مهرجان سينمائي في بلد ليس به سينما ولا صالات سينما ولا جمهور سينمائي لماذا ؟!!
2007-11-07
مع كل مهرجان يهل .. سينمائيا كان أم مسرحيا تطرح هذه الأسئلة .. لماذا المهرجان،؟ وماذا نستفيد منه نحن المواطنون بمختلف فئاتهم ؟؟!! ودائما لا نجد من يعطينا الجواب الشافي .
إجابات مواربة من المسؤولين عن المهرجانات .. وكلام واتهامات من النقاد والصحافيين .. ولكن لاشيء يتغير بل إن مهرجان السنما الذي كان كل سنتين .. أصبح كل سنة .. علما أننا جميعا نعرف أن الصالتين الوحيدتين التي يمكن أن يطلق عليهما كمواصفات عالمية هذه التسمية هما صالة 1ـ 2 في فندق الشام .. وقيل هذه السنة أن سينما الكندي قد أعيد تأهيلها .. ففي بلد ليس به صالة سينما لماذا نصرف الأموال على المهرجانات ..
وكذلك يلح السؤال أمام الصحافيين والنقاد .. لماذا مثل هذا المهرجان في بلد ليس به جمهور سينمائي من أساسه .. فقد فقد الجمهور السوري رغبته وحماسه للسينما منذ نهاية السبعينات ..
ونادرا ما صرت تسمع اثنين يتواعدان لمشاهدة فيلم سينمائي وإذا حصل فسيكون عن طريق الدي في دي أوالفيديو سابقا .. حيث يتجمع بعض الأصدقاء لمشاهدة فيلم أوسكار أو أي فيلم له نكهة ما .. وهو بطبيعة الحال سيفقد نكهته حين يشاهد على شاشة التلفزيون الصغيرة ، وفقدان مزايا كثيرة تضفيها صالة السينما بتجهيزاتها على الفيلم .. ؟
السؤال الأخير الذي يطرحه الصحافيون هو في بلد غير قادرة على إنتاج أكثر من فيلم واحد في السنة ومخرجوها جالسون في بيوتهم .. أو يعملون في إخراج الإعلانات التجارية أو يتحولون لإخراج المسلسلات التلفزيونية .. أو يهجرون الكار إلى أعمال إدارية تافهة .. لماذا مهرجان السينما؟؟؟
سؤال سيظل كابوسا على رؤوس الجميع إلى أن تتغير كثير من الأمور في البلد .. أولها قناعة المسؤولين بحاجة الثقافةة إلى مال .. وكما هو مكعلوم فوزارة الثقافة التي تتبع لها مؤسسة السينما هي أفقر وزارة من حيث الميزانية المرصودة لها مع حساب الأعباء التي تتحملها وهي تحتاج إلى عشر أضعاف هذه الميزانية ..
إذن مهرجان السينما ومهرجان المسرح هو يخص المسؤولين .. كبار المسؤولين الذين يرون فيه دعاية هامة لوجودهم .. وطالما مثل هكذا مهرجانات تحمل دعاية لوجودهم فيجب أن يبق حتى لو لم يحضر أحدا هذه العروض.
قمنا بجولة فيما كتبته الصحافة المطبوعة والألكترونية وأخترنا هذه الواد لتقديمها لمتصقحنا .. ونأمل أن نكون قد غطينا بعض الجوانب من هذا المهرجان .. الدعاية ؟؟ ولكن قبل أن نترككم مع المواد نسألكم مرة أخرى .. ونسأل المهتمين .. لماذا مهرجان السينما؟
بعيون السينما نرى» مهرجان دمشق السينمائي .. أيـن السينمـا فـي سوريـا؟ راشد عيسى
جريدة السفير
مرة أخرى، يغيب السينمائيون السوريون الذين صنعوا سمعة السينما السورية عن مهرجان دمشق السينمائي. يغيبون عن قرار صناعة المهرجان وإدارة شؤونه، وعن قائمة التكريم، وعن قائمة أعضاء لجان التحكيم، حيث تمثّلت حصة السوريين في لجنة تحكيم الأفلام الروائية الطويلة برفيق الصبان، الذي يعمل منذ أربعين عاماً في حيّز الثقافة المصرية، وواحة الراهب التي لا يدري أحد أي قيمة سينمائية لها. يقول المتابعون في هذا الشأن إن الإسمين نوع من ضمانة مبدئية لمنح فيلم عبد اللطيف عبد الحميد «خارج التغطية» الجائزة البرونزية في ختام المهرجان (دعونا نتذكر ذلك حينئذ). كذلك حشرت رندة رهونجي في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، هي التي لا أحد يعرف عنها سوى عملها كمذيعة في البرنامج السينمائي لمحمد الأحمد. هكذا يغيب محمد ملص ونبيل المالح وأسامة محمد وعمر أميرالاي ورياض شيّا، ولا ندري من سواهم أيضاً. حين سألنا ملص قال: «ماذا؟ مهرجان سينما! ألا يشعر هؤلاء الذين يريدون أن يقيموا مهرجاناً للسينما ولو بقليل من الحياء؟ ألا يحسّون بالخجل من أن يظلّ هذا البلد بلا سينما، وبلا صالات سينمائية، وبلا أي مظهر من مظاهر الحياة السينمائية؟ أين هي السينما؟ تجوّل في أي مدينة في سوريا، وابحث عن السينما فيها، أترى غير ما يوحي لك بغير موت السينما؟ ربما من المفيد أن نقيم عزاء بدلاً من المهرجان. أم إن وراء المهرجان أسبابا أخرى؟ فليستحوا وليتابعوا بصمت ما يحققونه من مكاسب شخصية وبلا فضائح». نسأل نبيل المالح، فيكتفي بقول «لا تعليق». نلحّ عليه: لماذا هذه الـ«لا تعليق»، فيجيب أن «لا جدوى». لكن، هل من المنصف غيابكم؟ يقول: «التاريخ والمستقبل ينصفان ولا يهملان. نتمنى أن يعاد إلى السينما السورية ألقها ذات يوم».
أسئلة قديمة جديدة
أسئلة كثيرة بدأت تدور حول المهرجان، بعضها قديم قدم مدير المؤسسة فيها، وبعضها ذلك الشغف بتحويل المهرجان إلى مهرجان دولي لا يستوفي من شروط الدولية إلا القليل، كتحويل المهرجان إلى سنوي، وحذف شرط الرقابة على الأفلام. فلا صالات العرض ملائمة، ولا إمكانية أن يكون فيلم المسابقة في عرضه المهرجاني الأول. ثم، لماذا الإصرار على أسماء بعينها: مثلاً ألن يجد المهرجان من بين المصريين سوى ليلى علوي عضواً في لجنة تحكيم الأفلام الطويلة (التي تضمّ إلى جانبها المخرج الروسي كارين شاخنازاروف والمنتج الإيطالي أنزو بورتشيللي والمخرج الجنوب أفريقي رمضان سليمان والمخرج الإيرانى الكبير مجيد مجيدي والمخرجة السويسرية ميشيل فالي والنجمة الفرنسية ماييغا باسكالي والنجمة الفنزويلية الفرنسية فرانسواز بريون)، وكان عليه أن يكتفي بأن تكون النجمة ضيفة لا أكثر؟ وهل تمثل هند صبري، الممثلة الشابة التي تعمل في إطار السينما المصرية، السينما التونسية حقاً، وأي خبرة لها في التحكيم؟
يُفتتح مهرجان دمشق السينمائي مساء غد الخميس في الأول من تشرين الثاني المقبل ويمتد لغاية العاشر منه، تحت شعار «بعيون السينما نرى»، حاملاً بين دفتيه 230 فيلماً موزعة على مسابقتين: الأولى للأفلام الروائية الطويلة تشتمل على 22 فيلماً من عشرين دولة، بينها فيلمان سوريان هما «خارج التغطية» لعبد اللطيف عبد الحميد و«الهوية» لغسان شميط. والثانية للأفلام القصيرة تتضمن 54 فيلماً (لجنة تحكيم الأفلام القصيرة تتألف من مدير التصوير البرتغالي ألزو روك ونائب مدير المركز السينمائي المغربي عبد اللطيف العصادي والمخرج السوري نضال الدبس ورندة الرهونجي). هذا إلى جانب تظاهرات بعناوين مختلفة، منها: تظاهرة البرنامج الرسمي بعنوان «تحف السينما لعام 2007» وتظاهرات «سوق الفيلم الدولي» والمخرجين السويدي إنغمار بيرغمان والإيطالي مايكل أنجلو أنطونيوني، والممثلة الألمانية ماريلين ديترتيش وأفلام ألفيس بريسلي بمناسبة مرور 30 عاما على رحيله، و«ذاكرة السينما العالمية» والسينما الفرنسية والسينما المصرية لعامي 20/06/2007 والجزائرية، إلى «تظاهرة دريد ونهاد» وسواها. هذا كلّه إلى جانب عشرين كتاباً من الإصدارات الأخيرة في سلسلة «الفن السابع» ستوزّع على الضيوف. ويعقد المهرجان ثلاث ندوات: «الضوء والظل بين فني الرواية والسينما» و«آفاق سينما الديجتال» و«سينما الأطفال»، بالإضافة إلى مائدة مستديرة عن الكاتب عبد الحي أديب يديرها الإعلامي المعروف عماد الدين أديب. ويكرّم المهرجان في دورته هذه عدداً من النجوم السينمائيين والعاملين فى حقل السينما من سوريا والدول العربية والأجنبية: في حفل الافتتاح، تُكرَّم اللبنانية صباح والسوري دريد لحام والجزائري محمد الأخضر حامينا والأديبة غادة السمان والمنتج المصري عادل حسني والممثل الروماني مارسيل يوريش والممثل الأميركي جون فيليب لو والنجمة الإيطالية سيدني روم وضيفة الشرف المصرية ميرفت أمين. وفي حفل الختام، يُكرَّم سليم صبري وحسن عز الدين وبندر عبد الحميد وصباح الجزائري ومحمود جبر وتحسين القوادري وعدنان سلوم وزهير الداية ومحمود عبد الواحد ومحمد الحريري، والنجم المصري محمود عبد العزيز والنجمة المصرية لبنى عبد العزيز.
المقياس الدولي
عن أفلام المسابقة، قال رئيس لجنة المشاهدة حسن سامي يوسف إن «ميزة اختيارات هذا العام انصبت على الأفلام ذات الكلفة المنخفضة التي تشبه سينمانا العربية من حيث الكلفة، وتجاوزنا الأفلام من نوع الإنتاج الضخم، لأنها كتحصيل حاصل ليست مجالاً للمقارنة، وربما يكون لها مناسبات أخرى للعرض. فحتى الفيلم الأميركي المشارك هنا هو فيلم ذو كلفة بسيطة. كذلك الفيلم الألماني والأرجنتيني والروسي». وفي ما إذا كان الطموح الدولي للمهرجان حاضراً أثناء اختيار الأفلام قال يوسف: «من دون شك فإن المقياس الدولي حاضر أثناء المشاهدة، بقصد أو من دون قصد. فالأفلام خاضعة في النهاية لرقابة اتحاد المنتجين العالمي». وحول وجود رقابة من أي نوع على الأفلام، قال إن «ما منع من الأفلام كان فقط بسبب رداءتها وما من سبب آخر».
لا شك في أنها رأفة في محلها: اختيار أفلام على مستوى إنتاجاتنا المحلية. لكن، أي «دولية» تلك التي تغصّ بفيلم من نوع الإنتاج الضخم؟ ابحثوا إذاً عن عناوين أخرى بعيداً عن الجعجعة، بالضبط مثل ما بدأ المهرجان: عربياً أو أفروآسيويا أو لاتينياً، أو ربما مهرجاناً للإنتاجات ذات الكلفة المحدودة، إلخ. أليس هذا أجدى في العثور على هوية لنا بين مهرجانات العالم الضخمة؟
(دمشق)
مهرجان دمشق بلا جمهور! سها مصطفى سورية الغد
المكان دمشق التي تنتظر بدأ احتفالية عاصمة الثقافة العربية وتعيش في الزمان مهرجان دمشق السينمائي الدولي .. شعار المهرجان أّسر بعيون السينما
المكان دمشق التي تنتظر بدأ احتفالية عاصمة الثقافة العربية وتعيش في الزمان مهرجان دمشق السينمائي الدولي ..
شعار المهرجان أّسر بعيون السينما نرى..
ولكن هل حقاً وفق المهرجان برؤيته هذه؟
بمطابقة الإحداثيات المقدمة من المؤسسة العامة للسينما والواقع في الصالات والعرض والعروض السينمائية، يبدو أن المهرجان الذي استغرق عام ونصف لتحضيره وفقاَ للأحمد المدير العام لمؤسسة السينما كان صرخة في واد .."لا تندهي ما في حدا"!
فالمهرجان ضمن الكليشيه الدولي الذي يحمله قدم تظاهرة لأفلام المخرج الراحل انغمار برغمان،
وكذلك للممثلة الألمانية مارلين ديتريش على سينما الدراما في دار الأسد في ما سمي بتظاهرة الدرر الثمينة في ذاكرة السينما العالمية، والتي لم تلقى حضوراً عالياً في الصالات..
وكذلك تظاهرة 100 سنة سينما في مصر..التي حملت عنوان موجع في الحقيقة عند الاحتفاء بالتقاليد السينمائية التي تحمل طقوساً راسخة وليست عشوائية للتظاهر بـ"التظاهرة" بوجود السينما..
التقاليد التي تحمل العراقة بيت القصيد في طقوس المشاهدة، فرواد سينما راميتا لم يعفوا من" تقطيش الفيلم لأسباب تقنية " أثنار عرض الفيلم المغربي عظم الحديد" عدا أن الصالة كانت شبه فارغة، وانفض العرض " الذي لم يكتمل " للأسباب التقنية وخواء الصالة..
دور السينما الأخرى كانت شبه فارغة أيضاً، فالحضور كان متركزاً في كل من سينما فندق الشام، ودار الأسد.
والحضور الأعلى الذي لعله يقدم رسالة ذات مغزى لإدارة المهرجان ولجمهور الرسميين الذي استنفذ بطاقات الافتتاح.
كان على الأفلام السورية مثل الهوية لغسان شميط..
الجمهور تحديداً سقط من اعتبارات اللجنة المنظمة للمهرجان التي قصرت الافتتاح على الدعوات الرسمية التي أتت لتشاهد لجنة تحكيم مسابقة الأقلام الطويلة التي تتألف من جنسيات متعددة بين مخرجين ومنتجين سوريين ومصريين وتوانسة و فرنسيين وإيطاليين وإيرانيين وروس أو حتى أفارقة...
في توليفة توحي بان ما نشاهده وما يتم هو على مستوى دولي من الوجوه والاسماء..وكذلك في حفل التكريم الذي يسير وفق الخلطة نفسها "لزوم صفة الدولية"...
لكن رغم ذلك وكي نكون على مستوى دولي لم يعفى الفيلم من مقص الرقابة علماً أن البرشور الصادر من المؤسسة العامة للسينما، يبرز أهمية الفيلم الروماني "اربعة أشهر ثلاثة أسابيع ويومان للمخرج الروماني كريستيان منغيو..والذي نوه الأحمد إلى أنه فيلم الافتتاح هذا حائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان..
إضافة إلى قصور عرضه على الافتتاح الذي تم اجتياحه "كالعادة " في دار الأسد من قبل الدعوات الرسمية، وكذلك عرض آخر يتيم في صالة سينما الشام..
الصيغة السابقة من أفلام ولجان وعروض وتكريم يؤول البعض طريقة تشكيلها إلى أن الهدف المطلوب من المهرجان التظاهرة هو تحسين صورة سوريا الخارجية التي تتعرض لحملات تضليل شعواء من الإعلام الغربي والعربي على وجه سواء بسبب الظروف والضغوط السياسية الحالية ..
التأويل الأخير ربما يكون صحيحاً، ولكن هل يصلح العطار ما أفسده الدهر.؟.
فالتوجه الرسمي المعلن رفع شعار "الفن سفير الشعوب"، ولكن بالمقابل ماذا قدم هذا التوجه للفن في سوريا وللفنانين والمثقفين؟
من خبرة ميدانية سابقة، اذكر أن أحد رؤساء مجلس الوزراء رفض دعم السينما وسأل المخرجين السينمائيين السوريين ماذا تقدمون لي حتى أدعمكم ؟
ضمن هذه الرؤية كانت المؤسسة تعاني و " لا تزال" من مشكلة التمويل والتحول لمؤسسة اقتصادية، لذلك حصيلة انتاج المؤسسة كانت ولاتزال ضحلة بالقياس لما هو مطلوب منها..
ويمكن قراءة ذلك من حصيلة الافلام السورية المشاركة في المهرجان والتي لا تحمل سوى فيلمين طويلين روائيين لغسان شميط " الهوية"، و لعبد اللطيف عبد الحميد "خارج التغطية" ، ما تبقى من أفلام سورية مشاركة هو قديم سواء الطحين الأسود أو رؤى حالمة أو صندوق الدنيا أو قمران وزيتونة..
لذلك تبدو المفردة السينمائية السورية ضائعة في خضم تظاهرة المهرجان الدولية..
لغياب طقس المشاهدة السورية عن السينما، رغم الحاجة لها وانتظارها كما توضح الاقبال على مشاهدة الأفلام السورية الحديثة مثل الهوية ..علماً أنه هو نفسه الجمهور المغيب عن حفل الافتتاح..
ولذلك قبل كل شيء المطلوب ليس فقط من المؤسسة العامة للسينما، وانما من وزارة الثقافة والتوجه الحكومي هو الجدية في دعم الثقافة وروادها من مخرجين ومنتجين ومؤلفين ومبدعين، وليس الاقتصار على المهرجانات والمناسبات ..
والعبرة في ذلك واضحة من أبسط تفاصيل المهرجان، وذلك من خلال إدراج جائزة أفضل مخرج إلى جائزة مصطفى العقاد، الذي تم تكريمه بعد وفاته "مرة اخرى كالعادة وفق التقاليد الثقافية السورية"..
متناسين أن العقاد مات ولم يجد من ينتج له فيلمه الناصر صلاح الدين ..لعل في ذلك عبرة للوزارة والمؤسسة...
مهرجان دمشق السينمائي ينادي محبيه
رهف المهنا
سورية الغد
5/11/2007
في اليوم الرابع لمهرجان دمشق السينائي الخامس عشر ماتزال العروض مستمرة في كافة الصالات التي لا تشهد على غير العادة زواراً ككل السنوات ، ففي سينا الشام التي تشتهر عادة بإكتظاظ حقيقي وأحياناً تدافعاً على الدخول لا يكاد يتجاوز الحاضرين في كل فيلم أكثر من ثلاثين إلى خمسين شخص.
وخلال لقاء "سورية الغد" ببعض الحاضرين للفيلم الأميركي "المغادرون" عبر بعضهم أن وجودهم في هذا الفيلم مثلاً بدافع التسلية أو لأنهم استطاعوا أن يحصلوا على بطاقات دخول فكان عليهم أن يتابعوا عرضاً ما .
البعض الآخر أتى بدافع المصادفة مع بعض الأصدقاء ليتابع فيماً معينة وإذا لم يعجبه سيخرج ودخل إلى فيلم آخر .
كما أشار آخرون أن المهرجان هذا العام لا يلقى الضجة التي كان يلقاها في الأعوام الماضية وأن فكرة أن يكون سنوياً ليست ناجحة لأن الناس لم يعودوا قادرين على الحضور والتواجد بسبب مشاغل الحياة وأسبابا كثيرة أخرى تتعلق بالتذاكر المدفوعة الثمن أو الواسطات للدخول.
وبعض الفتيات جئن بالتحديد للقاء بعض الممثلين الأجانب أو العرب الذين يتوقع لقائهم في هذه الأجواء لذلك تجمع أكثر الحاضرين في فندق الشام بهذا الهدف بدل تواجدهم في إحدى قاعات العرض.
حتى إن العاملين والمنظمين للمهرجان في سينما الشام يتعجبون من الإقبال هذا العام حيث قال أحدهم : إن الإقبال على العروض غير كل السنوات حيث يختلف من فيلم لآخر ولا نشعر نحنا المتواجدون باستمرار بما كنا نشعر به السنة الماضية بأنه مهرجان بكل معنى الكلمة.
والجدير بالذكر أن فيلم البرنامج الرسمي " المغادرون"الحائز على جائزة أوسكار أفضل فيلم لعام 2007 لمخرجه مارتن سكورسيزي وبطولة ليوناردو ديكابريو وجاك نيكلوسن ، تتمحور أحداثه حول أفكار الوفاء والإخلاص ، وتدور أحداث هذا الفيلم المستوحى من فليم هونغ كونغ الشهير الصادر عام 2002 في مواقع الجريمة المنظمة في جنوب بوسطن بينما تحاول قوات الأمن الحد من النشاط التنامي للمافيا الإيرلندية القوية ، تواجه السلطات أهمية إرسال أحد عملائها متخفياً وإلا ستزداد قبضة الشرطة على عالم الإجرام ضعفاً أكثر مما هي عليه.
اعتمد المخرج في الفيلم على مشاهد قصيرة وسريعة ونقلة بين كل لقطات مختلفة لأبطال الفيلم تعبر عن فكرة محددة بالذات ، وفي منتصف الفيلم تقريباُ تتسارع الأحداث لتشهد في النهاية مقتل أبطال الفيلم جميعاً خلال لحظات معدودة.
وتتابع اليوم العروض في جميع الصالات حيث سيعرض في صالة دارة الأسد الفيلم اللبناني سكر بنات في الساعة السادسة مساء وفيلم العودة في صالة سينما الشام الساعة السادسة والنصف مساء وفي نفس الوقت سيعرض الفيلم المصري تيمور وشفيقة في صالة سينما الشام الثانية ، أما في صالة سينما الحمراء سيعرض هالويين الجزء الثاني للمخرج مصطفى العقاد الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً.
05/11/2007
مهرجان دمشق السينمائي الخامس عشر حليم".. دفاع عن ايديولوجيا الايام الخوالي ـ نجيب نصير
سورية الغد
لم يكن انتظار فيلم (حليم) ناتج عن التعلق بتراث عبد الحليم حافظ بقدر ما كان انتظارا لمشاهدة النجوم السوريون وهم يعملون في فيلم مصري، فالكثرة الكاثرة من جمهور مهرجان دمشق السينمائي هم من الشباب الذين لم يكونوا موجودين أيام عبد الحليم حافظ كمطرب رومانسي أو لم يكن عبد الحليم بالنسبة لهم مطرب خارق كما يزعم محبيه، وفي كل الاحوال كان من المتوقع أن يشاهدوا فيلما عن البهجة والغناء والفن كما اعتادوا مشاهدة هذا النوع في الأفلام الأجنبية. ولكن الفيلم خيب توقعاتهم الى حد بعيد، فالفيلم كان يرصد رأي ومشاعر وتأريخ كاتبه في تلك المرحلة، أكثر منه رؤيا فنية تعطي للفن والفنان هالة من البهجة أو حتى التعرف على المسائل الشخصية الانسانية التي تواكب الفنان خلال مراحل عطائه.
ظهر عبد الحليم وكأنه نتيجة للمرحلة السياسية وفوران الشعارات التي اصبح الجمهور فيها خبيرا، بحيث بدا الكاتب وهو يدافع عن عبد الحليم على اساس اتهام مستحضر من تلك المرحلة أن عبد الحليم كان مطرب السلطة التي دعمته وساهمت في شهرته (طبعا لهذا الاتهام جذور في ادبيات المرحلة وأقوال المطربين المنافسين) .. المهم أن الفيلم بدا مكبلا برومانسية كئيبة تستحضر تلك المرحلة من تاريخ مصر بحسرة والتي سميت بالناصرية حيث جعلها الكاتب مرحلة معيارية للأداء الوطني والوعي القومي مما حول الفيلم ضمن هذه الصيغة الدفاعية الى وسيلة ايضاح تدلي بشهادتها أمام جمهور تريد افهامه اكثر مما تريد امتاعه .
الضعف الاساسي الذي عانى منه الفيلم هو انفصال الخطوط الدرامية فالخط الوطني منفصل تماما عن الخطين الآخرين المنفصلين عن بعضهما وهما خط العشق وخط العلاقات الفنية في محاولة لإسباغ صيغة وثائقية على الفيلم حتى ولو تمت المغامرة بالمتعة، خصوصا في المشاهد المسيسة التي بدت وكأن شخصياتها مؤلفة من قديسي الثورات وليسوا من لحم ودم ومصالح.
لم يكن عبد الحليم مفهوما وانما مقررا على الرغم من محاولة التوثيق ، لذا كان الجمهور الشاب مستغربا من صيت عبد الحليم الرومانسي ومن مقدرته على تفهم التجديد في الموسيقا وحتى مستغربا من تقييم الأجيال التي استمعت اليه فالفيلم عرض لواحد من قديسي ثورة.
على التوازي لم تكن سلاف فواخرجي على سجيتها الابداعية فبدت مكبلة ومحايدة في اكثر مشاهدها مع انها هي البطلة المطلقة لهذا الفصل من الفيلم، حيث بدا دورها ثانويا بالنسبة للفيلم ككل، اما جمال سليمان فبدا موفقا وخبيرا في شغله على شخصية مقدم البرامج حيثة انطلق الخطوط الثلاثة منه . اما المرحوم أحمد زكي فلم يكن في القه المعهود فقد آذاه المرض وأحزننا عليه .
لم تذهب فرصة كتابة وانتاج فيلم ثان عن عبد الحليم حافظ، فالفيلم الذي شاهدناه هو عن مرحلة زمنية يراها المؤلف بشكل شخصي وخاص ولم يكن عبد الحليم سوى حامل ثانوي لفكرة لم تستطع أن تحتمل الدراما بمعناها الانساني .
05/11/2007
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |