جائزة كيكا للشعر للعام 2008 تذهب الى الشاعرة السورية ريمة البعيني
2008-11-07
اسمعي .. ريمة البعيني واظب موقع كيكا على نشر التجارب الطازجة للأقلام الشابة و" الأقل شبابا " أيضا ، وفي لفتة متميزة من الموقع ، الذي يخصص جوائز سنوية في مجالات الشعر والقصة والمقالات ، فقد فازت الشاعرة السورية ديمة البعيني بجائزة كيكا للشعر عن هذا العام . ومع أن للجائزة طابع معنوي أكثر منه مادي ، إذ تتكفل كيكا بنشر مجموعة شعرية للشاعرة ، إضافة لترجمة قصائدها إلى العديد من اللغات الأجنبية و ترشيحها للمهرجانات الشعرية العالمية.
موقع ألف يهنئ الشاعرة السورية ، ويتمنى لجميع الشعراء المزيد من الفوز والنجاح ، وخاصة للشاعرات ، وللسوريات جرعة زائدة من الفرح .
اسمعي .. ريمة البعيني صاحبة قصيدة " اسمعي .. جدي تزوج عليك " ، فهل سمعت ؟
مها حسن ـ باريس
أعلن رئيس لجنة التحكيم لجائزة كيكا للشعر، الشاعر العراقي الكبير فاضل العزاوي عن فوز الشاعرة السورية ريمة البعيني بجائزة كيكا للشعر للعام 2008. وفيما يلي النص الكامل لتقرير رئيس التحكيم:
راجعت لجنة تحكيم جائزة كيكا للشعر القصائد المنشورة في موقع كيكا خلال العام 2008 وقررت منح جائزتها للشاعرة السورية المقيمة في دبي ريمة البعيني. فقد استبعدت اللجنة بعض الأسماء المكرسة نسبيا والتي سبق لها وأن نشرت العديد من الدواوين الشعرية، وركزت اهتمامها على الشعراء الشباب الذين يستحقون الإشادة بأعمالهم والإعتراف بمواهبهم وتسليط الضوء على تجاربهم الشعرية. ورغم أن الشاعرة ريمة البعيني، وهي شابة لم تنشر سوى قصائد قليلة، وربما كان معظمها قد نشر أساسا في موقع "كيكا" فان هذه القصائد القليلة تكشف عن موهبة قادرة على التفتح ونضج شعري وحساسية مؤثرة في التعامل مع أدواتها. في شعرها نعثر على قصيدة تختلف عن الكثير من الشعر السائد الذي يكتبه بعض الشبان والشابات، ذلك الشعر الذي يقوم في الأغلب على المناجاة الذاتية التي تقربه من الخاطرة النثرية المنفلتة والتهويم العاطفي الذي يعتمد على الإنشاء اللفظي، بدون معرفة كافية بالوحدة العضوية التي تتطلبها القصيدة والعلاقات التي ينبغي أن تقوم بين مقطع ومقطع، بل بين كل جملة فيها.
شعر ريمة البعيني يتجنب هذه العيوب ليقدم لنا قصيدة مترابطة، يقوم بهاؤها في الأغلب على المفارقة بحساسية تلتقط ما هو شعري في العلاقات القائمة بين الأشياء. فهي تتساءل: لماذا يزورها الموتى في النوم؟ ألا يتناولون حبوبا منومة؟ (قصيدة "أيها الموتى، يا أعزائي"). وهي تشعر بالوحدة، لأنها نسيت ظلها عند صديقها الذي فارقته (قصيدة "لا تحزنوا، ما زال أمامكم الكثير لتخسروه") وتطلب من حبيبها أن ينزع حذاءه قبل الجري في عروقها (قصيدة "في المرة القادمة"). والأكثر من ذلك أنها تدرك قيمة الفكاهة حينما تتحدث عن الأشياء اليومية الصغيرة التي تكتسب معنى أبعد من يوميتها من خلال المعنى العام الذي توحي به القصيدة. ففي قصيدتها عن جدتها المتوفاة مثلا لا تنسى أن تبلغها في نهاية القصيدة أن جدها قد تزوج عليها (قصيدة "إسمعي، جدي تزوج عليك").
إن لجنة جائزة كيكا للشعر وهي تمنح جائزتها للشاعرة ريمة البعيني التي لا تزال في بداية حياتها الشعرية تتطلع من خلال ذلك الى إثارة انتباه النقاد الى جيل الشعراء الشبان الذين لا يكادون يحظون بإهتمام نقدي جاد بأعمالهم، مثلما تشيد بتجاربهم الشعرية، مقدرة في الوقت ذاته الإسهام الكبير الذي تقدمه الشاعرات العربيات الآن في إغناء الحركة الشعرية العربية الجديدة، بطريقة لم يشهد لها الأدب العربي مثيلا من قبل في كل تاريخه الطويل.
والشاعرة ريمة البعيني من مواليد العام 1971، درست الادب الانكليزية في جامعة دمشق، والنقد في المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق. بدأت الكتابة في العام 2001 ونشرت نصوصها في الصحف المطبوعة والالكترونية، وهي تعيش وتعمل في دبي منذ العام 2000.
فاضل العزاوي
رئيس لجنة التحكيم
قيمة الجائزة
يقوم موقع كيكا بالاتفاق مع دار الجمل، باصدار مجموعة شعرية للشاعرة الفائزة، فيما تقوم "وكالة كيكا الادبية" بترجمة قصائد الشاعرة الى عدة لغات أوروبية ومن ثم ترشيحها للمهرجانات الشعرية العالمية.
قصيدتان للشاعرة ريمة البعيني
في المرة القادمة
سأتعلم الفرنسية
والإيطالية أيضاً
سأشتري سيارة لا تتعطل
كل ثلاثة أيام
في طريقي للعمل
وعندما أزور المول في المرة القادمة
لن أنسى متابعة آخر الموضة
وربما أشتري شيئاً أعجبني
لكن في البداية
عليّ أن أجد عملاً براتب أعلى
وأعدّل سيرتي الذاتية
لتتصل بي الشركات
سأفي بكل وعودي
وديوني أيضاً
سأفقأ عيني اليمنى
وأستبدلها بعين ذبابة
فأرى عيوبك أكثرعدداً
وطبعاً حين أطالع تفاصيل وجهي
سأراها أجمل
سأعترف بكل جرائمي
قبل ارتكابها
وسأغير مقاس قلبي
ليتسع لأكثر منك
وسأجبرك على خلع حذائك
حين تقرر مجدداً الجري في عروقي
وسأغفر كل خطاياك
عدا تلك التي ارتكبتها في حقي
سأتصل بأمي وأقول لها بأني أحبها
ولأبي سأقول: "اشتقت لك"
وفي المرة القادمة
سأعدّ صحن التبَولة في البيت
ولن أقود سيارتي بجنون
عندما أحاول الهرب مني
....
- "يا لطيف.. كل هذه أعمال مؤجلة؟!!"
قالتها الدودة لصديقتها التي كانت تمضغ دماغي
على مهل وهي تقرأه كما لو كانت تقرأ قائمة
لأسماء عساكر فارين
- "هل ما زالت آثار البقدونس على أسناني؟"
و
في المرة القادمة
سأسدّ كل الثقوب التي ستحدثها الديدان
في جسدي
بعد موتي.
اسمعي .. جدي تزوّج عليكِ
جدتي
أيتها القاسية
لماذا تصرين على اقتحام أحلامي؟
وتفرّخين الحزن في رئتي؟
أقسم أني
سمعتك مرة تبكين
لكن أبي لم يصدقني
حين خلطتُ
بين نواحك وأذان الفجر
سأشي بك
سأقول للجميع أنك لم تموتي
وأنك ما زلت تنهرينني كلما تأخرت عن زيارتك
تشربين المتة وتفصفصين البذور
وتتابعين المسلسلات البدوية
وأفلام الكاوبوي
سأقول لهم أنك تضحكين كثيراً
لكن هذه المرة دون ألم
قرأت يوماً عن "عجوز تؤلمه الضحكات"*
فهل يؤلمك الضحك يا جدتي؟
ألهذا تشبثت أصابعك بكفي؟
وعيناك في عيني؟
ما زالت تخزني عيناك
عودي ولو مرة لانتزاعهما
أو توقفي عن التحديق بي
لا أسمع صوتك
وصمتك بحجم العتمة
والعتمة تغطي شفتيك
والليل أطول من صبري
لا تتوقفي عن التنفس
لا تهدأي الآن
لا تهدأي
عودي
عودي أرجوك
..
بالمناسبة
جدي تزوج عليك
*عنوان ديوان للشاعر المصري عماد أبو صالح
08-أيار-2021
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |