فن تشكيلي / حوار مع الفنان وليد قارصلي
2006-04-07
وليد قارصلي فنان دمشقي من نوع خاص، وصديق من نوع خاص أيضاً، هو الذي استوقفني لفترة طويلة أمام مقطوعة شعرية كانت دليلاً إليه وهو يتكئ على يده اليسرى معلناً أمامك، بكل حب، أنه قادم من نبض هذا العالم، بكل ما فيه من قسوة وجمال:
مرة ذهبت أنت إلى حرب حقيقيةْ
ولعبنا الحربَ نحن في لعباتنا
وفلحنا الحقلَ والغابَ بشقاواتنا
وعدت أنت تخفي يدًا صناعيةً
لم نكن ندرك أن حربك كانت حقيقيةْ
في مرسم ـ بيت وليد قارصلي ينتابك شعور مزدوج بالراحة والارتباك، الراحة التي تضفيها خصوصية المكان كشاهد على تغيرات عالم داخلي تتوزع في لوحاتٍ موزعة بدورها حولك، والارتباك الذي يضفيه الشاهد الآخر- المستلقي على سريره بحياد دافئ مانحاً إياك ابتسامة ترحيب لطيفة وكأنه يفتح باباً سرياً لك وحدك.
بعد برهة قصيرة تبدأ عيونك بالتآلف مع المكان فيطرق بابك شاهد ثالث من نوع خاص "دون كيخوته" الطالع من إطار اللوحة برمح طويل أمام شمس مُحلزنة السواد.
قلت له أنها المرة الأولى التي أجري فيها حواراً صحفياً، وسألته بدء الحديث كمساعدة يقدمها لي، فكان ارتباكاً مشتركاً قوامه لا جاهزية الأفكار، وعندئذ تدخل الصديق محمد عبد الجليل ليطرح السؤال الأول:
-كيف تشكل مفهوم اللوحة عند وليد قارصلي؟
-من الصعب بدء الكلام من نقطة النهاية عن البدايات... أتذكر أنني عندما كنت أشغف بقراءة كتاب ما، كنت كثيراً ما أخرج من نفسي أثناء القراءة لأراني كيف أقرأ؟ كيف أستوعب؟ ما الذي استفدته من قراءة هذا الكتاب. هل الفكرة التي يطرحها الكاتب متناغمة معي؟ هل من الممكن أن أقوم أنا بطرح مثل هذه الأفكار يوماً ما؟.
مثل هذه الأفكار كانت شديدة الأهمية بالنسبة لي خاصة عندما بدأت ممارسة الفن كمهنة، إذ وضعت لنفسي هدفاً بتحقيق شيء ما في هذا المجال بغض النظر عن تاريخي الهندسي والموسيقي.
أعتقد أن البدايات هي التي تشكل الإنسان، تشكل شخصيته، ذاكرته، ومخزونه الثقافي؛ وهي أكثر أهمية بكثير مما يأتي لاحقاً، لأنها جوهر الفنان. كل فنان يختلف عن الآخر بمستوى ثقافته، مخزونه الفكري، وغذاؤه الروحي الذي تلقاه على مدار حياته.
كيف سينجز؟ ماذا سينجز؟ هذا ما جعل بداية اتخاذ الفن كمهنة تقترن لدي بسؤال أساسي: هل لدي شيء أقدمه للآخرين؟ و دائماً كنت أبحث عن تلك الصيغة التي تسمح للفنان بالوقوف أمام الآخرين معلناً أن لديه ما يقوله سواء أكان هذا في الأدب أو في المسرح أو في الفن التشكيلي...الخ. لا يحقق الإنسان تفرده منذ البداية لكن يجب أن يكون لديه ما يقوله.
-شكا "دوغا" لمالارميه عذاباته الشعرية قائلاً: وتكون لدي حينئذ أفكار كثيرة. فأجابه مالارميه: لكن القصائد لا تصنع من أفكار بل من كلمات.
ما هو الاختلاف في التعبير عن الأفكار باستخدام اللوحة عن المقولة السابقة بخصوص الشعر؟
-أرى أن جواب مالارميه مجحف قليلاً بحق الفن لأن الموسيقى تتشكل من نوتات سبع، واللوحة تصنع من ألوان سبع، ومع ذلك كم من نجاح هائل يمكن أن يُحقق، وكم من فشل يمكن أن يكون باستخدام هذه الأدوات ذاتها...
-مع ذلك قد تشكل أسبقية الفكرة عائقاً أمام تدفقها العفوي، وخاصة فيما يتعلق بالرسم لأن رسم اللوحة يستغرق زمناً..
-لابد من ذلك، حتى الشاعر والموسيقي يحتاج إلى فكرة أولى كي يبدأ. ضعي مجموعة من الألوان أمام طفل لم يتشكل مخزونه الثقافي والمعرفي بعد، لن يستطيع هذا الطفل أن يقدم لك شيئاً، قد يقدم أشياء تجريبية جميلة لكنها لن تكون أكثر من مزحة.
لابد من مضمون، حتى الفن التجريدي المحكوم عليه باللامضمون يحمل مضموناً واضحاً بشدة. إنك تتعاملين مع شيء ملموس، مع سطح بمساحة معينة وبعدد معين من السنتيمترات.
-إذا لنتكلم عن خصوصية علاقة وليد قارصلي بالفكرة واللوحة معاً.
-ما ساعدني في بدايتي الاحترافية هو دراستي لتاريخ الفن، قبل ذلك كنت ارسم لأنني أرغب بتجسيد أشكال أو أنماط أو مزاجيات معينة فقط. هذا يختلف كثيراً عن التعبير الموسيقي، ففي التعبير الموسيقي يكون الفنان، وهو يعزف، مسؤولاً أمام سمعه، أمام معرفته الموسيقية؛ أما الرسام فيمكن أن يرسم أي شيء ويطلق عليه (هذا ما أريده!). بدون دراسة أكاديمية سيكون العازف غريباً عن نتاجه...
-لكن للون حساسيته الخاصة أيضاً...
-طبعاً، ورغم أن عدد النوتات والألوان سبعة إلا أن هناك أنصاف الألوان، أنصاف الأزمنة الموسيقية. علاقة الزمن بالموسيقى تختلف عن علاقته باللوحة فهو يتجلى ثابتاً وراسخاً في اللوحة ويستمر ثباته حتى بعد انتهاء العمل رغم أن المتلقي الذي تكتسب اللوحة حضوراً خاصاً في داخله قد يعيد اكتشاف تفاصيل جديدة مع كل تأمل جديد لها؛ بينما لابد للعازف من إعادة لعب اللحن الموسيقي زمنياً من أوله إلى آخره حتى يتمكن من إيصال ما يريد قوله للآخر.
-أهو ما يتعلق بزمن الانجاز؟!
-زمن الانجاز وزمن التلقي، هذا ما أقصده بالفرق بين الموسيقى والرسم زمنياً. علماً أن هذا الفرق لا يلغي تقاربهما، إذ تجمع بينهما تلك اللحظات المبهمة التي قد تقترب أو تبتعد من الفنان.
قد يبدأ الفنان علاقته مع السطح الأبيض دون أية فكرة، ولكنه ما إن يبدأ الرسم حتى تبدأ الفكرة بالتشكل وتتابع نضوجها مع تطور لوحته، وقد يكون العكس تماماً: تتلاشى الفكرة التي يريدها الفنان لتبزغ فكرة أخرى مختلفة تماماً.
العميلة الإبداعية عملية مبهمة لا يمكن تفسيرها ولو قدر لها أن تفسر لماتت، ولأصبحت اللوحات نسخاً مكررة لما هو موجود في الطبيعة. هذا مع الأسف ما يقودنا إليه عصر الكمبيوتر.
-أعتقد أن حضور اللوحة على الكمبيوتر يفقدها خصوصيتها، يحولها إلى معلومة، خاصة مع الاستهتار الذي تعامل به.
-لا أتفق معك بهذا الشأن. اللوحة الزيتية أو المائية وغيرها لن تتغير إذا طُبعت على الورق أو نُقلت عبر الكمبيوتر. إنني أقصد الفن المنتج بواسطة الكمبيوتر أو بواسطة وسائل أخرى، هذا الفن الذي يرتبط بدرجة تقنية هذه الوسائل بينما هو يفتقد إلى مركز ثقل فني فعلي، حتى ليبدو أن دور الفنان مُلغى، وبالطبع دور المتلقي أيضاً.
لقد بحثت عن هذا المركز في أعمال الفن الجديد أو ما يسمى بـ"فن التجهيز" دون فائدة! إذ لا يمكن للمتلقي أن يقف أمام ثقالة ويستمتع بها، قد يفعل المهندس ذلك!.
من الطبيعي أن يستفيد الإنسان من الأشكال المتوفرة أمامه في الطبيعة، لقد فعل ذلك دائماً في مجال الهندسة المعمارية، وفي مجالات فنية أخرى؛ لكن تكرار أشكال الطبيعة فقط هو أمر آخر.
-ما هو سبب فقدان مركز الثقل الفني في بعض الأعمال العربية الجديدة، أهو ردة فعل على الواقع مثلاً؟ وماذا عن تاريخ نشوء هذا الفن الجديد "فن التجهيز"؟!
-في بداية القرن الماضي نشأت مجموعة من الاتجاهات، والتي كانت موجودة أصلاً؛ ولكن ما أكسبها صفة التميز هو التركيز عليها والتخصص فيها. وهنا أقصد السوريالية والدادائية والتكعيبية وغيرها.
نشأ الفن مع وجود الإنسان لأسباب مختلفة منها العبادة، الصيد، الخ، وكان ذلك بمثابة تحدي مادي وفكري، محاولة لاستغلال كل شيء في سبيل الفكرة؛ ومع تقدم البشرية بدأ الإنسان باستغلال الفن بدءاً من استغلال جلده عن طريق الوشم حتى النحت بالصخر؛ إلى أن وصل إلى تجنيد الفن لخدمة الكنيسة فقط.
كان البدائي يرسم بشكل تكعيبي أو دادائي، وهذه الحداثة الموجودة مسبقاً أبرزتها الرغبة في كسر القيود الأكاديمية؛ واستمر هذا الكسر حتى وصل البعض إلى عمل أي شيء تحت اسم "أعمل شو ما بدك وسميه فن!".
لقد فقدنا الخطوط المخلصة في الفن، وأصبح بإمكان أي أحد أن يشتري بعض الأغراض من المتجر ويرتبها عشوائياً ليشكل عملاً فنياً!
-تتميز فترة تجنيد الفن في خدمة الكنيسة بنتاجات مذهلة..
-نعم لقد ظهرت نتاجات عظيمة لأن الكنيسة شجعت الفن بمختلف أنواعه، لكنها ألزمته بالمواضيع الدينية فقط.
كلُّ الأعمال الفنية في العالم تشكل منتوجاً ثقافياً زمني التدرج مما يدل على أنه لا يمكن للإنسان الاستغناء عن الفن، وهنا يمكنني أن أقول أن مرحلة تدني المستوى الفني هي مرحلة عابرة سيعود الفن بعدها إلى التألق.
-ما يذهل في فن القرون الوسطى هو قدرة الفنانين على التعبير عن آرائهم المخالفة للكنيسة باستخدام نفس الأدوات المفروضة عليهم، أي أن ترسم لوحة دينية تعبر فيها عن رأيك الخاص الذي قد يكون مخالفاً للرأي الديني السائد في ذلك العصر والمفروض قسراً على الفنان.
-لقد قدم الفن في ذلك العصر خدمات كبيرة للفن بشكل عام وللكنيسة أيضاً.
-عندما زرتك منذ عامين تقريباً كان انطباعي العام عن اللوحات المحيطة بنا انطباعاً واقعياً، ومن خلال رؤيتي لبعض أعمالك المبكرة رأيت أن بدايتك الفنية كانت سيريالية. أمامي الآن عدة لوحات لمدينة دمشق تجمع بين المدرستين.
-أثناء البحث عن الهوية الخاصة يحاول الفنان التخلص من كل الشوائب الذي لازمته سابقاً، وهو عمل يحتفظ باستمراريته وجديته على الدوام.
الواقعية التسجيلية مدخل رئيسي لتعلم الفن وهي ممهورة بهويات كل الفنانين، ولا أتصور فناناً لا يمر بهذا المدخل أثناء تطوره الفني.
-هل أفهم من كلامك أنك تقصد الكلاسيكية؟ فالواقعية التسجيلية، كما أعرف، هي أن ترسم ما تراه فقط عازلاً نفسك عن الموضوع!
-لقد تكلمنا منذ قليل عن وجود الحداثة في الفن القديم. أعتقد أن أقول أن هذه التقسيمات الزمنية، كالتي تطرحينها الآن، الكلاسيكة والواقعية والواقعية التسجيلية والرومانسية وغيرها -هذه المدارس الموجودة دائماً- يمكن تلخيصها بمركز هو الواقعية واتجاه يميني هو الاتجاه التصويري السوبر واقعي، أي ما يسمى بالاتجاه الطبيعي؛ واتجاه ثان هو الابتعاد عن كل ما يمت للواقع بصلة كالرسم التجريدي أو السوريالي، وفي الحقيقة إن الاتجاهين الأخيرين ينطلقان من الواقع "خليكي ع الأرض شوي!".
-تحدثت منذ قليل عن الشوائب؟!
-في كل لوحة عناصر زائدة، كل عنصر يمكن أن تزيليه من اللوحة دون أن تتأثر هو عنصر زائد، وكل عنصر يمكن أن يُضاف دون أن يضيف شيئاً هو عنصر زائد أيضاً.
مسيرة الفنان تتجه نحو الاختزال، في عودة مستمرة نحو الطبيعة، ذلك أنه يحاول، عبر مسيرته، أن يختزل حتى يصل إلى المعادلة الأنسب (أقل ما يمكن من عناصر بأكثر ما يمكن من تعبير). هذا ما يعتمد عليه الفن الكاريكاتيري في قوته إذ أنه يتبع هذه الطريقة إنما بمبالغة فظيعة.
-ما قلته ينطبق على أشكال الفنون الأخرى كالشعر مثلاً ولكن هناك حالة خاصة للوحة ذلك أنها تُنْجَز عندما يُنجز العنصر الزائد. في القصيدة يمكنك أن تشطب أسطر ولكن ماذا عن اللوحة؟!
-أية لوحة تقصدين؟! أهي اللوحة التي تُرسم أم اللوحة الجاهزة في الدماغ. ذلك أن هناك لوحات جاهزة وما على الفنان إلا رسمها.
-إذاً كنت تقصد بالشوائب شوائب ما قبل الرسم؟!
-طبعاً. في مرحلة سابقة، عندما كنت أرسم البورتريه، كنت أقف أمام اللوحة متسائلاً: لماذا كل هذه التفاصيل؟ كان لدي اعتقاد بأن التفاصيل هي التي تُظهر التعبير.
كما أنني كنت أميل إلى التجريد، السيريالية، ابتكار الأشكال، ومع مرور الزمن وجدت أن الهدف الأكبر منها هو الإبهار إما عن طريق التقنيات أو عن طريق الفكرة.
هناك الكثير من اللوحات السيريالية التي تبهرك في البداية ومع مرور الزمن تتحول إلى لوحة عادية. لقد قدمت فكرتها الوحيدة وانتهى الأمر.
-يتم التمييز، في العادة، بين نوعين من اللوحات: النوع الأول هو النوع الذي تتحدث عنه، أما النوع الثاني فهو كالأصدقاء الذين قد لا تحبهم من المرة الأولى ولكنك تغتني بهم في كل لقاء جديد. اللوحة من النوع الثاني تتحول مع مرور الزمن إلى كائن حي تماماً، تشتاق إليه، تحدثه ..الخ
-لقد جربت هذا الأمر مع بعض اللوحات السيريالية، بالفعل كان ضجيج الفكرة وجدتها يبهران في البداية، ثم تدريجياً يتخفي هذا الانبهار لتتحول اللوحة إلى سطح ملون عديم الأثر.
بينما إذا تناولنا لوحة لرامبرانت مثلاً فإن الأمر يصبح مختلفاً تماماً. لوحة بورتريه رامبرانت تتجدد على الدوام في مخيلة المتلقي ومع كل رؤية جديدة يكتسب المتلقي ذهولاً جديداً، أفكر دائماً بكم المتعة التي عاشها رامبرانت وهو يرسم حتى استطاع نقل هذه المتعة إلينا.
لقد تناوبتني مثل هذه اللحظات من المتعة في تجربتي السابقة مع البورتريه، كنت غالباً ما أحدث النموذج لألحظ تغير شكله مع تغير مزاجه باختلاف اللحظات.
في هذه التجربة ليس بالإمكان الضغط على زر undo لتعودي إلى الشكل قبل التغيير.
-بما أنك قد عدت إلى الكمبيوتر، هناك رأي مفاده أن هذا العصر يفرز ثقافته الخاصة، هذه الثقافة التي أعتقد أنها "تحول الثقافة إلى معلومات" أكثر من كونها نمطاً خاصاً. ما رأيك؟
-هذا يذكرني بالفنانين الذي يقومون بصنع تماثيل من الرمل، أو من الثلج، أو من نشارة الخشب على الماء، أعمال هائلة وشديدة الجمال ومن المحزن أن يكون مصيرها التلاشي السريع.
ولكن، أعتقد أن هذا لا يتعدى كونه أزمة مؤقتة، فلو وجد من يتبنى تلك المواهب ويعطيها حقها لما أقدمت على فعل ذلك. هناك موضوع آخر شبيه بموضوعنا وهو المسرح الجوال، المسرح الجوال يبدع يومياً أشياء جديدة، وما من أحد يفكر بتأريخ هذه التطورات ونقلها إلى الآخرين، إنه هدر محزن...
-يقابله هذا الكم الكبير من الأعمال التي لا تستحق التسجيل...
-نعم، وخاصة مع تطور التقنيات العالمية التي تسمح بالتسجيل عن بعد، بينما يوجد عمل فني يُبدع أمام عدد قليل جداً من المارة قد لا يتجاوز الاثنين ثم يختفي نهائياً.
-كيف تفهم علاقتك مع التقنية؟
-أحاول استخدام شخصيتي الفنية داخل التقنية الكمبيوترية مبتعداً عن إحلالها مكاني. فأنا أفرق بين الفن الذي يخدم التقنية والتقنية التي تخدم الفن. عندما نستخدم وسائل الاتصال مثلاً لزيارة متاحف العالم نكون قد وضعناها في موقعها الصحيح كمعمم للفن، ونكون قد حققنا دورها الإيجابي.
لقد تعلمت من الكمبيوتر أن اللوحة عبارة عن مساحة بيضاء 30*40 أي 1200 سم ولكنها تسع العالم، هذا البعد الداخلي للبياض هو الموجود في كل أشياء العالم ونحن فقط من يكتشف السرّ – سرّ الخلق.
كما ساعدني أيضاً، رغم أن تربية والدتي قد جعلت أساسيات اللون بدهية لدي، على تنظيم التدرجات اللونية مما فتح باب الإمكانية على مصراعيه جنباً إلى جنب مع التناغم والانسجام اللوني.
هذه الأيام يتم استخدام الكمبيوتر لصنع فنون جديدة كالهولوغرام مثلاً، إنه ترف لم نعتد عليه بعد، لم نتعرف عليه، ربما ستتعرف عليه أجيالنا القادمة. عندما أفكر بالتقنية يخطر ببالي تناقض أساسي، بما أنه لا يمكن تغيير الإنسان فإن تطوير التقنية إلى مالا محدود أمر لا فائدة منه، فمثلاً حجم أصابع الإنسان لا يتغير فلو تم تطوير جهاز الكمبيوتر حتى الوصول إلى كمبيوتر بأزرار لا مرئية! ما الفائدة منه؟!
-وليد قارصلي مؤلف موسيقي أيضاً، وقد قلت لي أنك تستخدم برامج كمبيوترية لإعداد ألحانك،
كيف تتعامل معها؟
-إنني ضد استخدام جمل موسيقة جاهزة في برامج خاصة، يستخدمها أحد ما ليقول بعد ذلك لقد أنجزت لحناً. لديك هنا، في نوع من البرامج، سبع نوطات، وهي ذاتها التي تستخدميها بمعزل عن الكمبيوتر، لإنجاز عدد لانهائي من الألحان. المتعة الحقيقية في التأليف الموسيقي على الكمبيوتر هي أنني عندما أنجز لحناً معيناً لن انتظر ثلاثين موسيقياً لاستمع إلى إنجازي.
-الجو، الاختلاف، التجدد الذي يوجد مع وجود العازفين، البروفات وتطوير العمل حتى تلاشي الأخطاء، ألا يستلب لصالح سرعة التغيير في التأليف الموسيقي عن طريق الكمبيوتر؟!
-هذا أكيد، فلو توفرت لي إمكانية دوام العمل مع عازفين لما لجأت إلى استخدام الكمبيوتر، إنني أحاول اختصار الأذى الناتج عن استبدال العازفين بالكمبيوتر إلى حده الأدنى وذلك بتقديم الخط العريض للحن إلى فرقة ما لتؤديه.
-هل من جديد على الصعيد الموسيقي؟
-إني متوقف عن التأليف منذ حوالي السنتين.
قبل أن نودعه كان لنا وقفة مع عالمه الموسيقي الخاص، مجموعته الخاصة التي قال عنها أنها (لوحاته الموسيقية)، في تشكيل آخر لعالم داخلي لا يتوقف عند حدود اللون.
Free Dating sites
2013-08-04
Hi there, I really like your internet site if I am trustworthy. Wherever did you will get it built?
08-أيار-2021
10-آب-2019 | |
30-حزيران-2018 | |
21-نيسان-2018 | |
24-شباط-2018 | |
16-كانون الأول-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |