أطردُ الهواءَ من بيننا
2008-10-31
حالات
(1)
لم نكترثْ للعيون،
كانت تحملقُ، وكنّا نضحك
الرمالُ لم تكن سوى حريرٍ أُعدَّ لنا.
انفعالاتُ الموجِ
زخّاتُ عطرٍ تُبلّلنا
حينها فعلناها على الشاطئ
ولم نكترث.
(2)
قال: في المرّةِ القادمة سأحملكِ وأنتِ نائمة.
قال: سترقصينَ بين يديّ،
وترقصُ شفتي على وجهك.
في البركةِ الصغيرةِ
سأتعرّف إلى مناطقي الخاصة.
هناك مطرُنا الصغيرُ سيعاملنا بحميميّة.
(3)
أطردُ اليقظةَ عن حواسّي،
للموتِ في ذلك الحلمِ إخلاصي.
كنتَ ملاكي، وأنا كنتُ أخـرى،
أعرفُ أنّها تتّقنُ كلَّ شيءٍ إلاّ الإغفاء،
كلّ شيء إلاّ التحديق إليك،
وكلّ شيءٍ مضى سريعاً.
(4)
عندما تكون أنت،
كلّ شيءٍ يتّخذُ صفة
معدوم الفائدة
أو زائد عن الحاجة.
(5)
الضياعُ مصيرٌ يقصدهُ العاشقون،
هناك جزيرةٌ بانتظارِ ضياعك، تطلُّ عليها سماءٌ عارية،
فقط وجهي يظلّلكَ،
جحيمُكَ الأصغر يحفظُ لكَ ترنيمةَ اللقاء
سيعجبكَ الوقوع بين فكّي زهرةٍ مفترسة،
لعابُها سيكونُ شاهداً لجنونك،
وهناك بحران بقلبِ جزيرتك،
يحملان لك حكايةَ عاشقةٍ
تنتظرُ ضياعك.
(6)
أصابعهُ تاهتْ في منتصفِ الطريق،
غريب
فكلّ ما فعلتهُ أنّني
لبستُ نظّارتي.
(7)
عندما كنتَ شبحاً، كنتَ شهيّاً
تخيّلتُني الفراغ الذي تدورُ به.
وعندما نطقت،تمنّيتُ لو أنّكَ بشراً.
(8)
جرعةُ مخدّرٍ،
هـذا ما أعني به صوتكَ
وهذا ما وصفتهُ لصديقة،
حين يرتكبُ صوتكَ مسمعي
عفواً، عندما يرتكبُ صوتكَ كياني،
أضحكُ بشكلٍ هستيري
يحدثُ هذا كلّ يوم،
وكلّ يومٍ تسألُ أُمّي لي العافية.
(9)
أقرأُ كثيراً في الأمراضِ النفسيّة،
طبيبي أكّدَ إصابتي بالقلقِ والاكتئاب،
أُمّي قالت: لديكِ وساوس
صديقتي تقول: تعانين انفصاماً يا عزيزتي
أخيراً عرفتُ أنّني أشكو أيضاً،
ذُهاناً عُصابيّاً،
وهذا ما قالهُ حبيبي.
(10)
أُحبُّ التقاطَ الصور
وكفتياتِ الإعلانات وأحياناً الإغراء،
(أتمايص) أمام العدسة،
في النهايةِ أُمـزّقُ الصورَ
أو أمسحها من ذاكرةِ الهاتف،
حين أتذكّرُ فتوى التحريم.
(11)
اللحظات الخاصة، لا تعني بالضرورة
ألاّ نكون وسط حفلٍ يُحييه نهدا "اليسا"
أو سيقان "نانسي".
(12)
هكذا يُخبّئُ وجهَهُ دائماً خلف يديه،
كلّما ارتكبَ إثماً.
ربّما في طفولتهِ اعتادَ الاختباءَ خلف والدتهِ،
وهكذا لن يكبرَ أبداً،
هكذا سيختنقُ بطفولته.
(13)
المسافةُ التي حاولنا شنقَها مراراً ولم نفلح،
هي ما كنا نسمّيها سراً مثل زجاجٍ يتشظّى.
ما سمّيتهُ جرحاً لن يتعافى
ما اعتبرناهُ هزّةً عنيفةً طمستْ كلَّ شيء.
المسافةُ التي حاولنا شنقَها مراراً ولم نفلح،
شنقتنا.
(14)
مروركَ ليس مصادفةً وأنا مستلقية الآن،
هاتِ يدكَ، لا تشدّني إليك!
أحنُّ لأُمّنا الأرض
تعالَ نجرّبِ التمرّغَ على الرصيف،
تعال نركض عليه، ونغمض عيونَنا
عن وميضِ الإشارات/ المارّة
وعيونِ الشرطي في الشارعِ المقابل،
ومشنقة العادات.
تعال..
(15)
هل ترى كيف يبدو العالمُ
ونحن ملتصقان؟
خمّنْ وأنا سأسكنُ وجهكَ،
وأطردُ الهواءَ من بيننا.
(16)
لا تضغطْ على كفّي قائلاً:
لا ترحلي.
(17)
كأيِّ شيءٍ ندعسهُ ونمضي،
ابتلعتُ الأمان.
(18)
لأنّنا دائماً ما ننهي لقاءاتنا بشكلٍ حميميّ،
على اعتبار أنّنا عاشقان،
تماماً كما يحدثُ في الأفلامِ الرومانسية،
ينتهي بنا الأمرُ دائماً إلى مسحِ عرقِنا.
حتى عندما نخرج إلى الأماكنِ العامة،
فإنّنا نفعل ذلك بطريقةٍ
أكثر إيلاماً.
هدى ياسر ..
السعودية
[email protected]
08-أيار-2021
23-نيسان-2013 | |
15-آذار-2011 | |
20-أيلول-2010 | |
06-تشرين الأول-2009 | |
03-آب-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |