الزمن الشيء - فاتح المدرس وحسين راجي
2006-04-09
المطر لا يهطل على الفقراء
-فاتح-
إنه لاستبداد فجائعي
أن يذبل ليْلكُ الأمل
في حلمات أثداء الأمهات
- حسين-
أقفر من أهله
الإنسان أجمل من العقل
- فاتح -
أحلم بأن أعيش زوبعة من فلّ مُرّ
-حسين-
أنني أبحث عن ذكاء نبيل يجعل الحياة ممتعة
-فاتح-
عندما لا يكون في كهف روحي
مطرح مريح فأنا في قبر
-حسين-
مهما يكن الإنسان مسكيناً فإنه
أجمل ما في هذه المجرة
-فاتح-
أسري إلى نفسي
محملاً بالخصب
فتنتش زنبقة واحدة
لتصنع ربيعاً
فمن أنت أيها المستغرب؟!
-حسين-
الله ليس كلمة وكذلك الوطن
-فاتح-
هو حرّ في أن يظن جنونه عقلاً
هو حر في أن يصفق بجناحيه
ليصفع وجه الحقيقة المصنوعة مسبقاً
وأنت تحترم الحرية
كما يحترم هو ماء السماء
-حسين-
إن آخر ما يموت في غابة الدهشة هو اللون
-فاتح-
"سحر"
الضياء خيوط نسيج
منديل من الشمس
سقط على الأخضر
أرفع المنديل
انظر، زهرة.
-فاتح-
هنالك يقف أحدهم
يعطر الكون
بذرات وهمية
-فاتح-
إنه الحديث بجمل صعبة
وإنه حب بلا أجوبة
وإنه بجوار القتل
أيها الحيوان الجميل المسكين
2/2/90 فاتح
"القصة من أولها"
أريد أن أروي لكم قصة
قصة بسيطة كراحة الكف
كنظارة رجل عجوز
مرمية على طاولة من القش
تتلخص في أننا بشر!
9/1/90 حسين
لأنني أعرف نفسي أحبكم كثيراً
-حسين-
أصنع شمساً
جميل أن تكون لك شمسك
تتمتع بها مع من تحبه
دون أن يراها الآخرون
15/2/90 فاتح
في النهايات المربدة
أقص قمراً من ورق
منتظراً الليل
لعله يقول لي شيئاً
2/2/90 حسين
قال شيء: أنت لا شيء
قال الآخر شاكراً:
-حررتني من أي شيء
-من المكان
أواخر 89 – فاتح
نظر الشيء إلى السماء
وقال
أني سجين
فقالت له السماء
ألم يدهشك هذا الكون
-سيدتي العزيزة هلا أريتني
- ماذا؟
-الوجه الآخر للكون؟
8/2/90 – فاتح
سألت نفسي
-كم سأعيش؟
فوجتني أجيبها
-قد ضيعت لحظة من حياتك بهذا السؤال!
-حسين-
هذا العالم لم تأكله جرذان الكمبيوتر
قل لي هل يلد العقل جرذاً؟
-فاتح-
المسافرون
أحب الذين يسافرون في السابعة
ويعودون قبل ربع ساعة
الصافية عيونهم
وهم يتكلمون عن الثوابت
الذين يؤمنون بعنادي
بكثير من البراءة النبيلة
القوية ذاكرتهم
والكبيرة قلوبهم
الذي يتغيرون
دون أن يتغيروا
لأن عدد الكهارب في الدائرة في فلك أرواحهم
هو نفسه منذ مليار عالم متكلس
أحب الذين يسافرون في السابعة
ويعودون قبل ربع ساعة
الذين تبحر عدسات التصوير
عن تحديد أشكالهم
لأنهم موجودون وغير موجودين
في آن واحد
وهذه هي علة قلعتهم
لكن عيون نفوسهم الصافية
تلك التي أرى فيها شجون نفسي
تظل مفتوحة كنوافذ عسل روحي
لترسو فيها
مراكب أحلامي المحملة بالأثقال.
أواخر 1989 – حسين
اللحن
-كم أنا حزين لأجلك
أيها اللحن... أيها اللحن
-من؟ والتفت
-بماذا؟ قلت
واضمحل
-فاتح-
أصدقاء الرماد
جاؤوا البارحة ليصحبوني
لنتحدث طويلاً في الطريق
لم يجبروني
لا زلت أسمع صفير القطار
إنه لا يكف عن الاهتزاز
ما أصعب السفر لوحدك
على درب التبانة قلت
1984 – فاتح
-إنني مندهش قال التمثال
- لماذا.. لماذا.. قال النحات
-ماذا قلت؟ منذ لحظة
-قلت أعرفك بالناس
-تحاول عبثاً لم أعد في حاجة إليك
-.. ولكن
-ألا ترى؟
-لقد تبادلنا الأمكنة يا سيدي
جهلك بالقوانين ليس عذراً
1984 – فاتح
ولأنه في البدء
كان العبث
ولأنه قال كلمته وسكن
متربصاً بذاته
فالعيون الكثيرة
وشتات منظور الوجه
في القتل والحب والتحول
تخمينات شاعر فقير
أبجديتك على كوكبي
هذا
ليست إلا
حرفاً في فم طفل يتيم
ماتت أمه في المخاض
قلتها وسكنت متربصاً
بذاتك
أيها الطفل الكوني
الخديج
24/2/84 – فاتح
يبدو لي أننا في حياتنا
نبحث عن الخطأ
نمارس الخطأ
إنها لذة النهايات
التافهة
ما هذا العبث الكوني
المسكين
21/3/90 – فاتح
رسالة إلى زميل رسام
عزيزي ك هـ ي ع ص
تأملت لوحتك بتعب شديد
كان الضوء فاتراً في المكان
ووجهك؟
شاحباً كان وجهك!
في الشكل
كل نقطة ترسم خطاً وتسارعاً سكونياً
يخشى جاهداً تلمس
حدود اللوحة
على تخوم موجة زرقاء
قصيرة.
24/4/84 – فاتح
من الصفر يولد رائع الواحد
-فاتح-
أن تعانق الشموس بعضها
فيتناثر النار والضياء
في رحاب الكون
كل هذا الدمار
من أجل قبلة
-فاتح-
نحن في بابل
وجلود الأسرى تزين
قصر بعل
والكلام من حق الكهنة
الحيوان لا يحق له الكلام
إذن أنا حيوان
في بابل الكلمة ليست شيئاً
لأنها تحوي في جوفها الصور
الكثيرة
انظر ما أجمل هذا الملك
إنه ناعم وموشوم الجلد
هنا وشم كلمة
ومسح بأصبعه
على ثقب الكاهن الأكبر
10/2/90 – فاتح
جَشَع
أريد أم أملك مصنعاً
ينتج صنفاً واحداً
من العطر
هو رائحة الأم
أريد أن أتدفأ
تحت سقف من ثلج
يذيبه ربيع مستحيل
ودون أن أعرف
لماذا أريد ذلك
أريد امرأة تصفعني بقبلة
أدهن غمازة خدها بالعسل
لألعقه حتى الثمالة
أريد قطرة ماء واحدة
أتبرع بها لعصفور دوري
في صحراء لا أعرف اسمها
وأنا في حالة من العطش
لأن اللحظة تبهجني
أريد أن أحاسب نفسي بقسوة
وأن تتحول كلماتي إلى سياط
تلسع أنحاء روحي
ليس في حالة من السّكر
بل في صحوة العقل المشرقة
أريد شمساً تسطع من صدري
لتوقظ في الصباح الباكر
كل العشاق
من أجل أن ينتظروا ليالي جديدة
من الحب
هذا هو جشعي
أن أصل إلى عدم الرغبة في شيء
كي أملك كل شيء!
أوائل 1990 – حسين
نظرت إلى المرآة
-من أنت
-... وابتسم
شعرت أنه منحدر
وقال بهدوء غريب
-الأخ لك
فغضبت
-ألم تتعبوا من التماثل
-إنه الوجه رقم 1
-لمن؟
-لهذه المجرة
واتجهت نحو الزر الصاعق
لهذه المجرة
قال صارخاً
-قف.. لحظة
فاستدرت
كأن في المرآة وجهاً آخر
تمتم:
لقد فجرت مجرّتي
-فاتح-
إلى كل مسيح
أبق في سمواتك العلى
من أجل ألا تصلب من جديد
المتبرعون كثر
ودمك غال...
سوف يركبون لك مصعداً للهبوط
وسوف يهرفون: هذا لراحتك
انزل من أجل مرضانا
لو كنت أنا إذن لرفضت
ولأزهر الجواب على فمي حباً
كي أقول لهم
إنني مصلوب من أجلكم إلى الأبد
-حسين-
رسالة إلى نحات
عزيزي الطارق
هل رأيت؟
أنك لم تستطع ملء السماء
وهكذا تم لك أن بعثرت
جميع أصداء مطرقتك
في الفضاء
مع بازلتك الأسود
صمت يتمنى خائفاً
هدم اللحظة الآتية
كما لو ألقيت حجراً
في فراغ الكون
هل تذكر صورته
آلاف مؤلفة من ذبابة الخل
رسمت الصورة في الفراغ
هو أيضاً انتصر
على ذاكرته
حاملاً الحيرة..
لما وراء حدود الظن
24/4/84 – فاتح
غير شجرة واحدة!
هل شعرت مرة
أنك لا تنتظر شيئاً
أنا جلست وانتظرت
مرت أنسام خريفية
لتحدثني عن مطر هائم
وسألتني عيون غريبة
-إنك لا تنتظر أحداً
أليس كذلك؟
وحاصرتني إشارات الاستفهام
تردد بلوعة:
-ماذا تنتظر هنا؟
قلت: كما ينتظر الخريف ربيعاً
جلست في الزاوية نفسها
انتظر .. وانتظر
ووسوس في سمعي حفيف أوراق
تدلت على جدران الذاكرة
ما لبثت أن توقفت في ظلها سيارة
نزلت منها كل الفصول
غير شجرة واحدة.
3/3/89 – حسين
وهكذا
وهكذا كان قد لف عنقي
حبل من صمت مستحيل
فأطحت بالكرسي من تحت قدمي
كي أتأرجح في فراغ عالم محايد
دونما أخوة
دونما أخوات
دونما نرجس بري
وحتى دون نفسي!
-حسين-
شاعر وشاعر
الشاعر الأول
-تجريدات شعرك يا صاحبي
صهيل حصان
فأنت الحصان
-...
-حسناً على كل حال ما اسم أبيك
-...
-وليكن اسم أمك!
... أمك!!
1985 – فاتح
لم يعد يأساً
لقد تم له نثر ذاته
ف يرحاب الفلاة
فلاة الكون
تلك هي قصة غربتي أيضاً
تصوّر
كنت أسمع أغانيهم على حوافي المجرات
وراء حدود الحيرة
أما النشوة هي هي
طعام الآلهة الوحيد في البقع السوداء
واحزناه... لم تعد تلوكها نوازع
طفل حملته صَدَفته ذات الصدى
الأمواج الهوج
تلك التي أقبلت هذه المرة
من دخان طفل تحترق في جنة
185/84 – فاتح
..يجيبه صوت من الداخل
-انتظر
سوف نفتح كي تستريح
ويظل الرجل مسمراً في مكانه
-حسين-
.. ولكن ما معنى كل هذا
ما دامت القصة بسيطة
وإلى هذا الحد؟!
-حسين-
متر
مكعب
من العتمة
وإياك
أن تختنق
هناك
من سيحزن
-حسين-
بلا عنوان
في المكان
كان الزمان
كلاهما يتعانق ويتبدد
ذعراً
وبحب
لقد رأيتهما متلبسين
بلا هوية كانا
وابتسما هكذا
ببلادة
-فاتح-
؟
ماذا
وتكتب شعراً
مجرم تخطى حدود الظن
أرني هويتك!
-فاتح-
لا تعبث إذ تكتب شعراً
أخلع حذاءك
أنت تتكلم عن ملائكة بلا أحذية
هات هديتك
-فاتح-
قال صاحبي
حسبوني تيساً
قرونه من نحاس أحمر
-وأنهم بحثوا عن سكين وملح
وقال الثالث مصفقاً
-انظروا.. انظروا
عادوا بهوياتنا
بيروت المذابح
-فاتح-
..سيلفك الأبيض بأمان
يقذف بك كسفينة نوح
إلى أعلى القمة السوداء
لكنك في تلك القمة المظلمة
الصريحة
سوف تلمح ولو للحظة
شظايا نجوم
تناثرت على صدر امرأة
مثل رماد مستحيل
-حسين-
كابوس رقم 4
بعيداً عن الجدار
وقف الرجل
وبيده هراوة
أطاح بها على رأسه
أنا لا أدري ماذا أقول
هكذا كان قد فعل
بعد أن أكل كاسات من زجاج
وشرب أقماراً مذوبة
ثم أشار بأصبعه متهماً
سألته عما جرى
لأمه.. للحنان.. للحرية
لكنني لم أر غير مستحاثات
وآثاراً لعلها من دماغ
كانت متناثرة بمنطق عجيب
عجيب وسليم أيضاً
لذلك لم أقل شيئاً
8/7/89 – حسين
-1-
الرجل يصعد السلم
السلم مستمر
يتوقف الرجل
يقطف قطعاً من الغيم
يجعلها في عبه
ثم يتابع الصعود
لا يدري إلى أين هو ذاهب
-2-
كان يتهجى صمتاً
قرأ كلمات في قسمات وجه
أضاف إليها أحلاماً
لكن الدورق تفجر بين يديه
وأدرك أن الحياة أقسى
من أن يستمر في التجربة
-حسين-
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |