عن رواية حارة ضبعة لـ"إبراهيم الجارحي"
2009-02-08
عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة؛ صدر للكاتب والإعلامي "إبراهيم الجارحي"، روايته الأولى بعنوان "حارة ضبعة". تقع الرواية في 144 صفحة من القطع المتوسط. تصميم الغلاف: محمد جابر.
على الغلاف الخلفي للرواية؛ نقرأ المقطع الذي افتتح به "الجارحي" روايته:
( واقع؟..
ليس ثمة واقع!
فما الحياة إلا حلم في دماغ لا يفيق منه إلا الموتى
وأكثر رعب الإنسان أن يعيش في حلم إنسان آخر
ليجد نفسه مضطرًا للحياة داخل ضعفٍ ليس له،
وألمٍ ليس عليه، وضميرٍ ليس من حقه )
يدخل إبراهيم الجارحي إلى "حارة ضبعة" في لغة قهرية رومانسية مباغتة، حاملاً على عاتقه جناية السرد نيابةً عن سكان الحارة الذين أصابهم الصمت، والذين يحرك خيوطهم ببراعة "شعبان" الشخصية المحورية في الرواية، والمسؤول عن خلق مساحة للتواصل فيما بينهم، ليصبح هو والمكان نقطة انطلاقة الرواية.
وعبر فضاء زمني فسيح يقبض الجارحي على النص ساردًا فاعلاً مؤثرًا في الأحداث.
فمن مربع محدد في أرضية أستوديو بابل بالقاهرة، وعلى الحائط المقابل؛ يرسم الجارحي أربعة خطوط رئيسية وخط أفقي يتقاطع فوقهم، وهي نفس الخطوط التي رسمها (خضير السرساوي) خالق الرعب في قلوب سكان حارة ضبعة والتي أنهى بها عدد أيامه في السجن .
- ترى هل تعمد "الجارحي" وضع مقارنات بين حاله وحال "خضير" ؟، وهل رأى أنه في سجنٍ كبير، فوضع في شخصيات الحارة جزءًا من خفايا شخصيته الكاملة ؟
أسئلة كثيرة تحلق في فضاء النص، يجيب عليها إبراهيم الجارحي في روايته الأولى "حارة ضبعة".
إهداء الرواية جاء على نحو غير مألوف، بقدر غرابة شخوص الرواية ذاتها :
( أهدي روايتي الأولى.. أو لعلها الثانية.. لا أدري، إلى مربع محدد في أرضية أستوديو بابل بالقاهرة.. ذلك المربع الذي احتوى بصبرٍ جميلٍ كلَّ وحدتي، وكل إرهاقي، وكل جنوني، وكل كوابيسي المزمنة، وكل دخان سجائري، وحلمي الجميل... إلى مجرد بقعة عارية من خشب الأرضية احتضنتني حتى أتممتُ هذه الرواية.
وإلى الحائط المقابل لهذا المربع الذي حوّلتُه بالقلم الرصاص إلى سجل لأيامي المتشابهة، أربعة خطوط رأسية، وخط أفقي يتقاطع فوقهم يساوون خمسة أيام. وللتصحيح ولمن لا يعلم.. سنة السجن بألف سنة مما تحصون.
ولا أعرف إذا ما كان ذلك مألوفًا، ولكنني فكرت أن أهدي هذه الرواية إلى أحد شخوصها فلم أجد بين الشخوص من يقبل أن يتلقى هديةً تُعري؛ بهذه الجرأة؛ جزءًا من خفايا شخصيته الكامنة، ففضلتُ أن أهديها لنفسي، تحيةً لها على شجاعتها في تحمل هذا التعري المقصود ).
مقاطع من رواية حـارة ضبعة |
تُشرق شمس اليوم الجديد، ويدب النشاط في حارة "ضبعة" التي تصحو كل مفرداتها معًا، يصحو الأطفال للمشاركة في سيمفونية الزحام التي تختلط فيها أصواتهم الحادة بأصوات أخرى خشنة تنادي على بضائعها، وبأصوات تلقي التحيات أو القفشات الصباحية المحفوظة، وحتى أصوات الطيور المنزلية التي تخرج إلى الشارع تلقط بمناقيرها الفتافيت التي تسقط من بين هذه الأصوات المتناغمة معًا في بصمة صوتية هي الشفرة السمعية لهذا المكان. "العربي" يستيقظ مبكرًا، رغم سكره إلى ساعة متأخرة ليلة أمس، ويزحف بصعوبة من داره إلى الشارع العمومي مرورًا بأسوار دار السرساوي، بينما يلهج لسانه بعشرات الشتائم التي يوزعها بأقصى ما تمكنه نفسه من العدالة على سكان "ضبعة"، فينال جاراه: "عبد المجيد ضرغام" و"سلطان الحرامي"، أول شتائم اليوم؛ فهما من وجهة نظره السبب الرئيسي؛ وربما الوحيد؛ في تضاؤل بيته إلى أن وصل إلى هذه الدرجة من الضآلة إذا ما قورن بالبن |
31-كانون الأول-2021 | |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
ماذا يحدثُ لجرّاحٍ حين يفتحُ جسد إنسانٍ وينظرُ لباطنه؟ مارتن ر. دين |
01-أيار-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |