ـ 1 ـ
شمع وحليب
وقطعة من الغسق على البحر
ووردة
أواه
إن سيف نظراتي يتكسر
على هذا الجسد العاري

**

وردة غسقية وحليب وشمع
هي آثار أصابعي الجائعة
أواه
أراجيح طفولة
ورعشة عذبة
على صدري أنت
أيتها النعنعة المخملية
ـ 3 ـ
انتظر
الشمس المسرعة
أطرد الأحلام الهانئة
أنتظر العروس
خلف حجاب الجبل
نافد الصبر أنتظر
الطيور الراقصة في عرس الغيوم
وتصعد
تلك الشمس
تدفع الطيور نحو الصباح
تقبل الزرقة في عيني الحبيبة
ترميني
تلك الصاعدة باسمة
في صميم ضجيج العالم.

لقاء بين عالمين
إلى فولكر براون
من تؤلمه الفوضى
وتنخر فيه حتى العظام
يبحث مثلي
عن هندسية العلاقات المنتظمة
**
من يحس أنه أسير
في شبكة عنكبوت الهندسية
يبحث عني
يركض نحوي
في عالمي اللاهندسي الذي
أهرب منه
**
نلتقي لاهثين
ونتعانق.
وفوق الشفة كلمة
عائد إلى البيت سندباد
على الكف حمامة
في القبضة خنجر
وفوق الشفة كلمة
أريد أن أقولها يا أيها الأحباب لكم
أريد أن أهدم معكم برج بابل.
غبت يوماً واحداً، غبت ألف عام
وعلى بساط الأرض الواسع بحثت
سنة فسنة فسنة
عن جواب
فتحت كل صدفة
في عالم يهدم برج بابل
في عالم يرفع برجا لا يقتل الكلمة
بين الشفة والأذن.
بلسماً رششت على الجرح المرير
وأنا قادم متحرراً من ضباب الشوق المنفوش
كالقطن
وأنا قادم أبحث عن الشمس القديمة
الشمس التي أعرف والتي أحب
لكي أفرد تحتها ما جمعت في غزوات الصدف
لكم.
فما هي قيمة الكلمة المكتومة
على شفتين مغلقتين؟
ما قيمة اللؤلؤة مهما كانت ثمينة
بالنسبة لعنق امرأة
إذا بقيت في صدفة مرمية في قاع بحر؟
سندباد عائد إلى البيت:
على الكف حمامة
في القبضة خنجر
وفوق الشفة كلمة.

الصرخة البكماء
(إلى رجل لا شك في إخلاصه مع نفسه ومع العالم)غص مسافة ثلاثة آلاف ميل
في نبع حكمتك
اغرف ما شئت منه
يا من تقف على حبل
تمسك بغيمة التمرد العابرة
تأرجح من صرعة لصرعة
نافد الصبر صابراً على ما لا يصبر عليه
منتظراً قدوم ما لن يأتي
تكلم إن شئت من حين لحين كذلك باسمي
أجرح بالصراخ الحنجرة
كلا، إنك لن تستطيع أن تحل اللغز
بين الأبيض والأسود
لن تستطيع أن تجد الطريق الحقيقية
بين الجحيم والبيت
لن تستطيع أن تخفف بقدر وزن ريشة
بؤس المضطهدين والجائعين في هذا العالم
فإن تحفر دائماً وأبداً في جراحك وحدك
أن ترغب في تغيير كل شيء وفي كل مكان بفركة
خاتم
أن تعمل على بناء جزيرة فريدة
بين الجبهات على حد سكين العالم
هذا هو الجرح الذي لا يشفى، جرح الكلمات
الصادقة
هذه هي الصرخة الضارية، صرخة المخرج
المسدود
هذا هو مردود أسطوانة «لغة العميان» في دورتها
من أذن المسودين اليائسة إلى جيوب السادة.