حيفا وهيفا.. حينما تختلط النار بالعَلم
2007-08-07
عن حيفا وهيفا .. عن كنعان المنسي ـ عبدالسلام العطاري
ما بينالــ حاء والــ هاء.. جمهور عربي طافح بهذيان الردة ونشوة الوسط وقباب القرميدالحيفاوية وقباب النهد الهيفاوية.. لذلك لا تلم يا صديقي وكالة ‘’جوجل’’ المعرفيةأو الاستخبارية حين تشق بحثك عن حيفانا لتكون الهيفانا رابضة بإحلال قسري لخللفلسطيني قبل أن نعلق ذلك على شمّاعة البعد والعمق والدنو العربي.
ما يحدث هناأبعد من حيفا وأقرب إلى هيفا وأدنى من مدينة كنعانية ما زال كرملها يسهر على حداءِعرسٍ في ساحة الحناطير أو في قاع واد النساس.
وها أنت الشاعر الذي أردت وكنت تتوقع بلحظة أن تحصل على حيفا وخيّل لك أن ‘’الجوجل’’ سوف ينعف ما يجعل جبهتك التي تجهمت بعد فجيعة البحث أن تتصبب عرقاً لتجدك تتصبب أرقاً وقلقاً عمّا يحدث في ظل اكتساح كتاب العرب من أدب وثقافة وشعر ونثر وحكاية لقرى وضياع وحواري الشبكة العنكبوتية لتقف أمام هول المرّ والأمَرّ مما وجدته.. ليست حيفا وحدها التي تغيب وليست يافا تنال من حظ ‘’جوجل’’ أكثر من عكا ومن صفد ومن جليل الله على هذه الأرض.. لا عيب ولا نعيب أن يكون لهيفا ولنانسي ولروبي ما يشأن من تجول كاسحٍ لصورهنّ علىعالم النت العربي والغربي والشرق أوسطي.. ولكن من يسأل عن ثقافة كنعان وفجر البشريةومعرفتها وأمجاد لا تحتاج إلى ‘’جوجل’’ كي ندركها ونعرفها، وها هم أحفاد، أحفادكنعان وفلست والعمالقة يحرفون وينحرفون.. فمتى نفيق من غفوتنا.
* تأتي هذهالكتابة تفاعلاً مع عمود الزميل خالد الرويعي (حيفا وهيفا.. حينما تختلط الناربالعلم)في المقالة التي تلي:
حيفا وهيفا.. حينما تختلط النار بالعَلم ـ خالد الرويعي*
(Did you mean to search for: (Haifa) بهذه العبارة يقترح عليك محرك البحث (جوجل) إعادة اكتشاف ماتبحث عنه، وكما يلاحظ القارئ من العنوان اللبس الحاصل في النطق الانجليزي بين مدينةضاربة في عمق التاريخ كـ(حيفا) والمطربة (هيفا).
ومناسبة هذا البحث هو أني كنتاحاول جاهدا الحصول على صورة متميزة لموضوع صديقة الوقت (شرين مغربي) والمنشور فيالصفحة الثالثة من الملحق، لكنني كلما حاولت تقليب الحروف وغربلتها لتوافق اسم هذهالمدينة العريقة، رأيت في وجهي (هيفا)، حتى أن محرك البحث لم يجد سواها، وهكذا غدت (هيفا) أهم وأعرق من مدينة تمتد جذورها إلى (الكنعانيين).
لكن لماذا حاصرت (هيفا) هذه المدينة رغم الفارق الزمني الشاهق والخرافي بينهما؟ لماذا غدت مهمة حتىأثرت في تاريخ بأكلمه؟ الجواب بسيط وساذج، وهو أن اسم (هيفا) انجليزياً.. تحج إليهقوافل لا أول لها ولا آخر، واسم (حيفا) لا تكاد تذكره سوى ذاكرة بسيطة، وربما تكونفي مهب النسيان.
ولعل الشيء بالشيء يذكر، فعندما زرت الأردن مؤخراً لم أجدمطاراً او طريقاً أو حتى بائعاً متجولاً إلا ويلهج باسم ذلك المعلم العريق (البترا) وكان ذلك في إطار الحملة العالمية التي تزعمتها الأردن لدخول (البترا) ضمن قائمةعجائب الدنيا السبع، أقول حملة عالمية لأنهم نجحوا بالفعل في تسويقها، مما سيضاعفالمردود السياحي لهذه المدينة أضعاف وأضعاف ما تربحه السياحة في الأردن الآن. وهوالأمر ذاته عندما يتعلق الموضوع بأهمية ترويج مواقعنا الأثرية وتاريخنا .
لكنماذا سنفعل عندما (يتشابه البقر علينا) لمجرد أننا سنخطئ على الدوام في الترويجلهذا التاريخ ودراسته؟ ماذا سنفعل عندما تكون كل معالمنا مرتبطة بـ(هيفا) وإخواتها؟ماذا نفعل وهؤلاء أشهر من نار على علم؟ هل تقترحون تسميات أخرى لمدننا؟ أو تيمناًبـ(هيفا) سنسمي كل مدننا (هيفا).. وعاشت (هيفا) حرة وأبية!!
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |