Alef Logo
المرصد الصحفي
              

نادين البدير: تنورتي القصيرة لا تحدد علاقتي مع "الله"!

فهد سعود

2009-02-07


لا تؤمن بأن "قطعة قماش" يمكن أن تدخلها أو تخرجها من الجنة
لا تتردد الكاتبة والمذيعة السعودية في قناة الحرة الأميركية، نادين البدير من التصريح بأنها تتعمد الظهور بتنورة قصيرة في العلن، على الرغم من كونها تنتمي إلى مجتمع سعودي محافظ، فهي تقول إنها اختارت أن تكون فتاة سعودية عصرية، لا تهتم لنظرة الآخرين لها: "كل الفتيات العربيات يخرجن بتنانير قصيرة، دون أن يواجهن ما تواجهه الفتاة السعودية"، وضربت مثالاً بالملكة رانيا. وتضيف متسائلة: هل يعني ذلك أنهن غير محترمات؟
وحين قلت لها إن هناك من وصفك بالكفر بسبب هذه التنورة؟ أجابت: اعتبر أن ديني بيني وبين ربي، فهو علاقة خاصة جدًا، وليس ضروريًا أن يعرفها الناس ويتداولونها، إنها علاقة روحانية وسامية جدًا، وليست علاقة بشرية، وأعتقد أنه من السخافة أن نختصرها بتنورة طويلة أو قصيرة، أو عباءة أو حتى شكل، فهي علاقة عميقة من الداخل ولكن المشكلة أننا شعوب لا تهتم سوى بالظاهر، ولا تلتفت إلى حقيقة الإنسان من داخله.
وتضيف نادين خلال حديث لها مع "إيلاف": "أنا شخصيًا أتعمد أن ألبس تنوره قصيرة، لأن الفتاة السعودية لا بد أن تلبس لبس العالم العادي، فأنا أظهر باللبس الذي أرتديه يوميًا في حياتي العادية. أنا أعيش حياة واحدة، ولا أرتدي الأقنعة أمام الآخرين.
وتؤكد: "هناك فتيات يخرجن في الكثير من البرامج التلفزيونية وهن مرتديات الحجاب، وحين ينتهي البرنامج يقمن يخلعه مباشرة، فلماذا نعيش: حياة تحت الضوء وأخرى في الظل"؟. "وإذا كان البعض من (المطاوعة) ينظرون لمن ترتدي التنوره القصيرة على أنها كافرة، فهذا يعني أن كل من يرتدي الجنيز هو كافر، لأنه من صنع أميركا والغرب عمومًا"!.
ونادين
تؤكد نادين أن علاقتها مع الله هي علاقة روحانية خاصة جدًا، وإنها حين تكون في الحرم المكي لا يكون هاجسها الأوحد الواجبات الدينية بل وجودها في بيت الله. وتتساءل: "لماذا يريد البعض منا أن نخاف من الله؟، أنا أريد أن أحب الله، لماذا دائمًا عنصر الترهيب موجود في كل شيء؟ لماذا لا تكون عملية ترغيب وليس ترهيبا"؟
"حين أزور الكعبة مش لازم أبكي حتى يدخلني الله الجنة، أو أدعي له حتى لا يدخلني النار، بالعكس حين أكون هناك أشعر بالسعادة لأنني في بيت الله ومعه. أكره الخوف، وأكره أن يقوم الإنسان مرعوبًا ليصلي من مبدأ الخوف لا الحب.
وتشير نادين إلى أن الكثيرين أصبحت علاقتهم مع الأسماء وليس مع الله، ولكنها تعتبر أن علاقتها مع الله فقط، ولا تربطها بأشياء تافهة كاللبس والأكل وغيرها " أنا لا أؤمن بأن قطعة قماش توضع على الرأس يمكن أن تدخلني الجنة، وكأن الإسلام مرتبط بالسعودية فقط كونها أرض الحرمين الشريفين!" كما تقول نادين.
لم تكن تتوقع نادين البدير التي لم تكن تميل للإعلام كثيرًا، أن تصبح في يوم من الأيام أحد الوجوه النسائية الشهيرة في قناة الحرة الفضائية ذات التمويل الأميركي، فقد بدأت حياتها الإعلامية ككاتبة مهتمة بشؤون المرأة، في صحيفة عكاظ ومن ثم الوطن، وكانت تدافع عن قضايا المرأة بصوت عال عبر ما تكتبه، ولكنها فجأة وجدت نفسها تحت عدسات قناة الحرة حينما خرجت عبر أحد برامج القناة كناشطة مهتمة بقضايا المرأة السعودية.
تقول نادين: بعد أن ظهرت كضيفة في أحد برامج قناة الحرة، أعجبت المسؤولين في القناة فعرضوا علي الإنضمام إلى القناة لأعمل فيها كمذيعة ووافقت لأنني وجدت في الحرة السبيل الحقيقي للإعلام الحر الذي يتيح للإنسان أن يعبر عما بداخله بكل جرأة وشفافية.
ولا تشعر نادين بالحرج كونها تعمل في قناة تمولها الحكومة الأميركية، ويثار من حولها الكثير من الجدل: " الكونغرس الأميركي يقدم الدعم المادي للقناة فقط، ولا يتدخل في طريقة العمل ونوعية الأخبار التي تبث فيها، ولكن هذا لا يعني أمكانية أن يظهر أحد الإرهابيين ليقدم برنامجا فيها"!
" وجدت أنا وغيري في الحرة ما يتناسب مع أهوائنا فاستغليناها للظهور، ولكن هذا لا يعني أنهم اشترونا، بالعكس الإعلام العربي موجه بطريقة ( قذرة)، ويتحكم بكل شيء، بينما الحرة هي قناة (ليبرالية) تحاول أن توضح الكثير من الأفكار المتخلفة في العالم العربي. ولن يشعر بكلامي هذا إلا من عمل في الحرة أو من سيعمل فيها لاحقا.
وعندما سألتها، ماذا تقصدين بأن الإعلام العربي موجه بطريقة قذرة؟ قالت: يقلقني أن يتحكم الرأسمال بطريقة تلغي دور الإعلام الحقيقي، لان مثلا قبل فترة كنت حاضرة منتدى الفضائيات وكانوا يتحدثون عن الفضائيات التي يرونها هابطة، وهذا شيء مزعج لان الرأسمال هو المتحكم بالإعلام، والآن أصبح التاجر وصاحب الإعلان هو المتحكم بالمادة التي تقدم لمجتمع بأكمله، التاجر أصبح هو المتحكم وهو الذي يدفع المجتمع لمزيد من التخلف، لم تعد مهمة الإعلام يثقف ويوعي، بل أصبح يكرس أمورا خاطئة وقيم مستحدثة مفروض أنها تلغى.
وتؤكد نادين أنها رفضت الكثير من العروض التي وصلتها من قنوات أخرى " لأن مستوى الجرأة والحرية فيها كان أقل من المطلوب، ولا يوجد لها سقف كبير للحرية".
مع كارلي فيورينا المصنفة أقوى امرأة في العالم
نادين البدير خرجت من عائلة متفتحة، وكانت هي الوحيدة في عائلتها التي تكتب في الصحافة، ولم يكن هناك من رفض ذلك إطلاقًا. وبطبيعة الحال فإن نادين مثلها مثل الكثيرات من بنات جيلها، ممن خرجن من تحت عباءة التقاليد، وتمردن على واقعهن الذي يرينه واقعًا مؤسفًا ومؤلمًا للمرأة السعودية، لم تكن بمنأى عن رسائل التهديد، فقد تعرضت للكثير من المضايقات و"التهديدات" من قبل مجهولين يطالبونها بالتوقف عن الكتابة أو ستتعرض للأذى.
" كانوا يرسلون إلي إيميلات، ويهددونني حتى أتوقف، ولكنني لم أهتم بها، لأنها كتابات سخيفة، وبلغة عامية، وأستغرب ممن يلتفتن لمثل هذه التهديدات الفارغة، لأن صاحبها شخص وهمي وغير معروف. والدتي كانت تشجعني كثيرًا وتشد على يدي لأتجاوز هذه التهديدات".
وتعترف نادين بأن النقد القاسي الذي تتعرض له دومًا، من قبل الكثيرين لم يعد يؤثر فيها... "حين تعرضت لأول نقد جارح صُدمت، وتأثرت به، فقد كتبت مقالاً بعنوان –رسالة إلى حماس- انتبهوا- وكنت احاول تحذير حماس بعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين من أن الدور القادم على الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، فكتب احدهم مقالاً قاسيًا يطالبني بعدم الحديث عن الشيخ احمد ياسين والرنتيسي رحمهما الله لأنهما شيوخ دين(!) ولا يفترض أن اكتب أنا عنهم!
على الرغم من قسوة تلك البداية، والنقد الجارح الذي تعرضت له نادين، إلا أنها قررت المضي قدمًا في طريقها لمواصلة الرسالة التي تؤمن بها، وهي الدفاع عن حقوق المرأة السعودية والخليجية، بل على العكس فإنها مدينة لتلك البداية لأن كل ما سيأتي بعدها لن يكون أكثر تأثيرًا فيها.
فهد سعود: عن إيلاف

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow