again, examines his registers, searches for insured mail and knocked on the door again, saying :
"Open , Sesame!"
The postman looks me persistently in the eyes. His features resist a strong smile that he could not control any further. The smile overwhelms him at last and he sets it free.
***********
* The writer, Mohamed Saïd Raihani, is a Moroccan translator, scholar & shortstory writer , born on December 23rd 1968 in Ksar El Kébir. He published in Arabic "The Will of Singularity" (A Semiotic Study on First-names) 2001, "Waiting For the Morning" (Short stories) 2003, "Thus Spoke Santa Lugar-Verde" (Short stories) 2005, "The Season Of Migration to Anywhere" (Short stories) 2006. he is getting ready for printing:"Beyond Writing & Reading " (testimonies) and "Kais & Juliette" (An E-Love Novel).
* "Open, Sesame!" is the second narrative text in the "The Moroccan Dream", Anthology of Moroccan new short story directed by Mohamed Said Raihani.
08-أيار-2021
25-أيار-2009 | |
"القصة القصيرة جدا نوع أدبي وليد يوقع ميلاد فروعه القصصية الثلاثة" |
20-أيار-2009 |
13-أيار-2009 | |
10-نيسان-2009 | |
20-شباط-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |