فن تشكيلي / الفنانة التشكيلية الكندية بيرنيس لطفي سورج (ذاكرة أمي السورية ملهمتي
2006-04-08
ولدت بيرنيس سورج في كندا لأم مهاجرة من سورية (جديدة عرطوز) وهذا ما جعل سورج تعمل بذاكرة مستمدة من أمها فحسب سورج (كانت أمي دائما ملهمتي) تركز في فنها على ورقة الشجر لكونها رمزا للعائلة، إنها تتنفس من اجلنا.
الطبيعة بالنسبة لسورج هي الحدود مابين الهوية والثقافة والقناة التي يمكننا من خلالها التواصل.
شاركت سورج بأكثر من مائة معرض فردي وجماعي ونالت جوائز متعددة على أعمالها واقتنى بعض أعمالها كثير من المتاحف والمعارض الدائمة
والى كونها فنانة تشكيلية فهي تهتم بالعلاج بواسطة الفن كما يسيطر على أعمالها هاجس السلام.
التقيناها بعد افتتاح معرضها في صالة فاتح المدرس بدمشق والذي أقيم ضمن فعاليات أيام الثقافة الكندية التي نظمتها السفارة الكندية ورعتها وزارة الثقافة السورية:
* يسيطر على لوحاتك شكل الورقة التي في داخلها صورة عائلة ماذا تريدين القول من خلال ذلك؟
- هذه اللوحات هي سلسلة رسمتها لمتحف الحضارة في كندا، وهذا كان في عام 2001 و الآن غيرت أسلوبي ولكن أبقيت على ورقة الشجرة في لوحاتي.
* هناك إصرار على الحميمية في لوحاتك من خلال التداخل بين ورقة الشجر والعائلة ؟
- بالنسبة لي الأمر يتعلق بالرمزية وفي أكثر من جانب، حاولت أولا التعريف بنفسي لأجد جذوري عبر عائلتي الموجودة في سورية، وأنا أقصد الرمز لشريط الحياة ولشجرة العائلة أما الورقة في لوحات أخرى فلها معنى آخر فأنا كنت أجمع الأوراق المرفوضة في الطبيعة ولا يقبلها أحد و حاولت حماية هذه الأوراق بنوع من التسجيل للأجيال القادمة لأنني أرى أن الأرض تتدمر حاليا ويجب الحفاظ عليها وهي للأسف تزول بالتدريج.
* أنت بالأساس سلسلة عائلة مهاجرة فهل المخزون الشرقي مع العالم الجديد يغني لوحتك؟
- باعتباري ابنة عائلة مهاجرة كان هاجسي الدائم سؤال ما معنى الوطن لذلك كان الورقة مسيطرة في رسوماتي لان الورقة تعني استنشاق الأوكسجين وبالتالي هي رمز الحياة، وهي من أعطى أهلي الحياة والأوكسجين ليستمروا في العيش.
* في البداية كانت يسيطر اللون الأحمر وتدرجاته على لوحتك ثم تبدل اللون باتجاه الداكن مالسبب يا ترى ؟
- اللون الأحمر بالنسبة لي هو الجسم البشري مع الدم الذي يجري فيه، ونحن كورقة الشجر وهي نحن، الأحمر عندي له معنى ممكن أن يتغير مع تغير الحالات، فهو كالدليل الذي يرشدني للدفء البشري فأنا كمن يرتدي نظارات حمراء أرى الأشياء بهذا اللون، فالمسألة هي بحث عن العائلة، بحث عن الصلة بأشخاص لا أعرفهم أو بحث عن وطن فأولا وأخيرا القضية عندي قضية بحث.
* هناك بروز لأعصاب الورقة فهل هذا تجسيد لشرايين وأعصاب الإنسان؟
- هذا عائد لتفسير كل شخص، والورقة لها عروق خاصة بها وبالتالي هي تشبهنا.
* هل يمكن أن تعطينا لمحة عن الفن التشكيلي في كندا اتجاهاته وانتشاره..؟
- بالنسبة للجيل الجديد هناك تعبير غاضب عن العالم المصنع المضاد للطبيعة لذلك يحاول الفن الآن استرجاع المعنى الإنساني، والآن ازداد الاهتمام بالفن وخاصة الطباعة، منذ سنوات كان صعبا على الفنان العيش من فنه أما الآن فلقد أصبح هناك انتشارا وسوقا للوحات، ولدينا كسورية مدارس قديمة وحديثة وتنوع في الاتجاهات الفنية
* كيف رأيت مستوى الفن التشكيلي في سورية؟
- زرت معرض ميشيل كرشه في المتحف الوطني وأحببته كثيرا وأعجبني مستوى طلاب كلية الفنون الجميلة أيضا وتنوع عملهم ورقيه.
* كيف ترين دور الفن في عالم الاضطراب السياسي الآن؟
-الفن يعطي الصبغة الشاعرية للحياة ويخلق من خلال التفاعل بين الفنانين والمهتمين لغة عالمية تكرس العمق الإنساني بين البشر، وأحسست أن كل فنان قابلته هنا كأنه من بلدي، فالثقافة والفن وطني الذي لاحدود له.
* ما رأيك بالتجربة المشتركة مع الفنان سعد يكن ؟
- لم أكن أعرف سعد من قبل وهذه التجربة غنية جدا ومهمة جدا لي وأنا أحببت طريقة عمله وأسلوبه وأنا لا أمارس النقد على لوحاته وإنما أتحدث عن إحساسي تجاه لوحات سعد الجميلة رغم أنه يختلف عني ويعبر بطريقة خاصة به
* ما هي المواد وطريقة العمل المستخدمة في لوحاتك؟
- أستخدم نوع من التقنية عبارة عن طبع على ورق خشب على نسختين وهذا التكنيك طورته بنفسي فآخذ نوع من الخشب أضع الورقة الطبيعية وبحجمها الطبيعي عليه وأضع عليها مزيجا معينا طبقة فوق طبقة لكي تبقى الورقة محفوظة، وأعتمد أساسا الحفر والطباعة والصور التي تراها هي صور عائلية قديمة تطبع طباعة مع اللوحة.
* أخيرا هل تعرفت على دمشق وحاراتها..؟
- لقد شغلتني السفارة الكندية طوال الوقت، لكني زرت معلولا وصيدنايا وبصرى ودهشت من جمال هذه الأمكنة، كما زرت عائلتي التي تعرفت عليها في زيارتي هذه، وهم زاروا المعرض ورافقوني في تجوالي.
