أنت
2006-04-08
يتسول الأمراء باسمك،
هل أوضح؟
يذبح الفقراء باسمك
لست ساكتة
ولكن السماع يحرف الصوت المشاع
سأذيع سراً:
لست وحدك من يناصبني المحبة،
لست ذاكرتي اليتيمة،
لست متراسي المثبت،
غير أني أنت فاتحتي وخاتمتي ومت عليك،
دورك أن أوضح:
إن سنبلتي القعيدة لا تفور بغير مائك،
إن ماءك دون سنبلتي بخار،
لا أخاف عليك لو أجدبت فصلاً،
لا أخاف عليك لو أحببت أمطار مفاجئة،
ففي جسدي المشجر وردة موصولة بيدك،
نبع يصطفيك،
تهم نار،
غير أنك لست لي رئة إذا هبطوا وضغطي
في ارتفاع
يتوسل الأمراء باسمي،
يقطعون يدي وتجبى حولها الصدقات من
دمك المكرر،
لست ساكتة،
ولكن السماع المطبق العربي سدد لي
سروراً طاغياً،
فسقطت:
ألمح زرقة الكدمات في الوجه المهبر،
(لم تكن يومأً علامات مميزة)
وأجلس تحت حزنك،
أسأل الحجر الذي رشقته أمي في التظاهرة
الأخيرة:
هل نفذت إلى السريرة؟
أسأل العمال.
من سيغير الأحوال؟
أسألني:
لماذا لا يكون النبع أجمل؟
يسأل الحجر الذي رشقته أمي، يسأل
العمال، أسأل:
كيف نختتم الصراع؟
ونجيب: أنت حبيبتي،
لكنني-
يتسول الأمراء باسم،
هكذا عبروا ولم يتغيروا،
ووقفت،
لست أبذر الأسرار:
لا أمطار في الفصل الجديد،
حسبت وجه النبع أجمل-
كان عبء البيت أثقل،
-هل تفك البندقية؟
-مرتين،
-وهل تركبها؟
-..أحاول،
من دمي يتساقط الدم،
المقاتل يبصم الأنعام والأعراف،
لا يدري لماذا تبعدين ولا لماذا تقربين
ويقول: إن الخوف عار،
كان يهجس بابنة العم الوفية،
إن عبء البيت أثقل،
إن يوم الحزن أطول من حزام البندقية،
هل تشب لديك نار؟
كنت لي وهمست باسمك فالتقينا في قرار
السجن:
مني وردة سوداء،
منك الماء،
والأنباء تحفظ في مفكرة السجين،
-هل كنت مثلي تكتبين؟
-أمية، وقرأت بعض كتابة الحجر الوفي
على وجوه المعتدين
أدركت أن القهر أمي فطفت على المدارس،
يخرج الطلاب والأبواب والكتب العتيقة،
يخرج الطبشور والممحاة والكتب الجديدة،
تخرج الجغرافيا، والجبر، والأدوات،
صار النبع أجمل،
هل أوضح؟
صرت أجمل؟
وردتي سطعت،
وأنت هنا وأنت هنا وأنت هناك،
-تعرف أن تموت على هواك،
-وأنت معجزة القيامة
قابلت كلا منك يوم نفيت عنك،
شهادة،
ما كنت أبكي،
كان زر الورد يقفل عطره،
والنبع يكتم نهره،
فحملت بي فوراً-
وشبهنا لهم وجهي المغادر، ثم قلت:
مع السلامة.
فبأي سر عدت،
يقتحمون داري بالسؤال،
ترد ناري: باليدين،
بما رأت عيني،
بأن تتشابك الطرقات عمالاً وأطفالاً وتنهمك
الحجارة بالقتال،
علوت حتى شاهدتنا الأرض،
تحت رصاص عاصمتين في الوطن العواصم
كنت أفتح طاقتين،
أذوق موتي مرتين وأدفع الأبواب،
يرجمهم دمي بين الولائم والرضى،
فيحلون دمي –
ولحمي موغل في النار،
-هات يدك،
-لا تترك يدي،
تهدم البيت العجوز علي،
أوصتني بقايا لحم جاري بالصغار،
فجئت أعلن أن حكماً، هذه اللحظات،
يلحق بالكبار
"سيحل هدم فاخر،
"تتغير الطرقات والكلمات،
"ورد من صميم النفط،
"نفط من سلاف الورد،
"عمال على كتب،
"ونفتتح القراءة منذ "جاء الوعد"
والأرض اكتست بيديك، واندحر الغبار
تتجمعين الآن،
وحدك من يناصبني المحبة والحوار
وأنا هنا، أشقى، ولكن لا أحار
ما زلت حياً في العواصم،
هذه كرة على الاسفلت أرجعها إلى الأطفال،
سألني عجوز عن مغيب الشمس،
أخبرها وأهمس بالشروق،
-وأنت كيف؟
-حجارتي منذ الشروق إلى الزوال،
يداي، من هبة القتال، مليئتان بورد حيفا،
هل سحبت إلى العواصم سحنتي؟
-يتسول الأمراء باسمك،
يذبح الفقراء باسمك،
تقفر الطرقات باسمك،
ثم يبزغ وردة حمراء،
في أوقية الشمس التي سربتها تتوضح الأسماء
بين حجارتي ودمي وباء الفعل،
أعلن: لا شفاء ولا سلامة،
يتكفل الفقراء بالعدوى،
وعرف كيف دافعت العواصم عن سلامتها،
ولكني أبلغ عن إصابات مؤكدة:
سمعت إلى هتافات محددة،
رأيت يداً نعبر عن حجارتها،
قرأت كتابة غير الكتابة...،
فاغتنمت دمي،
وقلت: هي العلامة.
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |