قصائد من برلين
2008-10-19
الزهرة
احترقت الزهرة
بعدما شنّوا خمسمئة غارة
وألقوا خمسة آلاف قذيفة
وكان يكفي أن يمر عاشق
فيقطفها
أو أن يحلّ الشتاء
كي تموت الزهرة .
آب 2006
تمثال الثلج
تمثال الثلج لا يبرد
مع أنهم يلفّون عنقه بالصوف
والثلج يملأ الأرض
ويسقط من السماء أيضاً
لا تحزني على تمثال الثلج
ولا تستغربي ابتسامته الدائمة
ادخلي البيت
وأوقدي النار
فلن تذوبي من الدفء
هذا أمر
مثل غيره
لا يفهمه تمثال ثلج
يعتمر دلواً مقلوباً
وله جزرة مكان الأنف .
آذار2007
غير الشعراء
الحظ يصعد بخيطه عن إصبعي
كالعنكبوت
هكذا يشعر الشعراء
قبل أن يبدؤوا الحديث عن الموت
والهواء الفاسد
في عتمة التابوت
هذا ما يشعر به غير الشعراء أيضاً
ويبلعونه كالطعم والمنيّ
والسمكة النيئة
يتخبطون مثلها
ويعجزون عن الكلام
كانون الثاني 2007
الغزلان
الغزلان حبيسة القصائد
لا تستطيع الخروج إلى البرية
لتمشي خارج رشاقتها
وجمال العيون
أن تثب بين مواطئ أظلافها المشطورة
دون أن ينخلع قلب الشعراء
والصيادين
فالقصائد حبيسة القصائد
لا تستطيع الخروج للبرية
حيث الغزلان ترعى
بعيداً عن أسمائها .
تموز2007
الحيوانات
فلتذهب الحيوانات
إلى حيث عليها أن تذهب
إلى الغابة إلى المسلخ إلى الحظيرة
إلى المنزل حيث تُربى حيوانات المنزل
إلى الشتائم و أغلفة الدفاتر
إلى برامج الحيوان
و حدائق الحيوان
إلى ألعاب الأطفال
و ملابسهم
لتقف على أكتاف الضباط
و غصون الشجر
لتلتصق بالعشب كالحلزون
ثم فلتهبنا أحشاءها
فنلتهمها كالمثلجات
نفتح الفم كالمغارة
لتدخل الأيائل بقرونها
الحيتان بزعانفها
والكلاب بروائحها
و الضفدع تثب لفرحة الإنسان
نحن أيضاً نموت
نستلقي إلى جانب الطريق
كالبقرة
نعرض أحشاءنا للذباب
و ننفق
دون أن يأكلنا أحد
فمي
خربته لمطرقة
04.05.08
طبيعتي الحرة
حيث الحشرات تطير
بسيقان مرسلة للوراء
كالراقصات
الزهرة تنبت في فم الميت
و البراز يجف في الشمس
كورقة سوداء
طبيعتي الحزينة و الفرحة
الممطرة و الصحو
المحرقة كالبراندي
و المؤلمة كالأصابع على الأوتار
طبيعتي الصامتة
النزقة
07.05.08
بربري
أرفع الرأس للأعلى
أكاد أقلبه للوراء
كطاقية البرنس
وأنا أنظر إلى السنونو
يجوب السماء
و يخلصنا من البعوض الضار
07.05.08
بيريسترويكا
تفكك حبنا
كالإتحاد السوفييتي
وها أنت تشترين الثياب الأجنبية
وأنا أتظاهر رافعاً قبضتي
كأولئك العجائز
الذين ينامون سكارى
في محطات المترو
15.05.08
الأثرياء لا يجلسون على الشرفات
يرتدون ملابس رثة
لكنهم يشترونها هكذا
يرتدون ملابس عسكرية
لكنهم لا يذهبون إلى الحرب
وعلى شرفاتهم المحفورة
في واجهات قصورهم
كنقوش بليغة
تجلس حسراتنا
و الحسد
15.08.08
لم يتغير شيء
في ضوء لمبة صفراء
أطوي غسيلي
كأني في ضيعة من حوران
25.07.08
خلود
ربما بعد مئة سنة
سيلمح قارئ هذه السطور
حياته وجيزة و عابرة
كحياة العربي الذي كتبها
بعدما عذبته ألمانية
بنظرة
من عينيها الزرقاوين
31.07.08
Blues
صرت أنسى النظر من الشباك
أنسى تأمل حبوب البن
المرسومة على الصينية
أنزل في جب عميق
لأسترجع حبيبتي
فتأبى أن تعود معي
لذلك أردد إسمها
و أعزي النفس بأشياء مختلفة
07.08.08
الحياة نفسها
الشعراء الذين أحبهم
ماتوا
كذلك العصافير
التي وصفوا غناءها
لذلك
كثيراً ما أحببت الشعر
أكثر من الخمر و الحب
أكثر من الفلسفة و الموسيقا
و الحياة نفسها
11.09.08
كتبت جميع هذه القصائد في برلين عدا الأخيرة في دمشق.
08-أيار-2021
17-تشرين الثاني-2010 | |
30-آذار-2010 | |
16-آذار-2010 | |
23-كانون الثاني-2010 | |
19-حزيران-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |