Alef Logo
ابداعات
              

هذا ما حدث وليمْسخنى الله ملاكاً إن كنت أكذب

فريد أبو سعدة

2008-10-22


الأباريقُ البيضاء
تنام على جنوبها كيفما اتفق
لا بد أنها امتلأت وأُفْرِغَتْ
مرّاتٍ ومرّات
فها هي تتطوّح كسكران
ولا تستطيع أن تعتدلَ
كصّفٍ أبيضَ من رءوس الفيلة
بدأ القهوجي في السّباب قبل موعده
وخبط الرخامةَ
لاعنًا الصباح الذي دهم رئتيه كالسعوط
والمرأة التي تمخطت في ثوبها
قبل أن تغلق خلفه الباب
التقط السيجارة من وراء أذنه
وجلس يهزّ رجله
كذيلِ كلب.
في السادسة من مساءِ
7/ 8/ 1992
*****
عندما كنتُ أراقبُ من شبّاكِ المطبخِ
فأرينِ في ماسورةِ الصرف
رأيتُ بوضوحٍ
ودونَ توهمٍ
رجلاً يصعدُ إلى السماءِ
وبيدِهِ سكين
ملحوظة،
لديّ صورة فوتوغرافية.
****
كانت الشمسُ مرتبكةً
وكنتُ
على سريري
أفركُ عيني
خمسةُ ملائكةٍ يتثاءبونَ
ويحرِّكونَ الهواءَ بأجنحتهم
:عِمْ صباحًا أيّها الملك
كان عرشي من الكرتونِ الخالص
وفي اللحظةِ التي تذكّرتُ كَ
كِ
كُمْ
دَلَقَ الحبَّارُ في صدري
قذيفتَهُ كاملةً
واختفى المشهدُ كلُّهْ
تهيّأَ الجسدُ
لكنَّ الوجهَ
راحَ يتغيَّرُ كما في الأحلامِ
وكنتُ أتربَّصُ مثل قنَّاصٍ
خلفَ آلةِ
التصوير
****
السوتيان الأسود
لذّةٌ مؤجلةٌ
حدأةٌ معلَّقةٌ في حبل غسيل
كلما اهتز في الريح
بدا كموظفٍ متعجّلٍ
يختم الهواء على شكل نهودٍ تترجرجُ
ثم تختفي
****
كانت
وحيدةً تمامًا
تدخِّنُ
وتحدِّثُ نفسها أحيانًا
وتخشى إذا تمطّتْ
أن تكشطَ السماءْ
• حبَكَتْ حوْل ردْفيْهِا القميص
وهي تعبرُ الشارعَ
كانت خائفةً
من احتكاكِ العتمةِ بها
• وحيدةٌ
في الطابق السابع.
الكراسي لا تكفُّ عن الثرثرة
والمرايا تعاني من النَّمشِ المزمن
****
ثمانيةُ عشر عامًا
وأنا أدخِّنُ
وأطقطقُ
في مقلاهْ
• دعتني إلى حديقتها
كان عليَّ أن أخمِّنَ
أن الأشجارَ
تتحوَّلُ إلى عظامٍ في الليل
والزهورَ إلى عصافيرَ ميتةٍ
وأصابعي
إلى حوافرْ
• انتهى كلُّ شيء
حقلٌ من الغربانِ
وطلقةٌ مباغتة!!
• الثِّيابُ في الركن
تجلسُ في شرودٍ
وتلوكُ رائحتي
• سآخذُ صورةَ والدي
لا يمكن أن يظلَّ يحدِّقُ في الكرسي هكذا
دون أن أكون هناك.
• علي مقعدٍ في "الأتيليه"
تتثاءبُ أعضائي
وعندما يتوافدُ الصخبُ اليومي
أشرعُ في الابتسام
• سأصنع قهوتي
يكفي أن أطفَو في طراوةِ الظِّلِ
وأنعمَ بالشرود
• اقتربتْ المدينةُ من نافذتي
تفرطحَ أنفُها على الزجاجِ
(تراقبني
بفضولِ العوانسِ)
ثم تختفي
في تنفّسها
***
درجات السّلم
المنحولة على شكل قدمين
حاول هذا الصباح
أن يتفاداها
درجةً
درجتين
ثلاثين
ثم وجد رجليه تخونانه
وتقودهُ الأقدامُ المنحوتةُ
كما لو كان يقتفي أثرًا!‏
***

ترك الصورة ومضى
توقف في الصالة قليلاً
ثم ذهب.. تأكد بنفسه
من غلق صنابير الماء والغاز
دلف إلى حجرة النوم وقبّل زوجته
ثم أحكم الغطاء على الأولاد
دائمًا الولد يرفس الغطاء
دائمًا البنت تنسى الموسيقى
كل شيء في مكانه
ابتسم
وذهب هو الآخر
إلى مكانه
في الصورة العائلية.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow