كاتبان يتضامنان مع خليل صويلح
2009-01-05
رائد وحش
وداعاً.. «تشرين الثقافيّ»
لم يتوّج قرار إيقاف الزّميل خليل صويلح عن إدارة ملحق «تشرين الثقافيّ» بردود فعلٍ تليق بثقافة تحترم حقّها في الدفاع عن حقّها في البقاء. ولم يصبح الحادث قضيّة رأي عام كما كان يمكن أن يكون لو أنّ للمثقّف فاعليّة نقدية. ولعل طريقة التعاطي مع الحادث تقول لنا ما هو المصير الحقيقيّ للثّقافة السّورية..
كلّ ما تمّ تناقله هو أنّ القرار اتُخذ بسبب نشر الملحق قصيدةً للشاعر قيس مصطفى، مع أنّها قصيدة لا تنزل على المعد غير المعتادة على الشعر، نظراً لكثافتها اللغوية، واستقرائها لأحوال عاشق في عماء حبّه المستحيل، موّزعاً بين أمكنة ومطارح في الخارج، وبين تشظيّات في الداخل، ممّا يعني حتماً أنّ هناك ممن يعملون بمنطق الدّسيسة قد اجتزأ مقاطع من سياقاتها، وقدمها على أنها الجرم المشهود!!
وأياً كان سبيل التقوّلات والتكهنات، تبقى المشكلة الأساسيّة في الشكل الذي قدّم به الملحق نفسه، بوصفه مالئ فراغ جسيم، أفصحت عنه إستراتيجيته السجاليّة، وطبيعته النقديّة، وهيهات أن تجد هاتان السمتان من يجرؤ على قبولهما بعدما دخلنا مرحلة الانحدار البنيوي الشامل، حيث بات التعتيم على العقلانية وأفكار التنوير نوعاً من إرضاء من لا يرتاحون إلا بوأد الرؤى الإبداعيّة، لتحصين قلاع التّخلف، وتمكين الجهل، في هذا الحضيض الذي سمّاه الماغوط: «حرية التكفير»!!
إذاً، والأمر على هذه الشاكلة، بئسها من ثقافة!! وبئسنا من مثقفين!!
إذا كان الملحق، خلال عمره القصير نسبياً، قد سجّل رياديّته في المشهد السوريّ بسبب خلوّ هذا المشهد من مطبوعة تليق بالإنتاج الإبداعيّ في هذا البلد، فإنّ دائرة الخسارة المعنوية التي يرسمها بيكار القرار تطال: الثقافة الجديدة، والكاتب الجديد، والقارئ الجديد.. بمعنى آخر، تطال سورية الجديدة التي تبدأ في الأفكار والأحلام قبل أن تصبح ناساً وجغرافيا..
دعك من ذا وذاك، وانتبه للأعداد الهزيلة الصادرة من الملحق بعد خلع خليل، منذ أسابيع، لترى أية خسارة هذه التي نزلت بنا؟ في بلد اختير عاصمة للثقافة العربية، «يُرتكب» هذا القرار، مع نهاية عهد ولايته على الثّقافة العربيّة.. هل هذا هو الدرس الذي بات حرياً بنا أن نتعلّمه؟؟
■ رائد وحش
وائل قيس- قاسيون
تضامناً مع خليل صويلح
الرقيب الذي يوحي طوال الوقت بانفتاحه على الآخر، وما إن يصل إلى مرحلة معينة حتى يرفع رايته البيضاء في سبيل منعه للانحلال الأخلاقي الذي سيصيب المجتمع، مشاركاً القوى المنسوبة للمجهول، أو التي تكون متمركزة فيما وراء الطبيعة، والتي تظهر بعد الرقيب لتعلن وقوفها إلى جانبه في محاولة منع الحداثة من التسلل إلى مجتمعنا، واقفين سداً منيعاً في وجه الغاوين الذين يحاولون تعكير ثقافتنا الصافية!!
هذه القوى سرعان ما تنكشف على المحك، ويظهر انغلاقها على ذاتها وعودتها إلى ثقافة البداوة المتصحرة، متذكرة فضائل الشيوخ الأوائل، لاعنة حركة الإبداع الأولى في التاريخ، ولاشك في أن ما حصل في ملحق تشرين الثقافي في العدد رقم «75» مع الروائي والصحافيّ السوري خليل صويلح «المحرر المسؤول عن الملحق منذ أسسه»، عندما نشر قصيدة للشاعر قيس مصطفى بعنوان «كلام الغائب على كلام الغائب في أمور الشهقات وما شابه»، مما جعل المسؤولين في الجريدة يسارعون إلى إقرار إقصائه عن الملحق بحجة خدش القصيدة للأخلاق، ومن المعروف أن عالمنا العربي مازال يعاني من أثار الحركات التكفيرية التي ما أن تقرأ نصّاً ما، حتى تسارع إلى تكفير صاحبه وإعلان الحد عليه والأمثلة كثيرة: حلمي سلام، رامي يحيى.. دون أن تكون للنص أية حصانة، فهو الحلقة الأضعف على الدوام، وهنا سيكون القارئ هو الخاسر الوحيد في بحثه عن نص حداثي خارج عن المألوف في ظل ثقافة واحدة تكرر نفسها باستمرار. وعلينا أن نشير إلى المستويات المتفاوتة في التحليل النقدي للنص من قبل المتلقي، إلا أنه في النهاية يظهر من تلك القوى من يقوم بالإقصاء في سبيل إصلاح المجتمع من الانزلاقات الفكرية. ما زال هناك من يعيش متأثراً بترسبات الماضي وميثولوجياته، هذا التأثير الذي لا يؤدي في النهاية إلا إلى مزيد من الركود والتراجع.
08-أيار-2021
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |