هايكو ياباني في عمان
2008-11-23
هايكو ياباني في عمان
موسى حوامدة
لفت نظري يوم الخميس الماضي إعلان في الصحف اليومية عن محاضرة عن شعر الهايكو الياباني، كان الإعلان منشورا بين الاعلانات التجارية، ولم تكن الصفحات الثقافية تشير من قريب او بعيد لتلك المحاضرة، لكن الموضوع يستحق المغامرة وخاصة إذا جاءت المحاضرة من قبل السفارة اليابانية في عمان والتي نشرت الاعلان على ما يبدو.
على مدخل القاعة التي ستقام فيها المحاضرة وقف موظفو السفارة اليابانية يوزعون اوراقا عن المُحاضِرة والمحاضرة بكسر الضاد في الأولى ونصبها في الثانية، وقد تبين أن الدكتورة كوكو كاتو هي التي ستقيم المحاضرة، والدكتورة كاتو في السابعة والسبعين من عمرها، فهي مواليد اليابان عام 1931 حصلت على شهادة البكالوريوس في الادب الإنجليزي من جامعة دوشيشا وحصلت على الدكتوراة في الادب الياباني من جامعة تشوكيو (الأدب المختص بحقبة إندو 1600-1864، وهي رئيسة جمعية كو للشعر/ ومحررة وناشرة لمجلة كو للهايكو الياباني، وعضو مجلس متحف أدب الهايكو ورئيسة جمعية الهايكو العالمية، ورئيسة جمعية الشعر الانجلو- امريكي الحديث في اليابان، وعضو في جمعية نادي القلم اليابانية وجمعية الكتاب اليابانيين/، كما أنها محاضرة في عدة جامعات.
وكانت قد أصدرت كاتو عدة كتب باليابانية منها قمة الجبل، غيوم الربيع، أواري الخلابة ومختارات من شعر الهايكو، وكتاب بعنوان في كل من الشرق والغرب ولها إصدارات بلغات أخرى، أول غناء الطير بالانجليزية ومختارات هايكو لكوكو كاتو بالصينية.
كانت المحاضرة باللغة الانجليزية وتوفرت ترجمة فورية للعربية ورافقها مترجم ياباني عربي.
قرأت كاتو من ورقة مكتوبة عن شعر الهايكو الياباني، وعرضت على الشاشة نماذج من شعر الهايكو، ومع ذلك أضافت لمعلوماتنا الشئ الجديد عن الهايكو وهو أنه لا بد أن يتضمن شيئا من الفصل الذي يكتب عنه، ولا بد ان تتوفر عناصر الطبيعة في القصيدة، ولا بد ان تستخدم الحواس الخمس فيها،
آه أعشاب الصيف )
هي كل ما تبقى
من أحلام المحاربين)
هذه قصيدة للشاعر باشو والتي ألفها عام 1689
وهناك طريقة صارمة لكتابة الهايكو، فلا بد ان تتألف القصيدة من سبعة عشر مقطعا صوتيا خمسة في السطر الأول سبعة في الثاني وخمسة في السطر الأخير.
ودار نقاش بين الجمهور والدكتورة كاتو نفت فيه أن يكون هناك شبه بين الهايكو واي شعر في العالم فهو شعر ياباني خاص، وهو قديم جدا، وحاول البعض مقارنة الهايكو بالخواطر النثرية، وكانت المحاضرة مهذبة جدا وهي تقول نعم إنه يشبه الخاطرة لكن الهايكو له نظام صارم وأن مصطلحاته محدودة لذلك هناك صعوبة في كتابته.
لم يكن مستحبا مقارنة الشعر العربي بالهايكو، كما فعل بعض الحضور، فهذا له نظامه الخاص وللشعر العربي نمط وأسلوب معروف بما يتضمنه من وزن وقوافي وبحور، لكن ربما يكون الهايكو أقرب إلى قصيدة النثر، وإن كان الخلاف أيضا كبيرا بينهما.
لقد أطلعتنا الدكتورة كاتو على نماذج عديدة من شعر الهايكو سواء ذلك الذي كتبه يابانيون معروفون أو حتى شعراء غربيون امريكان وإنجليز وفرنسيون وحتى شرقيون من باكستانيين وهنود وصينيين.
الغريب في الأمر أنني لم أجد بين الحضور شعراء أو كتابا أردنيين وقد تساءلت لماذا تتم هذه المحاضرات النوعية على هذا النحو دون تنسيق مع رابطة الكتاب الأردنيين، والإكتفاء فقط بزيارة الجامعة الأردنية ومركز الحسين الثقافي، لكنني فكرت ربما أن الحياة هنا أكبر من النظر لتجارب الثقافات الأخرى، وقد سأل أحدهم الدكتورة كاتو عن أهمية الهايكو فقالت ضاحكة أنها سألت أستاذها مرة سؤالا كهذا فأجابها: ضعي قليلا من الهايكو في قبضة يدك اليسار وقليلا من الضوء في قبضة يدك اليمين وانطلقي في الحياة فليست كلها هايكو. ولكن يبدو أننا نترك أيدينا فارغة ولا نلتفت إلا للوراء.
[email protected]
08-أيار-2021
22-حزيران-2019 | |
20-أيلول-2018 | |
03-آذار-2018 | |
18-تشرين الثاني-2017 | |
29-تشرين الأول-2016 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |