Alef Logo
ضفـاف
              

عبد السّلام العطاري ... بين مخالب حُبّ إنانا ـ حوار أداره رياض الشرائطي

2007-11-10

العطــاري :
- اكتب للأرض وللمرأة التي وجدتها في ثوب أمي المحرّضة على الانتماء لغراس أرضنا.
- واسأل، متى يصبح الشعر شرطي المرور ؟!
أجرى الحوار مجموعة من الشعراء والكتاب في رابطة إنانا الأدبية تونس
ما ذَنْبُ أَنْ يَجِفَّ نَبْعُ مَليمِ التّعَبِ
وتَعْلَقَ النّظَراتُ على رفوفِ الحوانيتِ
وتَكْتظَّ الشهوةُ التي تلعقُ شهوةَ الألعابِ
وتَهْدرَ أَقنِيةُ الدمعِ على أَسيلِ الطفولةِ
لننسى خُطىً تَحملُنا إلى آخرِ الشهرِ
والانتظارِ ونقراتٍ على دفةِ مفاتيحِ الحاسوبِ
التي تطيرُ.. تطير؟
متى تَكتُبُ عَنْ رَصيفِ المَصرفِ
وتستعجلُ الفائتَ مِنْ جُوعِنا
أو تَرسمُ خطواتٍ تسبقُنى إلى برِّ الله ومواسمِ الحَجَل؟
هذا ما جادت به الموجة فأسكرتنا شعرا عذبا سلسبيلا.. هكذا تتحرك الحروف طيعة على بياض مشرع لكل الروعة المنثالة لكل الاحتمالات التي ترى في الحرف و لا شيء غير الحرف دافعا لمزيد من الحياة... إنه ضيف الحوار الفلسطيني المبدع المتألق الذي عرفناه، الإنسان الرائع، القلم النازف و الحرف البهي إنه المبدع الأستاذ عبد السلام العطاري، ننطلق اليوم في محاولة الاقتراب منه أكثر ما يمكن.

1- *أخي عبد السلام هل تذكر نصك الأول؟ ما هي ظروفه ؟ ولم اختيار فعل الكتابة في البداية؟
اشكر الزميلات والزملاء على تلك الرغبة التي تحملني وإياهم إلى حديث آمل كما يأملون أن نخرج من خلاله بعصف ذهني عالي الصوت وأكثر وضوحاً.
بالنسبة لنصّي الأول ، جاء نتاج وعي طفل في أسرة لها وعيها الوطني والسياسي المختلط بوعي الثقافي، ووسط أشقاء وشقيقات ينعفون كتب عن تجارب سياسية وثقافية خاصة بحركات التحرر العربية والعالمية وكذلك أدبياتها ونصوصها، لذا وجدتني اكتب الخاطرة المحبّة للأرض وللمرأة التي وجدتها في ثوب أمي المحرّضة على الانتماء لغراس أرضنا ... وكانت تلك النصوص التي ما زلت أجهل أو يجهل صديقي الذي احتفظ أثناء اعتقالي ومازال عبر السنوات يواعدني بها، لذا كان الظرف المكاني والزماني هو الذي شكّل فعل الكتابة في البدء .


2- *:لماذا أنت شاعر؟
هو السؤال السهل الممتنع الشائك المتشابك أحياناً مع رغوة السؤال المختلط بزبد الإجابة التي يصعب فكها وتفكيكها .
ربما اخترت الشعر - مع أني اكتب المقالة الأدبية السياسية-إلاَ أن اختياري للشعر من قناعتي بأن الشعر هو رواية العرب، وهو النص الذي يحمل همي وحكايتي بخفة ومتعة -ربما- وشعوري بقدرة التحكم باللغة التي تصل إلى الآخر والمس نتائجها أكثر من العمل القصصي والروائي الذي ربما أيضا اعجز عن فعله ، وكشاعر أعشق الريف وأعشق كنعانيتي كان عليّ أن أعيش اللحظات في القصيدة أكثر من أي شيء آخر .. وكذلك أن حياتي ونشأتي في بيئة كان الزجل والحداء هو - ومازال- الشائع فيها ... وربما ما زالت تعلق في ذاكرتي مقولة لقائد ثورة العبيد الثالثة _ 71ق.م) (سبارتاكوس) حين حصلت واقعة معركته الأخيرة مع الرومان ولحظة تفقده لمقاتليه ووجد احد الشعراء يحمل سيفه ويستعد لهذه المعركة فكان من سبارتاكوس أن سأله بماذا تفعل هنا ؟؟ فأجاب ذاك الشاعر : انه هنا للقتال ، فأجابه سبار تاكوس : انه يملك 20 ألف مقاتل ولا يملك غير شاعر واحد .. أي بمعنى أن المقاتل قد يتوفر أن قُتل ، ولكن الشاعر لا يكون هناك غيره بسهولة ، بمعنى أن الشاعر يروي الحكاية ويحملها ويحرّض على المقاومة وعلى الحياة وعلى رفض الذل .

3- *لمــن تكتب ؟
اسمح لي أن أجيبك بما كنت قد سُئلت عنه من قبل صديقنا العزيز الشاعر محمد حلمي الريشة من خلال كتابه لحظة الإشراقة البيت الأول من القصيدة وهو على هذا النحو:
(ألقُ الفكرةِ ...ألق الشهوة ، تواطؤ أمام اشراقتها الشعور، الذي ينقلني من عوالم المادة والجسد، إلى عوالم أكثر اشتهاءً للروح وأكثر نضرة وأبعد بصيرة.
اللحظة، التي يرتعش لها الجسد منتفضا ليحتوي مكامن القوة والضعف، القوة، قوة استجماع واستنهاض الفكرة حين تتملكني وأصبح أسير وحدتها وبغتتها، أسير اللحظة، التي تأتي طيفا جميلا، أتسمر أمام دهشتها، منتصبا أمام رغبتها بإعلان ثورة الحرف، الذي أُجيّش له كل مقومات البداية.
الضعف، ضعف وانهيار إمام جمال الإشراقة، الانهيار الكامل لحصن القلعة المنيعة، وانهزام جند الحراسات، وتواطئهم مع نسمة تحمل الق الفكرة، الق الشهوة، المنبعث من رحيقها، والانصياع أمام غواية مشاعر ومضة تبرق من عينيها الإغريقيتين، لتأخذني إلى حالة انهماك شديدة، إلى انعتاق وتحرر رخي لذيذ، لتكون الولادة الأولى للقصيدة).

4- * القضية الفلسطينية، هذا الجرح الملامس شرايين القلب.. الساكن فينا إلى النصر. ما مدى الأثر الذي تركه هذا الجرح في عبد السلام الشاعر و الإنسان ، و هو المكتوي بهذه النار أكثر منا ، و الأقرب إلى معاناة أطفالنا و شبابنا هناك ، تحت طلقات المدافع ، و شرارة الظلم ، و عذاب صمت الأقربين .
بالتأكيد سيكون لهذا الجرح نزيفه المتدفق ليكون مداد شعرنا الذي نكتب ، وليس النزيف الذي يميت ، نعض على الجرح لنقاوم الوجع ونشرب الشمس بكؤوس من فخّار ونمضي إلى شرفة تطل على غدنا... النهار يأتي طواعية لمن يحب الحياة بكرامة والليل يطول سواده لمن رغب العيش بذلة، أطفالنا يكبرون على فجيعة الأرض المسلوبة وعلى فجيعة الواقع العربي المنهك التعب الذي لا حول له ولا قوة، أطفالهم يحلمون ببحر وعشب وغبار الأزهار وأطفالنا يعيشون صيف الاحتلال اللافح ونقع الحياة الصعب ويرسمون الأمل على جبهة الظهيرة المرّة القاسية، فتعرق متصببة روحنا التي تتوقد للحرية وتتطلع إلى فجر ندِيٍّ طريٍّ جميل، هكذا كنت طفلاً وهكذا أمسيت يافعاً وها أنا أغدو إلى باكرة النهار لا أثر على جبهتي من غبار الحياة إلاّ أن أقول هذا وطننا وهذا قدرنا وعلينا أن نعيشه حباً وحياة وحكاية جميلة.

5- *تداعيات المرحلة في فلسطين على الأدب الفلسطيني وعلى الأديب..من الناحية النفسية والإبداعية...؟
كان للمرحلة والوضع الراهن الذي آلت إليه القضية الفلسطينية ودخولها في منحنيات ومفترقات خطيرة آخرها ما شهدناه في غزة كلها تترك تأثيرها السلبي على المبدع ليس الفلسطيني فحسب وإنما المبدع الشقيق والصديق الذي اصطف وصفّ نصه من أجل القضية القومية عربياً والأممية عالمياً ، والناحية النفسية ترتبط ارتباطاً كلياً مع الحالة الإبداعية ، ما بين التفكير في تطوير النص وما بين التفكير في الحفاظ على ما تبقى من عقل نتيجة حالة التدهور وخاصة أن المثقف الفلسطيني وأقولها دون حرج قد هُمّش دوره وسلبت مكانته في فترة ما بعد منتصف التسعينيات وخاصة بعد دخول أجندة غربية وغريبة على حالته الثقافية والإبداعية من حيث الاستقطاب والاصطفاف مما أدى إلى حالة من العسكرة الثقافية والمواجهة بين أطراف تسعى على أن تكون الثقافة السد المقاوم حين انفلت السياسي اتجاه التسوية وما بين فريق أخذ يتعاطى مع الآخر ليس بصفته النقيض وإنما الشريك على حساب تاريخنا وثقافتنا الأصيلة .

6- *في يوم ما كانت للشعر تلك القوة المؤثرة؛ حين كانت ترافق الحروب ومن ثم _ في زمن لاحق_ المسيرات والمظاهرات والاحتفالات الوطنية؛ هل تؤمن بقوة مماثلة للشعر الآن تجعلنا أقل بلادة وأكثر حماسة ؟
في حوار سابق لي كان ذات السؤال تقريباً... وأنت تعلمين كما نعلم هنا على الأرض كيف كان للشعر وللرواية وللحكاية تأثيرها كمحرك للفعل وكمحرك للحياة والتغيير ، ولعل النكسة والإحباط والنكوص الذي أصاب المثقف الفلسطيني أولا اتجاه قضيته وما آلت إليه ، وما رافقها من نتائج سياسية لم تكن على قدر المقولة الأدبية خلقت حالة من القول أنه لم يعد، أو لم يعد هناك من يؤمن بقوة الشعر كمحرك ومحرّض لتحريك الجمهور والشارع والسياسي،،، وكذلك ما شهدته المنطقة العربية من حالة استفراد أدت إلى سقوط عواصم عربية وأدت إلى خنوع الأخرى لحالة الفردية القطبية .. كلها تصب في اتجاه سؤالك المنطقي والمفترض ... دعينا نتفق أن نبقي على حالة من الأمل بأن النص سيأخذ مجراه ويشقه من جديد و يعيد الاعتبار إلى مجد الشعر والشعراء..... ربما هو الحلم، يا أحلامُ .. والأحلام المشروعة تتحقق .. لا بد أن تتحقق.

7- *أظن أن القضية الفلسطينية أخذت حقها من الشعر سواء من خلال الشعراء الفلسطينيين ولا أقول هنا أنني أدعو إلى الكف عن الكتابة عن القضية الأولى للعرب ، ولكن أخاف أن نذهب في الشعر طويلا دون أن نحقق شيئا على صعيد المجالات الأخرى كالمجال السياسي مثلا . طبعا تبقى القضية هي أم القضايا ويبقى الشعر العربي في خدمتها من الضروريات التي تحتم علينا تذكرها ، فأين عبد السلام العطاري من القضية ليس شعريا ولكن فكريا وسياسيا ؟
قبل أن أكون في الشعر أو الكتابة ، تشكل وعيي الثقافي السياسي لنتيجة حتمية للظرف الذي نعيشها تحت الاحتلال ، لذا كبرت ونشأت على العمل السياسي كناشط في هذا المجال وربما اختلفت عن بعض زملائي من إيماني - على رأي الشهيد الأديب غسان كنفاني -" أن البندقية الغير مسيسة قاطعة طريق" ومن هنا ومن تجربتي في العمل الحزبي والتنظيمي كنت اشتغل على نفسي كما احب ان أقول من خلال القراءة والإطلاع والمعرفة ، فعملت وما زلت حتى اللحظة في السياسة، فانا السياسي الذي لا يغلّب دوره على الثقافي ، واعتبر الثقافي هو الطريق المنير للسياسي ، لذلك اعتقلت عدة مرات وتدرجت في العمل التنظيمي أي اعتقد أن عمري في هذا المجال قد تجاوز الـ 25 عاما ، مع بعض الاختلاف عن غيري ا حيث لا اقبع تحت أيدلوجية ورؤية اعتبر من خلالها أن كل ما دون وجهة نظري ورؤيتي خاطئة .
على الصعيد ذاته أنا عضو في اللجنة المركزية لأحد الأحزاب الفلسطينية وعملن فترة طويلة كرئيس لأحد المنظمات الشبابية الحزبية الفلسطينية بالإضافة إلى أنشطة وعضوية أخرى في العمل السياسي، ولكن... ولكن .. لو سألتني أو خيرتني كيف أحب أن أعرّف نفسي؟؟ لقلت لك كاتب وشاعر على كل تلك المسميات والألقاب وادعوك للنظر إلى بعض من سيرتي الذاتية هنا .

8- *لماذا لم يأخذ الشاعر العطاري حقه من الشهرة كما الشعراء الفلسطينيين الآخرين؟. بما في ذلك الشاعر الكبير عز الدين المناصرة. هل الإعلام هو السبب ؟. أم المتابعة النقدية التي تركز على أسماء دون غيرها؟.
أنا أسال ذات السؤال، ليس وحده عز الدين المناصرة الذي ظلم في هذا - إن كنت تعني أن أستاذنا المناصرة قد لحقه الظلم والتغييب ؟؟-
نعم اتفق أن المتابعة النقدية هي انتقائية وكنت قد شرعت منذ مدة بالكتابة حول هذا الموضوع ، أن بعض النقّاد قد اشتغلوا فقط على البعض نتيجة لعلاقة خاضعة لسياسة ( التلميع) ولا أخفيك أمراً أن السياسي الفلسطيني قد لعب هو أيضا في مسألة التمييز والاختيار ، هناك شعراء غيّبوا وهم قامات عالية مثال ، الشاعر المناضل خ

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow