مقال خضر الآغا المنشور هنا في "ألف", وعنوانه " مقهى الروضة يفوز بجائزة الشعر " فاجأني , لأن أياً من هذه الآراء التي جاءت فيه عن مسابقة الشعراء الشباب لم يعبر عنها في أي من لقاآتنا العديدة خلال هذه المسابقة و بعدها, و بعد إعلان نتائجها , وهو في المقال يعتبر أن الإعتماد على الذائقة في تقييم الشعر بمثابة كارثة , كارثة هي الكلمة التي استعملها فعلاً , فإذن على ماذا نعتمد وعلى ماذا تعتمد أنت َ... أتوقع ماذا سيكون تقريباً جواب خضر .. سيقول أنه لا بد من اعتماد "روائز" معينة ... هكذا لكي يصبح الأمر تلفيقاً يختفي تحت " بنود" نكتبها و نسجلها على أوراق , أو نختبرها في " موازين" خاصة ... ثم "الموازين" تلك نضع عليها القصائد كل بدورها ثم ننظر إلى ميناء ومؤشر يعطينا جواباً "دقيقا" عن شعرية القصيدة : خمس درجات , خمس درجات ونصف , ثمانية أو ثلاثة .. بالغرامات أو بالفهرنهايت ..وهكذا
ولكن ما الذي يمكن أن تكونه هذه " الروائز" ... ها هي قائمة بهذه الروائز أفترضها أنا , أو ربما يفترضها خضر أو يدعيها فقط لكي يستمر بالجدال أو ليستمر بالمكابرة :
_ المفردات
( الجزالة .. أو عكسها أو ربما الخفّة والرشاقة أو غير هذه وتلك )
-الجملة الشعرية و"الأدوات"
-الجِدّة و الحداثة
- الموسيقى (الداخلية أوالخارجية)
- تجاوز المحفوظات والمكرور والمنحول
- شعرية النص poetisme , شعرية " الحالة" و الموقف والنبرة
وربما غيرها و غيرها...
والآن اسأل خضر : هذه الروائز أتقاس بشيء آخر سوى " الذائقة" ... الذائقة ليست مجرد "مزاج" , الذائقة هي مركب شديد التعقيد من الثقافة والتجربة - التجربة الجمالية في هذه الحالة- هي مركب من المعاصرة بمعنى تلقي الإشارات من العصر هذا ومن العصور البائدة, من المستقبل أيضاً – خاصة حين نتحدث عن الشعر -,الذائقة هي حالة تلقي وتمثلّ ومعاجة الإشارات التي تصلنا من الخارج , مما حولنا – الأدبي وغير الأدبي- من كل شيء
وطالما لا نملك " الموازين" وأدوات القياس " المخبرية" فلن يكون ممكناً أن نعامل الفن عامة وليس الشعر وحده سوى بـ "أدوات"الذائقة وتعريفها هو تعريف الشعر نفسه , غموض هذه الأدوات هو غموض الشعر نفسه
أنا وغيري أو أياً كان لن نستطيع تعريف الشعر لا بعبارة واحدة ولا بكتاب أ وكتبٍ
و لكنك رغم هذا تعرف الشعر حين تسمعه
كنت أظن ذلك كله بديهياً لصديقي خضر الآغا...
ملحوظة
موقع ألف يتمنى على الكتاب المشاركة في هذا النقاش نظرا لأهميته وخصوصا المبدع خضر الآغا لأن حوارا من هذا التوع يثري النقد ويعزز النظرة النقدية للأدب